العادات والتقاليد في بلاد السلمين في عصرنا الحالي شجعت الشباب كتابة عقد زواج شرعي بعيدا عن المحاكم الشرعية ” خارجي”.
ويبرر اهل الزوجة هذا السلوك والعمل بقولهم حتى يحل للزوج مكالمة ولمس ومشاهدة الزوجة دون حجاب و….ولكن باستثناء الدخول بها ، فإذا أعجبته وكان بينهما انسجام ووفاق أتم توثيق العقد في المحكمة الشرعية ، وإن لم تعجبه فسخ عقد زواجه وطلقها بعيدا عن المحاكم الشرعية، ولا يكتب على هويتها مطلقة.
وهذا السلوك والعمل كان سببا لضياع الكثير من حقوق الزوجة عند فسخ عقد الزواج، وسبب للزوجة أضرارا كبيرة ، وغالبا تكون الزوجة هي الضحية التي تدفع الثمن .
ورغم ان العقد الشرعي استوفى كافة الأركان من : ” وجود الزوجين الخاليين من موانع صحة النكاح ، ووجود الإيجاب من ولي المرأة أو وكيله ، والقبول من الزوج أو وكيله”، وكذلك استوفى العقد كافة شروط صحته من :”تعيين الزوجين بإشارة أو تسمية او الوصف، ورضاهما ، ووجود شاهدي العدل “، وهذا يثبت الحقوق الشرعية للزوجة ، فلو طلقها قبل الدخول والجماع، وقبل الخلوة الشرعية، فلها نصف المهر الذي فرض لها، لأن التوثيق بالمحكمة الشرعية والمؤسسات الرسمية في الدولة ليس شرطا في صحة العقد ، وإنما هو لحفظ الحقوق وقطع النزاع .
ورغم ما ذكر أنفا ، يجب توثيق العقد في المحكمة الشرعية ، لأن عدم توثيقه يترتب عليه الكثير من المفاسد ،ويخبىء بداخله مشكلات عديدة، بعضها آنية وأخرى غير متوقعة تظهر مع مرور الزمن والأيام :
1)بدون توثيق العقد بالمحكمة ، يؤدي الى اضاعة حقوق الزوجة ، وتحصل التهمة والريبة، ويسهل التدليس والخداع ، خصوصا مع ضعف الدين ، وفساد الأخلاق والذمم والضمائر عند كثير من الناس .
2) يحتمل ان يرفض الزوج اكمال الزواج ، وكذلك يرفض طلاق الزوجة، ولا يعترف أصلا بوجود عقد الزواج الشرعي الخارجي، ويبدأ بالتشكيك بالعقد وبزوجته … فماذا سيكون مصيرها والى من تلجأ كي يطلقها… فتكون في مشكلة كبرى وحيرة من أمرها !. لأنها لا تستطيع الزواج ، الا اذا طلقت من زوجها الأول..واذا عقدت على شاب ثاني جديد، فعقد الزواج باطل، والعلاقة بينها والشاب الثاني الجديد علاقة حرام و…!.
3) ربما يتمادى الزوجان ويتجاهلان الأعراف والأداب والعادات لمجتمعنا الاسلامي العربي، ويقيما علاقة جماع كاملة، وقد تحمل الزوجة قبل الدخول بها ، وبدون علم اهل الزوجين. وشاء الله ان يتوفى الزوج قبل ان تضع حملها فتتهم الزوجة بالزنا !. 4) هل فكرت الزوجة واهلها، ماذا سيحدث اذا أنكر الزوج ان زوجته حامل منه ، خاصة انه لم يعلن بالدخول بها ؟، وماذا سيكون مصيرها اذا طلقها وهي قد فقدت اغلى ما تملك ؟!.
5) هل فكرت الزوجة اذا ما وقع نزاع وخصام مع زوجها، وطلبت الطلاق منه فرفض الطلاق، الا مقابل ان تعوضه الزوجة وتدفع له الأموال ، وتتنازل عن مهرها المؤجل وكافة حقوقها الشرعية !.
6)عند الشعور بنشوة الفرح نسيت وتجاهلت الزوجة واهلها النظر بتمعن للمستقبل ، فقامت بالنشر عبر الشبكات الإجتماعية ” ال فيس بوك ، والواتس أب و…”، صورها هي وزوجها بملابس مخجلة ، وحركات تثير المشاعر والشهوات عند الشباب، وهذه الاعمال والسلوكيات اصلا محرمة شرعا وأدبا ، عند أصحاب الذوق النبيل . واذا حدث الطلاق ما هو مصير هذه الصور وهذا العمل المخجل ؟!.
اللهم استر على بنات المسلمين، واحفظ أعراضهن ، اللهم احفظ شبابنا بالعفة والعفاف والطهارة.