ما زال كتاب “التكوين” الذي يدرس في المدارس الابتدائية العربية، يثير جدلا كبيرا لدى الأهالي في مدينة الطيبة وبلدات أخرى، الذين انتقدوا بعض مضامينه التعليمية.
فبعد أن اثار كتاب “التكوين”، الكتاب المعد للصف الخامس، الذي يدرس في المدارس الابتدائية العربية، سابقا، جدلا كبيرا لدى عدد كبير من الأهالي، في الداخل الفلسطيني، أعربوا عن انتقاداتهم، حول المضامين التعليمية التي يحتويها الكتاب، والتي عرض فيها الكاتب نصوصا تحت عناوين عديدة مختلفة، ما يوحي للقارئ بان الطبيعة تكونت بنفسها، في جيل مبكر!.
ليعود كتاب “التكوين” لكتاب المعد للصف الرابع، ليثير موجة من الانتقادات المشحونة بالغضب، لما يحمل من فكر يشبه بالفكر الإلحادي، بحسب تعبير الأهالي.
ولو أخذنا الكتاب الذي يدرس في الصف الرابع، نشاهد في الصفحة الـ 99 نصا يحتوي أن السماء منحت الأصوات للطيور، فيما في الصفحة التي تسبقها، الأرض منحت الأصوات للحيوانات التي تعيش فيها.
وقد اعرب الأهالي عن غضبهم واستنكارهم الشديد للمواد التعليمية الجديدة التي يتضمنها الكتاب، والتي وصفوها على انها ” تكشف الطالب على فكر من شانه ان يزعزع عقيدته الإسلامية”، على حد تعبيرهم.
بيان اتفاق بين المجلس الإسلامي للإفتاء ومؤلف الكتاب
وفي هذا السياق، أصدر المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني، بيانا مشتركا بينه وين ومؤلف الكتاب د . أحمد هيبي ، بخصوص ما جاء من عبارات موهمة في كتاب اللغة العربية “التّكوين”.
قال المجلس الإسلامي للإفتاء “وصلنا اتصالات ورسائل بخصوص بعض النصوص المدرجة في كتاب اللغة العربية( التكوين) للمرحلة الابتدائية ، التي قد تثير دخناً حول مفهوم الخلق والايجاد في عقيدة المسلمين وغيرهم .
ومثال ذلك ما جاء في كتاب الصف الرابع :
1.( قررت الأرض أن تعطي للحيوانات التي تعيش على الأرض أصواتا، فأعطت الكلب النّباح، والقطو المواء…).
2. ( السماء أيضا قررت ان تمنح أصواتا للمخلوقات التي تطير في الفضاء….ولمن عندما جاءت السماء تعطي الغراب صوتا بحثت عنه ولم تجده)”.
وأردف المجلس في بيانه:” لأنّنا نؤمن بلغة الحوار وسماع الآخر والاستبيان منه مباشرة تمّ التواصل وعقد جلسة مع مؤلف الكتاب ، د. أحمد هيبي، والشيخ مشهور فواز كممثل للمجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني، حيث كانت جلسة تفهم وحوار ونقاش هاديء يعبّر عن وعيّ ونضوج وذوق”.
وأضاف بانه قد تمّ بيان أبعاد هذه الالفاظ على التكوين العقدي لدى الأطفال، هذا وقد تمّ التوصل في الجلسة إلى ما يلي :
1. إصدار بيان مشترك بين المجلس الإسلامي للإفتاء ود . أحمد هيبي يتمّ من خلاله توضيح ما اتُفِقَ عليه في الجلسة للجمهور من باب الاستجابة والرد على تساؤلاتهم .
2. أكّد المؤلف أنّه لا يؤمن بما جاء في النّصوص ولا يعتقد بها إلاّ أنّه نقل اسطورة يونانية خرافية هدفه من وراء ذلك رسالة تربوية لا صلة لها بالعقيدة .
3. تمّ الاتفاق مع المؤلف على تعديل وتوضيح هذه العبارات الموهمة في الطبعة القادمة وذلك بعد عرضها على بعض أهل العلم الشرعي .
وبناء عليه :
بما أنّه قد تمّ توزيع الكتاب في الوقت نرجو من الأساتذة الكرام اختيار نصوص أخرى غير هذه الأساطير اليونانية التي تحتوي على عبارات موهمة .
ولفت المجلس، بأنه وفي حال تمّ الاختيار فالأمانة الشرعية والعلمية تقتضي البيان للطلاب بأنّ هذا النص اسطورة يونانية خرافية غير علمية وغير حقيقية وإنما هي من باب الخيال كما ذكر المؤلف نفسه في كتاب المرشد الذي هو كراس مرافق للمدرس .
وخلص بالقول” كلنا أمل وثقة بالأساتذة الكرام ببيان وإزالة هذا اللبس الذي قد يحدث لدى الطلاب “.
وذكر:” وبالوقت نفسه نطلب من الجميع بعدم التراشق عبر قنوات التواصل الاجتماعي وكيل التهم للغير …. فلغة الحوار دائما هي الأنجح والاوفق لئن توصل الجميع إلى الهدف المراد، وفي نهاية المطاف باسم مجلس الإفتاء في الداخل الفلسطيني نشكر للأهل الكرام حرصهم على عقيدة أبنائهم وبالوقت نفسه نشكر للمؤلف تجاوبه وتفهمه”.
روابط ذات صلة:
د. أحمد هيبي مؤلف كتاب “التكوين”: أحترما لآراء ومشاعر الآخرين غيرت النص لـ “فنان يرسم فراشة”