كشفت دراسة طبية حديثة، أن القلق النفسي قادر على الانتقال من الأب إلى الابن بشكل وراثي، وهو ما يعني أن طباع البشر لا تنشأ فقط عما يتعرضون له من مواقف خلال حياتهم، بل قد تكون إرثا قديما لا دخل لهم فيه.
وكشفت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ماريلاند الأميركية ومؤسسات طبية أخرى، أن بعض الحويصلات المتعلقة بالخلية، والمعروفة بتأثيرها على تيارات الدماغ، تستطيع إحداث تغيير في السائل المنوي لدى الرجل، والتأثير على أبنائه في المستقبل.
وللتأكد من هذه النتيجة، اعتمد الباحثون على عينة من فئران التجارب، فقاموا بإخضاعها للضغط والتوتر من خلال وضعها في أنابيب لا تسمح بالخروج، وفي مرحلة ثانية، تم أخذ السائل المنوي لذكور هذه الفئران واستخدمت في عملية إخصاب للإناث.
وكشفت الدراسة، أن الفئران المولودة من “آباء قليقين” عانت بدورها هذه الاضطرابات، أمام الفئران التي لم تتعرض للقلق فكانت ذريتها سليمة بدرجة كبيرة.
ويقول الباحث كريس مورغان، إن ثمة احتمالا كبيرا لقدرة السائل المنوي على حمل ذاكرة الأب إلى الجنين، وأكد أن هذا الأمر غير مستبعد، وفق ما نقل موقع “ساينتيفيك أميركان”.
ويراهن العلماء على هذه الدراسة لفهم سلوك الإنسان على نحو أفضل، فضلا عن معالجة الاضطرابات التي تصيبه بفضل التشخيص الدقيق للأسباب.