النمل الأبيض ظاهرة تؤرق بيوت المصريين خلال أشهر الصيف، ترجع أسباب ظهوره إلى سلوك الأفراد، حيث البناء بشكل عشوائي وعدم معاملة التربة قبل البناء باتخاذ طرق الوقاية، بالإضافة إلى تخزين المخلفات الزراعية من الحطب والقش داخل المنازل، وفي محيطها.
ويتغذى النمل على مادة “السليلوز”، وهي مادة سكرية تدخل بشكل أساسي في تركيب خلايا النبات، وهي عبارة عن كربوهيدرات تشبه النشا، وتدخل في صناعات الورق واللدائن والمنسوجات النباتية.
يقول الدكتور محمد كمال عباس، رئيس قسم بحوث النمل الأبيض والناخرات، بمعهد بحوث وقاية النبات بوزارة الزراعة، إن هناك 2400 نوع من النمل الأبيض في العالم، وتوجد منها أنواع غاية في الشراسة، وتسبب خسائر اقتصادية فادحة للمزارعين نتيجة التهامها للمحاصيل الزراعية.
وأضاف إن الأنواع الموجودة بمصر لا تهاجم الحاصلات والمزروعات، ويقتصر ضررها على المنازل الخشبية القديمة، وأخشاب النخيل القديمة، ومحتويات المنازل من سجاد وباركيه وأبواب ونوافذ، حيث يقوم النمل بتحليل سليلوز الخشب والتهامه.
ويردف رئيس قسم النمل الأبيض، بأن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة ساعد على انتشار تلك الحشرات، خاصة أنها تظهر بمحافظات الصعيد مثل أسوان وقنا وسوهاج.
وعن طرق الوقاية يقول: “قبل قيام أي شخص أو جهة ببناء منزل جديد، يجب اتباع مجموعة من الإجراءات تتضمن أخذ تصريح بالتعامل مع النمل الأبيض من الإدارة الزراعية، ورش مساحة الأرض بالمبيد بشكل كامل قبل بداية الحفر”.
ويستطرد خبير الحشرات الناخرة، إنه في حالة المباني القديمة المعتمدة في بنائها على الأخشاب، يشكل النمل الأبيض خطرًا عليها، فيتم حفر خندق بعمق 30 سم حول المنزل ووضع المبيد به، وعمل حفرة داخل المبنى بعمق متر، وضع 4 لترات من المبيد وردم الحفرة.
كما يتم غمس فرشاة في المبيد والمسح على الأبواب والنوافذ، ولا ترش الأسقف؛ لأن رشها يلوث الجو ولا جدوى منه، لأن النمل يعيش في الأنفاق.
وبالنسبة للمباني الخرسانية، أكد عباس أنه لا خطورة تتهدد أساساتها من النمل الأبيض، عدا الأجزاء الخشبية والأثاث الخشبي، فيتم عمل الخطوات السابقة، مع إحداث ثقوب في الأرض بواقع ثقب كل متر، وضخ 4 لترات من المبيد.
ويوضح “عباس” أنه يمكن معرفة إذا تم القضاء على النمل أم لا، من خلال وضع مصايد في الخندق الخارجي ومراقبتها باستمرار.
وتُعد طريقة “مصيدة الورق المقوى” من أكثر الطُرق الشعبية انتشارًا فى التعامُل الأولي مع تفشي النمل الأبيض، وتقوم على إعداد مصيدة من الورق المقوى أو الكرتون، وتعتمد فكرتها على أن الحشرة ستنجذب للورق وستتجمع عليه، ومن ثم يُمكن إحضارها إلى مكان آمن وبعيد عن مقر السكن وإحراقها. ورغم شيوعها، إلا أنها ليست ذات فاعلية مع الاجتياحات الكبيرة للحشرة، والتي يستلزم معها تدخُل المختصين في مكافحة الحشرات.
مؤكدا أنه إذا تمت عملية المكافحة بشكل صحيح، فسيختفي النمل الأبيض تماما خلال 6 أشهر، موضحًا أن التربة المصرية تتميز بمجموعة من الخواص، تجعل النمل لا يظهر لمدة تصل لـ10 سنوات، إذا كانت المكافحة ناجحة منذ البداية وتم استخدام المبيدات الصحيحة.
