في هجرة الحبيب المصطفى نتذكر الأحاديث والقصص والعبر والدروس المستفادة من الهجرة النبوية العطرة،وننظم المهرجانات والمواعظ والدروس، ونؤلف القصائد الشعرية ، ونتبادل التهاني والتبريكات بالخير بالعام الهجري المقبل والجديد …، وبأذن الله تعالى سأقف معكم مع الحديث النبوي الشريف، عَنْ أُمِّ أَنَسٍ ” أم سليم بنت ملحان الأنصارية” رضي الله، أَنَّهَا قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوْصِنِي . قَالَ صلى الله عليه وسلم : ” اهْجُرِي الْمَعَاصِيَ ؛ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ ، وَحَافِظِي عَلَى الْفَرَائِضِ ؛ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ ، وَأَكْثِرِي مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّكِ لا تَأْتِينَ اللَّهَ غَدًا بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِهِ “. حديث مرفوع رواه الطبراني.
ويأمرنا بالفرار من الذنوب والمعاصي، والسيئات والخطايا، كما يأمرنا بهجرة أهلها ومواطنها ، والحذر من مخالطة ما يكره الله تبارك وتعالى.
كما وروى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” المسلمُ من سلم المسلمون من لسانهِ ويده،ِ والمهاجر من هجر ما نهى الله عُنه “. وفي رواية: “مَنْ هَجَر مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ” رواه أحمد.
وأنني أسأل : هل في الهجرة النبوية ارتقينا الى هجرة المحرمات والذنوب والمعاصي، التي ملأت مدننا وحياتنا وبيوتنا ومدارسنا، وذلك لضعف عقيدتنا وإيماننا ، فسيطرت علينا الشهوات والأهواء وماتت القلوب ، وبعنا أنفسنا للشيطان الملعون بأرخص الأثمان والأسعار !.
لهذا علينا ونحن نستقبل العام الهجري الجديد ، ان نعلنها توبة صادقة شاملة ، ونلتزم العمل في كل حياتنا بمنهاج ربنا :كتاب الله وسنة نبيه الكريم : ونبرأ من كل الأفكار والمفاهيم التي تتنافى مع اسلامنا الحنيف : ” الديمقراطية والعلمانية وحرية الشخصية ..” ، نبرأ من الجاهلية الحقيرة بكافة أشكالها وأسماؤها : كالتعصب والتحزب الفكري والحزبي والعائلي ، نبرأ من الربا والرشوة والخيانة والتزوير ، نبرأ من النميمة والمغيبة وشهادة الزور ، نبرأ من التناحر والتخاصم والمزاج العصبي ، نبرأ من الرياء والنفاق والتملق، نبرأ من سوء الأخلاق والمعاملات البذيئة ، نبرأ من التدخين والأرجيلي والخمور ، نبرأ من اللباس الممسوخ والمحارب للجلباب والخمار الشرعي…اللهم انا نبرأ اليك من الجاهلية الحديثة، ونبرأ من كل الذنوب والمعاصي والمحرمات.اللهم امييين.