لم تمنع جرعات الكيمياوي القاسية ولا مشاكل التنفس والمتاعب الجسدية المتلاحقة، الشاب العشريني سيف الدوسري من النهوض والإمساك بريشته لمواجهة معاناته بلوحات فنية مزج فيها الألوان وذاق من خلالها طعم الانتصار على آلامه.. ووضع الشاب بهذه اللوحات عنواناً عريضاً لرحلته العلاجية مفادها أن الحياة تبدو أحلى عند منازلة متاعبنا بالجمال.
سيف قال في حديثه لموقع”العربية.نت”: “أعاني من مشاكل صحية مزمنة بسبب أورام، وأرسم لأنني أشعر بأنني أرمي همومي ومتاعبي وراء ظهري عندما أمسك الريشة”، موضحاً أن علاقته بالرسم بدأت في حصص “التربية الفنية” بمرحلة الدراسة المتوسطة، وأن الكرّاسة وعلبة الألوان المائية والخشبية كانت تبعث بداخله البهجة والفرح، بل كان يعدها في ذلك الوقت من الممتلكات الثمينة.
وتابع سيف: “أحب رسم “البورتريهات” لأن الوجه يعكس جميع مشاعر الإنسان وانفعالاته، وبعض هذه اللوحات من خيالي وبعضها من صور موجودة في ذاكرتي”.
ولفت إلى أنه أخذ دورات لتطوير موهبته، والتحق بعدد من الورش المتخصصة بالفن التشكيلي.
كما أوضح أنه يعيش رحلة التحدي في مواجهة الأورام منذ 4 أعوام والتي جعلته دائم السفر بين أبها والرياض، ويحارب بشجاعة، متسلحاً بالدعوات والعزيمة وروح الفنان الخلاقة، تلك الأمراض التي أحاطت بجسده ولم تطفئ في داخله شمعة الأمل بأن الأيام لا تزال تخبئ له خلف ظهرها أسعد اللحظات.
وسيف لم ينكفئ على نفسه ويستسلم لآلامه، بل قفز بشجاعة فوق كل الحواجز التي اعترضت طريقه، وقدم نفسه مشاركاً في معارض تهتم بالفن التشكيلي والإبداع الضوئي في مدينة أبها (جنوب غرب السعودية)، أشهرها معرض “المفتاحة”.
كما يستعد حالياً الشاب للمشاركة في معرض للفنون، ومن ثم يعود لاستكمال رحلته العلاجية، معرباً عن تمنيه بالمشاركة في المعارض الدولية للفن التشكيلي، مؤكداً أنه سيسعى لذلك فور تعافيه.