يتقدمه ذوو الشهداء: “الوفاء والإصلاح” ينظم مهرجانا حاشدا على شرف الذكرى الـ 18 لهبة القدس والأقصى…

وسط حضور جماهيري حاشد من أبناء الداخل الفلسطيني، أحيا حزب الوفاء والإصلاح مساء الجمعة، الذكرى الـ 18 لهبة القدس والأقصى، وذلك في مهرجان نظمه في قاعة “زين” في مدينة طمرة.

وجاء المهرجان تحت شعار “أقصانا” وعلى شرف الذكرى الـ 18 لهبة القدس والأقصى، إذ يحيي الفلسطينيون في الداخل ذكرى هبة القدس والأقصى، والتي ارتقى خلالها 13 شهيدا برصاص أفراد الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات دامية في مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000 عقب اقتحام أريئيل شارون لباحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.

وتقدم الصفوف ذوو شهداء هبة القدس والأقصى، إلى جانب رئيس حزب الوفاء والاصلاح، الشيخ حسام أبو ليل، وعدد من قيادات الحزب، والسيد مازن غنايم القائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، والعديد من الشخصيات الاعتبارية.

قصيدة بعنوان “أنت القدس”

وإلى جانب الفقرات الخطابية، تخلل مهرجان “أقصانا” النشيد الوطني الملتزم وقصيدة بعنوان “أنت القدس” للأستاذ الشاعر حسين جبارة، فيما تولى العرافة الأستاذ احمد عادل بهنسي، الذي بدوره رحب بالحضور

ثم قال : “يتعاقب الزمان وتأتي الذكريّات مرّةً كلّ عامٍ لتُجدد العهد وتنكأ جرحاً من جِراحاتٍ كثيرة، جُرح في صميم قلب الأمة الإسلاميّة والعربيّة، وجرحٌ في قلوب أمهات وأخوات وآباء وأقرباء شهداء هبة القُدسِ والأقصى، الّذين ما إن قَضَوا حتى استحالت دماءهم قناديلاً ومشاعلاً يُستضاءُ بها في ساعة الحيرة، ويُصححون بها المسار في ساعة الضعف والدنيّة، هُم الأقمار عندما يغيب عن القدس هلالها، وفي الّليلة الظلماء لا بُدّ يُفتقد البدر، فهيا بنا نَقِف إجلالاً وإكراماً وإعظاماً لأرواحٍ ارتقت في مراقي المجدِ، لأسماءٍ زاحمت في مجالس الخُلود ففرضت نفسها قويّةً قائلةً: “القُدسُ لنا والأقصى لنا” ولنقرأ الفاتحة على أرواحهم .

المؤسسة خسرت رهانها معنا

السيد مازن غنايم القائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية قال في كلمته بعد أن رحب بالحضور الحاشد إن المؤسسة الإسرائيلية وبعد 70 عاما خسرت الرهان على موت الكبار ونسيان الصغار، مضيفا “كبارنا علمونا كيف نثبت على أرضنا والصغار أثبتوا أنهم أشد تمسكا في هويتهم وأرضهم ووجودهم”، أما الرهان الخاسر الثاني للمؤسسة الإسرائيلية فقال إنه “كان في عام 1976 يوم الأرض والرهان الثالث كان قبل 18 عام عندما هبّت جماهيرنا لتدافع عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية”.

وفي سياق كلمته، رفع غنايم التحية إلى الشيخ رائد صلاح وقال: “اليوم لا بد أن نذكر شيخنا الفاضل الشيخ رائد صلاح الذي كان أول من دافع عن مقدساتنا وأقصانا، فبإسمكم جميعا ارفع تحيات الإكبار والاجلال لهذا المجاهد المؤمن الصابر”.

وتابع: “المؤسسة الإسرائيلية نسيت أنها ضيف على هذه الأرض ونحن أصحاب الأرض الأصليين، لذلك أقول لشبابنا هذه الأرض أمانة في اعناقكم ولنحافظ على ما تبقى من أرض الإباء والاجداد”.

كما وتطرق السيد مازن غنايم في كلمته إلى قانون القومية وقال إنه جاء “ليلغي وجدونا كعرب موجودين في هذه البلاد كما أنه في داخل الكنيست الإسرائيلي يسنون قوانين عنصرية من أجل تعزيز مقاعدهم في الكنيست، ولأول مرة في تاريخ العالم دولة تسن قانون ضد مواطنيها”، مستدركا بالقول: “الرد هو الصلح الفلسطيني الفلسطيني، ومؤلم جدا أنه رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدنا وما زال الخلاف لكن الى متى؟ عزاؤنا الوحيد أن نتكاف ونقف أمام هذه المؤامرات الدنيئة والعنصرية”.

وفي ختام كلمته دعا القائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة، الجماهير العربية للمشاركة الواسعة في المسيرة القطرية في الذكرى الـ 18 لهبة القدس والأقصى، الاثنين المقبل والتي ستكون في قرية جت المثلث.

كلمة ذوي الشهداء

وألقى السيد حلمي بشناق شقيق الشهيد رامز بشناق كلمة ذوي شهداء هبة القدس والأقصى، حيا بإسمهم القائمين على مهرجان “أقصانا” احياء لهبة القدس والأقصى وذكرى الشهداء الأبرار، وقال: “أهلنا الأعزاء ها نحن نجتمع اليوم تخليدا لذكرى الشهداء الابطال اللذين ارتقوا دفاعا عن كرامتنا وعن مقدساتنا وعن قضيتنا العادلة وننقل هذه الذكرى من جيل لجيل كي تعرف الأجيال القادمة أن هناك رجالا ً ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الحرية والكرامة ولكي تعرف الأجيال القادمة أننا نعيش في دولة العنصرية والهمجية”.

وتابع شقيق الشهيد رامز بشناق: “18 عاما مرت على رحليكم أيها الشهداء وكأن الأحداث كانت بالأمس، وكأنه حلم جميل فيا له من حلم جميل أن تقاوم وتقارع السلطة التي هدمت بيتنا وسلبت أراضينا وأن تقارع السلطة التي قتلت إخواننا بدم بارد، قد يستغرب البعض أنه حلم الاحرار وهذا هو الحلم الجميل”.

وأضاف: “نقاوم السلطة التي انتهكت مقدساتنا يوم خرجت الجماهير تقارع هذه المؤسسة الهمجية وترسم أجمل لوحة فنية، خرجنا إلى الشوارع والى الميدان والساحات بصدور عارية متحدّين هذه المؤسسة بقوة ايماننا وعقيدتنا تحت شعار “فإما حياة تصر الصديق وإما ممات يغيظ العدا” فطوبى لمن سالت دماؤه دفاعا عن أرضه وعرضه”.

حسام خليل جريح هبة القدس والأقصى

وللمرة الأولى، تخلل مهرجان حزب الوفاء والإصلاح كلمة جريح هبة القدس والأقصى السيد حسام خليل من قرية البعينة نجيدات، تحدث فيها أمام الحضور الحاشد عن تفاصيل إصابته في الانتفاضة قبل 18 عام قائلاً: في تاريخ 1/10/2000 تم قتل الشهيد محمد جبارين من سكان أم الفحم بدمٍ بارد، مما أجج وصَعدَّ من وتيرة غضب الشارع الفلسطيني، ففي تاريخ 2/10/2000 توافدت الحشود من أهلنا في الداخل لحضور جنازة المرحوم الشهيد محمد جبارين.وفي صباح ذلك اليوم تم النداء عبر مكبرات الصوت في قريتي البعينة نجيدات، كما في كثير من البلدان، وتمت تلبية تلك الدعوة من الرجال كبار السن ومن الشباب وحتى بعض الاطفال، مؤكدين بذلك سلمية خروجنا إلى أم الفحم.

وتابع: بدأ  الشباب يتصاوبون برصاص الشرطة واحد تلو الآخر بأعداد كثيرة، منهم برصاص مطاط ومنهم برصاص حي، فكنت أحد هؤلاء الذين سقطوا بعد أن تم اطلاق رصاصتين على كلتا قدمي، وتحديدا في فخذي، في الفخذ الأيمن، كانت رصاصة عادية، دخلت في فخذي من الأمام وخرجت من خلفها، مسببة بذلك شلل جزئي، وأما الرصاصة التي دخلت في الفخذ الأيسر، فهي التي تُأكّد كم الشرطة الإسرائيلية تابعة لدولة ديمقراطية، وكم كانت دولة مهتمة بالحفاظ على حقوق الانسان، كانت الرصاصة من نوع دُمدم المحرمة  دولياً، التي تدخل إلى الجسم وتنفجر داخله، فهي تنفجر بمجرد ملامسة جسم صلب، فكان الضرر كبير جدا، حتى أن المستشفى ارادت قطع رجلي اليسرى من الأعلى، إلا أن  الله سلم. ومع هذا أقول إن ذلك ثمن بخس إزاء قضيتنا الأسمى، وهي دفاعنا عن مقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، كما الكثير من فلسطينيي الداخل، الذين أفنوا حياتهم خدمة وحماية للمسجد الأقصى، منهم شهيد، ومنهم جريح، ومنهم ملاحق ومطارد سياسيا، ومنهم سجين، وعلى رأس هؤلاء، فضيلة الشيخ رائد صلاح.

وختم الجريح حسام خليل كلمته قائلاً: أيها الاخوة والاخوات، لا تحطموا أبناءنا بالنقد غير البناء، بل علينا إنتقاء الكلام المشجع، علينا أن نثني على كل من يحمل الهم الوطني وعلى وجه الخصوص الشباب، عددوا لهم حسناتهم قبل سيئاتهم، لا تبدأوا بسيئاتهم. علينا أن نتكاتف من جديد لنحافظ على ثوابتنا وعلى رأسها القدس والأقصى ولنحافظ على هويتنا وانتمائنا الأصيل دون إبداء أية بوادر استسلام أمام المخططات السوداء التي تحاك ضدنا كمسلمين وعرب وفلسطينيين.

القدس والاقصى لا يقبلان القسمة ولا التفريط

الكلمة الختامية كانت لرئيس حزب الوفاء والإصلاح، الشيخ حسام أبو ليل، استهلها بتحية وفاء للشهداء الأبرار “الذين لن ننسى دماءهم الزكية ولن ننسى قَتَلَتَهم ولا بد من يوم يحاسبون ويعاقبون، وتحية لأهالي الشهداء وللجرحى وللحضور الكريم ولأبناء شعبنا وأمتنا”.

وقال: “نحيي الذكرى 18 لهبة القدس والاقصى، لأن الأقصى يحيا فينا ونحيا فيه، كيف لا وهو من أهم ثوابتنا ومعالم هويتنا وحضارتنا، والقدس تحيا فينا ونحيا فيها وهي ثابت اصيل من ثوابتنا ومعالم هويتنا ووجودنا”.

وأكد أبو ليل أن “القدس والاقصى لا يقبلان القسمة ولا التفريط ولو بذرة تراب منهما، ولا نعترف بأي تغيير ولا نقبل أي صفقة يحاولون تمريرها تتنكر لحقنا الخالص فيهما فالقدس إسلامية عربية فلسطينية، كما واعتبر الشيخ أبو ليل أن “الوجود الإسرائيلي في الاقصى وجود احتلالي بلا سيادة، وكل اجراءاته وتصرفاته باطلة وقمعية ظالمة، من اقتحامات صهيونية مدنسة، واعتقالات وتضييق على المسلمين واعتداءات على الحراس، وتفريغ محيط القدس والاقصى من أهله كما يمر هذه الأيام ظلم على الخان الأحمر لترحيل أهله منه بالقوة”.

وحمّل الشيخ حسام الفلسطينيين أمانة المحافظة على المسجد الأقصى ودعا إلى تكثيف شد الرحال المسجد الأقصى وإفشال مخططات تقسيمه من قبل الاحتلال الإسرائيلي “الذي يستغل حالة الوهن في الأمة وحالة انبطاح كثير من الأنظمة العربية في ظل الغطرسة الأمريكية”.

وبخصوص قضية الأسرى والمعتقلين قال: “لا يجوز أن تغيب ولا بد من السعي الجاد لينالوا حريتهم، وسنبقى ننتصر لحقهم في الحرية، أنتم شرف وعز وكرامة على جبين شعبنا وأمتنا”.

وفي رسالة وجهها إلى أهل الداخل الفلسطيني قال فيها: “نحن في مرحلة حرجة وحساسة في تاريخ نضالنا اذ نشهد يوما بعد يوم تصعيدا من المؤسسة الإسرائيلية يستهدف وجودنا وهويتنا، عبر قوانين عنصرية، وعلى رأسها قانون القومية، وتُمارس في حقنا ملاحقات سياسية وتضييق ممنهج حتى نصير جسما بلا روح ومجموعة بلا هوية ولا تاريخ، فتلاحق كلمتنا وأقلامنا وصوتنا وكل نشاطات خدمة ثوابتنا”.

وابرق الشيخ حسام أبو ليل في كلماته أما الحضور الحاشد، تحية إلى شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح “الذي حيكت ضده تهم باطلة مفبركة لإبعاده عن خدمة قضايا شعبه العادلة، وللأستاذ رجا إغبارية الذي يلاحق في كلمته، والأخت دارين طاطور التي نبارك لها تحررها بعد محكومية ظالمة لاحقت شعرها، وعشاق الأقصى الذين حوكموا ظلما لمناصرتهم للأقصى فقد صدر حكم بسجن الأخ الحاج يحيى سوطري 21 شهرا قبل أيام، والأخ الدكتور حكمت الذي نبارك له أيضا تحرره بعد 23 شهرا قضاها ظلما، وأخوة أخرون، ما يعني ان هذه السياسة  تريدنا ان ننسى ونتخلى عن واجبنا في نصرة ثوابتنا وهذا لن يكون إن شاء الله”.

ودعا رئيس حزب الوفاء والإصلاح في ختام كلمته إلى توحيد الكلمة والجهود ودعا الجماهير العربية إلى الالتزام بالإضراب الشامل يوم الاثنين 1/10 مع إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى رفضاً لقانون القومية والملاحقات السياسية، وأكد على حضور المسيرة القطرية يوم الاثنين في قرية جت في المثلث.

Exit mobile version