اخوتي الاحباب لا تتعجلوا ولا تتسرعوا بالحكم على علماءنا ومشايخنا وأئمتنا ،والصاق التهم لهم انهم من المنافقين .
فهذه شهادة ستسألك عنها الله تعالى يوم الحساب . لذلك ان شاء الله سأركز في رسالتي الأولى على أنواع النفاق، لعلها تبين وتوضح لكم ايها الأخوة الأعزاء موضوع النفاق والمنافقين .
فالنّفاق يقسّم إلى نوعين وقسمين أساسيين وهما : نفاق أكبر ونفاق أصغر :
1) النفاق الأكبر ويكون في الايمان والاعتقاد : لقول الله تعالى في كتابه العزيز : ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّار ِ”. سورة النساء . فالإنسان المنافق يتخيل لك أنّه مؤمن ظاهراً ، ولكنه يبطن الكفر بالله تعالى، ويستهزأ برسل الله باطناً، وهو لا يؤمن بالله تعالى ، ولا بتوحيد الله ، ولا باليوم الآخر ،ولا يؤمن بالدين، ولا يؤمن بالجنة ولا بالنار . ومع كل هذا تراه يصلي مع المسلمين ، ويذكر الله مع الناس رياءً، كفعل المنافقين في عهد النبي ﷺ .
ومن صورٌ النّفاق: أن المنافق يبغض النّبي الكريم ،ويبغض ما جاء به، وتراه يفرح بضعف الدّين وانحسار دولته، كما ويكره انتصار دين الله تعالى والمسلمين. هذا المنافق كافر كفر أكبر وكفره اعظم من كفر الكفار .
2) النّفاق الأصغر في العمل: فقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف خصال النّفاق، فقال النبي ﷺ: ” آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان “.
وقالﷺ: ” أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا : إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر ،وإذا عاهد غدر ” .
كذلك من علامات وخصال النفاق: التكاسل عن الصلاة، وعدم الإكثار من ذكر الله تعالى، لقوله تعالى:” إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا” سورة النساء. فإن كان في المسلم خصلة من تلك الخصال، فيبنغي عليه تركها والتّوبة إلى الله تعالى .
فهذه الخصال والصفات والاعمال تجعل المنافق يعرف بالنفاق الأصغر ، وهي لا تخرج المنافق من الإسلام، ولكنه مسلم ناقص الإيمان والتوحيد. ويخشى عليه من النفاق الأكبر. نسأل الله العفو العافية، والهداية لدين الحق، اللهم ابعد عنا وجنبنا النفاق .