قوتنا وعزتنا الإسلامية بالاعْتَصاِم بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا !- الرسالة الثانية: اعداد الشيخ ابو عكرمة الطيباوي
معظم سكان الكرة الأرضية يرى ويلمس بأرض الواقع ان الدول الأروبية عندما التزمت بأطر ومؤسسات أصبحت لها الريادة والسيادة للناس في شتى المجالات :السياسية والثقافية والرياضية والتجارية والتكنولوجية و…. هذا الإنجاز المميز حققته، رغم أنها دول ليس لديها قرآن كريم ، ولا نبي مثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم …لذا لنتخيل معا اين ستكون أمتنا الإسلامية لو التزمنا قول الله تعالى :” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا…”
فهذه الآية الكريمة الجامعة العظيمة، والتي تكفل اجتماع المسلمين وائتلافهم، وتقضي على أسباب الفرقة والاختلاف بينهم. وهنالك آيات كثيرة تحث المسلمين الإلتزام بالجماعة اعتقادا وعملا، لأن الجماعة هي الأصل ، والواجب علينا شرعًا الالتزام والاعتصام والتمسك بدين الاسلام ، وبكتاب الله المتين القرآن الكريم ، وسنة الرسول الكريم ، وبالمحجة البيضاء التي كان عليها السلف الصالح للأمة المسلمة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . روي في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.
ويكره لكم : قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال”. وإن من أعظم أصول الإسلام الاعتصام بحبل الله ، لتحقيق العبادة والسعادة والنجاة، وصلاح أمر الدنيا والآخرة، إذ إنه لا تنتظم مصالح العباد ، ولا تجتمع كلمتهم إلا بالألفة والاجتماع، والتواصي بالحق والصبر عليه. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطًا، فقال: «هذا سبيل الله» ثم خط عن يمين ذلك الخط، وعن شماله خطوطا، فقال: «هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها»،ثم قرأ قوله تعالى في سورة الأنعام : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}.
فالإسلام أمر وأوجب بالجماعة، وذلك لتوحيد صفوف المسلمين، ليكونوا قلعة منيعة، وحصنًا حصينًا، وعندئذ يكتب الله لهم العزة والنصر والتمكين في الأرض ، قال القرطبي : ” فإن الله تعالى يأمر بالألفة، وينهى عن الفرقة، فإن الفرقة هلكة والجماعة نجاة “.
وختامه مسك نضرب للمثال وليس للحصر ، قبائل الأوس والخزرج ، كان بينهم في الجاهلية ، حروب كثيرة وعداوات شديدة، طال بسببها قتالهم، والوقائع بينهم، فلما جاء الله بالإسلام ودخلوا فيه أفواجا،صاروا إخواناً متحابين بجلال الله ، متعاونين على البر والتقوى ،وأقاموا اول دولة في الإسلام وصل نورها الى شتى بقاع الكون والمعمورة .
” اللهم يا حي يا قيوم ، أمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال والأفعال، اللهم يا ذا الجلال والإكرام وحد كلمة المسلمين تحت راية التوحيد ،راية لا إله إلا الله “.
بارك الله فيك شيخنا الفاضل… ولكن لماذا بدأت مقالك ضاربا مثلا الدول الاوروبية ؟ أوليست أمة الإسلام فعلا كانت كذلك عندما التزمت شريعة ربها كما تفضلت بطلبك وتنويهك… سيرة الإسلام زاخرة بالأمثلة والنماذج التي يحتذى بها والحمد والفضل لله . يا حبذا لو تكون مقالاتنا مستندة ومستشهدة بتلك السيرة اولى لنا .
مرة اخرى بارك الله فيك