ودعت مصر، أخيرا وفي صمت، محمد مندي، الذي عرف بـ”البحار الأسطورة”، ذلك عن 95 عاما، تاركا وراءه إرثا من البطولات الوطنية التي أرخها الأدب والدراما.
وبدأ مندي حياته البحرية عام 1938 في مركز تدريب قوات السواحل، ثم انتقل إلى القوات البحرية عام 1940، ليمضي بعدها قرابة 50 عاما منها في القوات البحرية المصرية، ثم 10 أعوام في العمل بين هيئة الميناء وقرابة 13 عاما في نادي الكشافة البحرية في الإسكندرية.
ووفقا لوسائل إعلام محلية مصرية، فإن البحار مندي عرف بوطنيته الشديدة التي تجسدت في مقاومة الاحتلال الإنجليزي لمصر، حيث قام ببعض العمليات، منها حمل الألغام سباحة لزرعها في بعض الوحدات والتجمعات الإنجليزية.
ونشأت صداقة بين مندي والأديب الراحل صالح مرسي منذ أكثر من 60 عاما، حيث التقيا أثناء عمل الأول في البحرية آنذاك.
وكان من أبرز المحطات التي جمعتهما معا في هذا الوقت مرافقة الرئيس الراحل أنور السادات على المركب نفسه عندما أعطى الأخير الأمر للبحار مندي بإطلاق 21 طلقة تحية وداع للملك فاروق أثناء صعوده إلى سفينة المحروسة، متوجها إلى إيطاليا.
وفي عام 1952 تلقى مندي وعدا من الأديب صالح مرسي بأنه سيدخله التاريخ لتخليد بطولاته، وبعد 10 سنوات فوجئ برواية عنوانها “البحار مندي”.
وأظهر مرسي خلال الرواية مقدرة إبداعية لافتة في صياغة الأحداث، وتحولت اللرواية إلى المسلسل شهد الكثير من الإضافات الدرامية المغايرة لقصة مندي الحقيقية.