ادم وحواء

المرأة العاملة لا تعرف سن اليأس..

لاشك أن عمل المرأة بات ضرورة سواء لظروف اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية لإثبات ذاتها ولكنه يؤثر أيضا عليها صحيا، فهو يجعلها أكثر صحة ونشاطا ويحسن من حالتها النفسية بعكس المرأة التي لا تعمل كما أن هذا يؤثر على بلوغها سن اليأس، كما أشارت دراسة أسترالية إلى أن عمل المرأة يؤخر سن اليأس ويجعلها تتجاوز هذه المرحلة بأمان، خصوصا مع توفير بيئة عمل مريحة يجعلها تقدم أفضل ما لديها ويجعل رؤساءها يقدرونها ويحمسونها على عملها.

13

سن اليأس للمرأة مرحلة تمر بها كل النساء وهى فترة طبيعية جدا لكن بعض النساء يصلن له في سن مبكرة جدا والبعض الآخر يصلن له بعد سن كبيرة، ومن أهم العوامل لتحديد ذلك هو الحالة النفسية للمرأة سواء على المستوى الاجتماعي أو العملي ولو توافرت الراحة النفسية بالجانبين، فهذا يؤخر سن اليأس لديها كما يسهل عليها المتاعب التي تصاب بها وستتخطاها بسهولة عند بلوغها سن اليأس.

هذا ما أشارت إليه الدراسة التي أجريت بأستراليا أن البيئة المحيطة بالمرأة لو كانت غير مريحة ومجهدة يؤدى ذلك إلى تفاقم أعراض سن اليأس كانقطاع الطمث ومشاكل النوم، وشملت الدراسة 2020 من النساء الأستراليات تتراوح أعمارهن بين 40 و65 سنة، وتوصلت إلى أن 42% من النساء بين سن 60 و65 سنة لديهن مشاكل مع الهبات الساخنة والتعرق الليلي، و74% من النساء تحت سن 55% يعانين من الهبات الساخنة، و50% من النساء يعانين من هذه المشاكل لمدد تصل ما بين 7 إلى 10 سنوات كاملة.

نساء تخطين سن اليأس بسلام

طرحت الدراسة على بعض النساء العاملات للتعرف على رأيهن فقالت سيدة -55 عاما – إن فكرة انقطاع الدورة الشهرية مؤلمة لأية سيدة لأنها تشعر بأنها فقدت أنوثتها لكن الظروف الاجتماعية والعملية المحيطة بها هي التي تجعل أية سيدة تتخطاها بسلام، ورأت الكثيرات من الحالات في نطاق العمل والأقارب تجاوزن هذه المرحلة بسلام خصوصا إذا كن يعملن وناجحات فيه.

وتروى سيدة عاملة  اخرى ولديها عمل خاص للأعمال اليدوية أنها وصلت لسن اليأس وهى تبلغ الستين فشعرت باضطرابات بالنوم والقلق وآلام في المفاصل مع انقطاع الدورة الشهرية لكن انشغالها بعملها وحبها له جعلا الوقت يمر بسهولة وجعلاها لا تستلم لهذه الحالة وتنصح أى سيدة بأن تتمسك بعملها وتنجح فيها لأنه يجعلها تتجاوز أي مشكلة صحية أو نفسية بسلام.

وتقول إن شقيقتها عانت كثيرا ببلوغها سن اليأس لعدم عملها وسفر أولادها والفراغ مما جعلها تعانى من حالة نفسية وصحية سيئة ووصل الأمر لإصابتها بالاكتئاب وذهابها لدكتور نفسي للتغلب على صعوبة هذه المرحلة ولجأت  للعلاج بالأدوية، وهذا يؤكد أن الظروف الاجتماعية والعملية المحيطة بالمرأة بالفعل تؤثر على تجاوز المرأة لسن اليأس وطريقة تعاملها مع هذه المرحلة.

صعوبات هذه المرحلة

وللتعرف أكثر على أعراض سن اليأس لدى المرأة وأسباب صعوبة هذه المرحلة توضح الدكتورة نجلاء الوحش أستاذ النساء أن سن اليأس ليس مرضا بل فترة تمر بها كل امرأة ولكن تستلزم عدة إجراءات لكي تمر بها المرأة بسلام، وأغلب النساء يكن في سن الخمسين والبعض فى الـ40 وتختلف الأعراض حسب هرمونات كل امرأة، موضحة أن العوامل النفسية تؤثر على هذه المرحلة فلو كانت المرأة سعيدة في بيتها وعملها فهذا يجعلها تتخطى هذه المرحلة بسلام دون أي متاعب.

وعن أعراض هذه المرحلة تقول إن هناك عدة أعراض تنذر بوصول المرأة لسن اليأس مثل عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤثر على المبايض والتي قد تجعلها تتأخر لعدة شهور، وهو ما يؤثر على الإخصاب وقدرتها على الحمل، كما تشعر المرأة بالحر الشديد والتعرق نتيجة ارتفاع درجة حرارة جسمها، وهذا يصاحبه اضطرابات في النوم وأرق وهو ما يجعلها مضطربة المزاج حيث تنفعل بسرعة، كما يمكن أن تشعر بآلام في المفاصل والعظام، وهذا يستلزم تناولها كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين “د”، ومن الأعراض أيضا الشعور بآلام في الصدر، بالإضافة لتغييرات في الوزن نتيجة تغيير معدلات التمثيل الغذائي .

وحول تأثير هذه الفترة على الرغبة الجنسية للمرأة تضيف إن بعض النساء يشعرن بفقدان الرغبة الجنسية والبعض الآخر تزداد لديهن الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة.

خطوات خاصة

وحول أهم الإجراءات التي تجعل المرأة تتجاوز هذه المرحلة بسلام توضح د. نجلاء أن التكيف مع المرحلة أول هذه الإجراءات، بالإضافة إلى أن هناك بعض العادات اليومية التي تساعد أى امرأة على تجاوز هذه الفترة بسلام منها ممارسة الرياضة واتباع نظام صحى والتوقف عن التدخين والحصول على الكميات المناسبة من الفيتامينات والمعادن.

وحـذرت مـن تناول عـلاج الهرمونات البديلة فتقول د. نجلاء: إن النساء تحت سن 60 سنة يتناولن العلاج بالهرمونات البديلة لتخفيف أعراض سن اليأس، لكن التوصيات الطبية تحذر من تناول النساء فوق سن 60 سنة للهرمونات البديلة، لأنها ترفع خطر الإصابة بالسرطانات ومشاكل بالقلب والأوعية الدموية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *