لماذا امتلأت محاكمنا الشرعية بقضايا الطلاق ؟- الجزء الثاني: اعداد الشيخ ابو عكرمة
الكثير من المسلمين يقفون مستغربين متعجبين ، لأن نسبة قضايا الطلاق في ازدياد دائم مقلق، ويتسألون ما هي الأسباب التي أدت ان تمتلىء محاكمنا الشرعية الإسلامية بملفات الطلاق. علما أن ديننا الاسلامي حث على سمو العلاقة الزوجية ، معتبرا الزواج رباط مقدس ،،والأسرة هي نواة المجتمع وركيزته الأولى، وأساسه المتين، لبناء مجتمع مسلم سليم ومعتدل، قوامه المحبة والمودة والتعاون بين الزوجين. ومتى وُجد خلل في الأسرة ، انعكس ذلك على المجتمع بأسره، فتضرر وتصدع.
وان كثرة حالات الطلاق يشكل خطرا وتهديداً لمجتمعنا . وفي مقالتي سأتوقف موضحا ومبينا أهم أسباب الطلاق :
1) من اهم وأخطر الأسباب لهدم الأسرة، ضعف الايمان والوازع الديني، وعدم مراقبة الله تعالى في سلوكياتنا ومعاملاتنا ، وفقدان التربية الايمانية المستمدة من ديننا الاسلامي الحنيف.
2)سوء اختيار الشريك ،والتي معظمها يعتمد على أسس مادية واجتماعيا ومعاير غير سليمة، وكأن الزواج هدفه الأساسي فقط إشباع الرغبات الجنسية والمادية ! : ” الجمال والمال والمنصب والحسب والقرابة العائلية والقبلية …”! وهذا الاختيار لا يعتمد على الأسس الدينية والثقافية والأخلاقية ، والتي بينها الحديث النبوي الشريف: ” تُنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها….. فاظفر بذات الدين تربت يداك “.
3)عدم وضع وتدوين الشروط بشكل واضح في عقد الزواج وللمثال لا للحصر : أن تُكمل الزوجة دراستها الجامعية، أو أن يكون لها بيت مستقل ، او ان تعمل الزوجة في مجال تخصصها العلمي خارج بيتها …. وعندها يحاول الزوج التنصل من تحقيقها، معتبرها مجرد آراء لا شروط ملزمة، لأنها غير مدونة بعقد الزواج ، عندها تنشأ الخلافات الزوجية !.وحديث نبي الله ﷺ يوضح ويبين : ” المسلمون على شروطهم ” ، ويقول ﷺ: ” إن أحق الشروط أن يوفى بها ما استحللتم به الفروج” متفق على صحته.
4) التدخل المباشر والمستمر من قبل اهل الزوجين أو الأقارب بكافة الأمور ، سيفسد العلاقة بين الزوجين !، لأن غالبا يكون التدخل تدخلاً منحازاً لأحد الطرفين على حساب الآخر ، دون تحري العدل والإنصاف، ودون نية صادقة لإيجاد الحلول لترسيخ الأرضية المشتركة لاحتواء الخلاف، فيزيد هذا التدخل المشكلة تعقيداً، ويكون لها كالوقود للنار، قال الله تعالى: {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما}.
5) غياب وضعف الثقافة الحقوقية والشرعية لدى المقبلين على الزواج ، ما هي حقوق الزوجين ؟ وماهية الزواج ؟.لعدم وجود مراكز إستشارات للأزواج ، ووضع حلول سليمة للمشكلات الزوجية، وإن وجدت المراكز الإستشارية غالبا ما يكون دورها وفاعليتها ضعيفة للغاية و..
! 6) تربية الأطفال أمر صعب للغاية ويتطلب المشاركة الجادة بين الزوجين .وعندما يرغب أحد الزوجين تغليب مصلحته الفردية، وعدم تقدير مصلحة الطرف الآخر . فتسود في الأسرة روح الفردية ، والتصرفات الأحادية الأنانية ، ويسعى كل من الزوجين ليتحكم في الأسرة وفرض آراءه بالتعصب لها.
7) المشكلات المادية والاقتصادية ، وعدم التعامل السديد الرشيد في الإنفاق الأسري وعدم مراعاة الموازنة بين الدخل والإنفاق والادخار . لأن الإنفاق دون تنظيم ولا تخطيط ،تكون له تبعات سيئة كثيرة .وقد اضحت التكاليف والكماليات في الزواج باهظة جدا : الارض وبناء البيت وأثاثه وشراء سيارة من أحدث الموديلات بالأضافة الى أنواع ” المكياج ” والبدلات، تجعل الزوج أسيرآ للديون بقية حياته ، ودائما يفكر في تسديد الديون !.
8) الإدمان بأشكاله وأنواعه (مخدرات وانترنت وأرجيلي…) يفسد بالتاكيد الحياة الزوجية، ويسبب آلاما نفسية للزوجة والأطفال ، كما ويجلب الخزي لأهل والأصدقاء والأبناء . لقد ساهمت التقنية الحديثة بشكل كبير في إرتفاع نسبة الطلاق,حيث اثبتت الإحصائيات ان استخداماتنا للتقنية يغلب عليه الإستخدام السلبي ، حتى أصبح الأنترنت والأجهزة الذكية ” كالضره ” للزوجات. أقل درجات الضرر من التقنية أن يكون الزوجان مدمنان للأنترنت وبرامجه كالدردشة أو الماسنجر و الواتس أب وال فيس بوك و… , أما بقية حالات الضرر فهي متمثلة بالخيانة الزوجية كعقد صداقات وإشباع رغبات عاطفية خارج إطار الزواج خاصة وأن هذه الصداقات مفتوحة في ظل الأنترنت المفتوح !.
9) الخيانة هي الداء الخبيث الذي يقتلع الحياة الزوجية من جذورها. ومن الأساسيات والبديهيات، أنه يجب إقامة علاقة زوجية ناجحة مرتكزة على الثقة والوفاء والأخلاص المتبادل بين الزوجين .
اللهم احفظ لنا بيوتنا وأسررنا اللهم استر لنا عوراتنا
حضرة الشيخ الكريم
هنالك ايضا اسباب اذكر منها تخلي الرجل عن مسؤولياته كالانفاق على البيت معتمداً على ان زوجته تعمل وهذا يقلل من مكانة الزوج امام الاولاد ويؤدي الى شرخ بالعلاقة الزوجية فما قيمة الرجل بالبيت اذا لم يؤد ابسط واجباته التي فرضها الاسلام
كذلك ارخاء الحبل على الغارب للزوجة تفعل ما تشاء دون ان يسالها وهذا تحت شعار الديمقراطية واحيانا ناتج عن اتفاق بين الزوجين”انت بحالك وانا بحالي” فيعيش الزوجان تحت سقف واحد ولكن على انفراد وتكون العلاقات شكلية امام الناس وهنا ماذا سيكون شعور الاولاد بجو مريض كهذا
لذا يفضل الطلاق على ان يعيش الزوجان بجو مريض
اعاننا الله على المستقبل وما يحمله من الغيب