على مدار العقود الماضية تأرجحت آراء العلماء، بين مؤيد للحديث عن أن الغذاء قادر على تغيير المزاج، وبين رافض لذلك، ولم يكن ممكنا حسم هذا الأمر حتى أشهر قليلة مضت، حين ظهرت نتائج الدراسات العلمية التي جرت حديثا حول هذه المسألة.
وذكرت الأبحاث العلمية أن الغذاء يمكنه أن يلعب دورا في تحسين المزاج، والصحة العقلية، وأطلق على هذا العلم الناشئ اسم “سيكوبيوتكس”.
وفي الوقت الحالي، بات هناك مجموعة متزايدة من الأبحاث المتخصصة التي تلفت إلى أن تحقيق المزيد من التوازن بين البكتيريا المفيدة في الأمعاء، يمكن أن يساعد في تعزيز المزاج، فضلاً عن تقليص حالة ضباب الدماغ، والتعامل بصورة أفضل مع التوتر، وخفض مستويات القلق والاكتئاب.
وعلّقت عالمة النفس “ميجان أرول” على كيفية تأثير الطعام على المزاج بالقول إن محور القناة الهضمية الدماغية، يعد نظام اتصال ثنائي الاتجاه بين النبيت الجرثومي المعوي والدماغ الخاص بك، مضيفة: “هذا التطور مثير، جعل باستطاعتنا التأثير بشكل فعّال على بيئة الأمعاء، الأمر الذي يحيل إلى طرق جديدة محتملة لتطبيق مجموعة من العلاجات”.
وأوضحت عالمة النفس “أرول” أن دراسة أُجريت عام 2017، في جامعة ماكماستر في كندا، وشملت 44 شخصًا بالغًا من الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، والقلق المعتدل والاكتئاب، أنه بعد 6 أسابيع، تراجعت أعراض القلق والاكتئاب لدى 64% من المجموعة التي خضعت لعلاج البروبيوتك، مقارنة بحوالي 32% من الذين خضعوا لعلاج وهمي.
وتوصلت دراسة علمية نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، ويتناولون كميات كبيرة من الأغذية المصنعة في الآن ذاته، لديهم بكتيريا معوية أقل تنوعًا، مقارنة بتلك التي يتمتع بها أولئك الذين يتبعون نظاما غذائيا أكثر توازناً وصحة.
وقال رئيس قسم التغذية في شركة Healthspan، “روب هوبسون”: “نحن بحاجة إلى نظام غذائي متنوع من أجل ضمان تنوع البكتيريا المعوية”.