نصيحه لكل زوجين: المودة تقوي المناعة وتقي من الأمراض
اذا كان الحب هو المشاعر والأحاسيس الداخلية التي نكنها في القلب للأخرين أما المودة فهي أسمى من الحب وأصفي وأصدق منه لأنها تحول تلك المشاعر إلى أفعال وتصرفات من خلال المواقف فقد نجد شخصا يحمل لأخر مشاعر جميلة فيسمي ذلك حب أما إذا قام بزيارته ليطمئن عليه ثم يقوم بمجاملته في جميع المناسبات ويشاركه أفراحه وأحزانه وينصت إليه ليسمع شكواه ويهون عليه ما يعانيه من متاعب ويلبي نداءه إذا استغاث به أو أحتاج إليه ليفرج كربته فإن ذلك يسمي مودة لذلك فان الله عز وجل عندما خاطب الزوجين قال تعالي: ” وجعل بينكم مودة ورحمة ” ولم يقل وجعل بينكم حبا وهياما
حيث أن المودة تؤدي إلى استقرار الحياه الأسرية وإذا غابت المودة اختفت السعادة الزوجية وتحولت حياه الزوجين إلى جحيم لا يطاق ولما كانت الزوجة هي التي تتحمل النصيب الأكبر في تغيير نمط الحياه الزوجية إلى الأفضل فإن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قد أوصى باختيار شريكه الحياة الودود وذلك حينما قال: “تزوجوا الودود الولود ” هذا وقد بشر نبينا الكريم الزوجة الودود بدخول الجنة حينما قال (عليه الصلاة والسلام ): “خير نسائكم من أهل الجنة الودود الولود “–
حيث أن الزوجة الودود هي الكثيرة الود والمحبة لزوجها وهي التي تتودد اليه لأنها تبتغي رضاء ربها برضاه حقا أن الزوجة الودود هي جوهره الحياه والكنز ذو المعدن الاصيل ولله المثل الأعلى حيث ان الودود من أسماء الله الحسني سبحانه جل شأنه “وهو الغفور الودود” هذا ما أكده د.سيد حسن السيد الخبير الدولي للإتيكيت وآداب السلوك بوسائل الإعلام والمحاضر بالمراكز التدريبية المتخصصة -ولتوضيح مظاهر التعبير عن مشاعر الود بين الزوجين ولبيان أهمية هذا الود وأثره عليهما وفقا لما أكدته الدراسات العلمية يقدم د.سيد حسن النصائح التالية:-
1- الود نوعان النوع الأول هو (ود المحتاج )فكثيرا ما نجد أن شخصا يتودد إلى أخر رغبة في قضاء مصلحة أو مساعدة أو الحصول علي مال أما النوع الآخر فهو(ود المستغني) وهذا النوع هو التودد دون مقابل وذلك دليل النبل والشرف وحسن الخلق لذا فإن هناك فرق كبير بين من يتودد لحاجه ومن يتودد محبه ووفاءا واخلاصا ابتغاءا لمرضاة الله حيث أن الود من شيم الصالحين الذين سيكافئهم الله خير الجزاء. قال تعالي:”إن الذين آمنوا وعملو ا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا” لقد أراد الله أن يؤكد للذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنه سيكون لهم من الله ودا خاص في الدنيا والأخرة ولمعرفه الفرق بين الحب والود قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم):” إن الله إذا أحب عبدا نادي جبريل إني أحب عبدي فلانا فأحبه فينادي جبريل في أهل السماء يا أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض ” سبحان الله الودود. الذي إذا احب عبدا جعل أهل السماء والأرض يحبوه
2- إذا تحدثنا عن الزوجة الودود فتلك هي السيدة خديجه (رضي الله عنها) زوجه رسول الله التي ضربت المثل الأعلى للزوجة الودود والتي تحدث عنها رسول الله (عليه الصلاة والسلام) فقال:” آمنت بي إذ عذبني الناس واعطتني إذ حرمني الناس وواستني بمالها إذ منعني الناس” وتلك الزوجة الودود هي التي كانت تذكر محاسن زوجها رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لتواسيه فتقول له :” الله لا يخزيك أبدا إنك تصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف” فكانت حقا نعم الزوجة الودود ما أجمل مشاعر الود التي تؤثر في الوجدان والتي تحمل اسمي معاني الإيثار وتجعل العلاقة الزوجية علاقة يسودها السكينة ورابطتها المحبة وغايتها الرحمة وتلك هي مقومات السعادة الزوجية كم من زوجات ينغصن حياه أزواجهن ويختلقن النكد لأتفه الأسباب وهناك بعض الزوجات يقصرن في واجباتهن نحو الأزواج وقد يتطاولن عليهم أو يحملنهم بطلبات تفوق حد طاقاتهم دون مراعاه لظروفهم المادية مثل هؤلاء الزوجات يقطعن حبل الوداد مع أزواجهن كما أن هناك أزواج لا يحترمون أحاسيس زوجاتهم ولا يقدرون ما يتحملن من ضغوط نفسية وعصبية نتيجة تربيه الأبناء ومسئوليات العمل إن كن من العاملات .
3- من أسباب اختفاء روح المودة بين الزوجين فقدان التواصل بينهما لأنه يؤدي إلى حدوث الخرس الزوجي وقد يترتب علي ذلك جمود العلاقة الزوجية وتفاقم الخلافات والنزاعات مما قد يهدد الكيان الأسرى بالانهيار في كثير من الحالات فضلا عن ما يعانيه كل من الزوجين والابناء من اضطرابات نفسية وعصبية مما يجعلهما عرضه للإصابة بالعديد من الأمراض العضوية والنفسية .هذا وقد ثبت أن انعدام المودة بين الزوجين تؤثر سلبا علي قدره الابناء علي تحصيل العلم وتفوقهم الدراسي. إن الحياة الزوجية تحتاج إلى تكامل وانسجام بين كل من الزوج وزوجته وذلك لا يتحقق إلا إذا كان بينهما مودة ورحمة فالحب بعد الزواج لا يكفي لأن العواطف والمشاعر المتأججة والأحاسيس الملتهبة سرعان ما تخبوا أما المودة فهي أسمى لأنها تظهر من خلال المواقف التي يواجهها كل من الزوجين في صوره أفعال وتصرفات تخلوا من روح الأنانية وحب الذات ويتخللها رغبه في العطاء والتضحية من اجل الطرف الاخر وهو ما يطلق عليه الود المستغني.
4 – قال تعالي :”ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” لقد أراد الله تعالي أن يؤكد في هذه الآية أهمية وجود المودة بين الزوجين ومن الإعجاز العلمي في القران أن الدراسات العلمية التي أجراها خبراء في الولايات المتحدة الأمريكية أكدت أن المناعة الذاتية لجسم الإنسان تتأثر سلبا في حاله نشوب الخلافات العائلية حيث أن الشجار والمشاحنات وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي إلى ضعف المناعة لديهم مما يجعلهم أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض فضلا عن تدهور الحالة الصحية للذين يعانون من أعراض مرضية. هذا وقد أثبت بعض الباحثون في السويد أن الخلافات الزوجية تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة للذين يعانون أصلا من أمراض قلبيه .
كما ثبت أن حركه الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دورا هاما في إضعاف أجهزة المناعة لدي الأشخاص الذين يعانون من مشكلات عائلية هذا وقد قامت د.جانيس كييكولت بجامعه كولومبس باليابان بإجراء فحوصات علي شفاء الجروح لدي الأزواج الذين يعانون من خلافات عائلية وقد تبين أن فتره شفاء الجروح لدي الازواج دائمي الشجار تستغرق وقت اطول من غيرهم اللذين لا يتشاجرون. قال تعالي :”وعاشرهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا” لقد أكدت دراسات البرمجة اللغوية والعصبية التي أجراها علماء النفس بأنه في حاله الشكوى من المشاكل الزوجية يجب الاقتناع بأن الطرف الأخر مثالي مع ضرورة التفتيش عن الأشياء الجميلة الموجودة فيه مع رؤيه الوجه الآخر المشرق لديه الذي يمكن الانجذاب إليه حقا ان المودة بين الزوجين تحقق السعادة الزوجية وتقوي المناعة وتقي من الامراض ليت الأزواج والزوجات يدركون أن المودة أفعال وتصرفات ومواقف انسانيه وليست كلمات معسولة تحمل من ورائها مشاعر غير صادقه أو ود مصطنع.