” أبغضُ الحلالِ إلى اللهِ الطَّلاقُ” – الجزء الأول، اعداد الشيخ ابو عكرمة
كافة الناس موقنون ومجمعون على أضرار وسلبيات ومساوىء الطلاق ، وقد شكلت لجان للاصلاح لحل النزاعات بين الازواج لمنع الطلاق ، ولكن نسبة الطلاق بازدياد مستمرة وكبيرة ومذهلة …
ورغم ان الكثير يردد عند الطلاق الحديث النبوي الذي روي في كتاب ” مختصر السنن” لأبي داود ، عن محارب بن دثار عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق”، أخرجه ابن ماجه.
قال المحدث الشيخ العلامة الألباني حكمه ضعيف.ورغم عدم ترجيح ثبوت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، الا إن معناه صحيح. وفي هذا الحديث دليل على أن في الحلال أشياء مبغوضة إلى الله تعالى , وأن أبغضها الطلاق فيكون مجازا عن كونه لا ثواب فيه, ولا قربة في فعله .
وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ان هذا الحديث ضعيف . ولا شك أن الله سبحانه وتعالى لا يحب من الرجل أن يطلق زوجته , ولهذا كان الأصل في الطلاق الكراهة، ويدل على ذلك أن الله تعالى لا يحب الطلاق قوله تعالى : ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم * وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ) سورة البقرة.
وفي رجعوهم قال الله تعالى : ( فإن الله غفور رحيم ) يعني الله يغفر لهم ويرحمهم ، وفي عزمهم الطلاق قال الله تعالى : ( فإن الله سميع عليم ) وهذا يدل على أن الله لا يحب منهم أن يعزموا الطلاق .
وكما نعلم جميعا فإن في الطلاق كسر قلب المرأة ,وتشتت افراد الأسرة وغيرها من اضرار دينية ومادية ومعنوية ونفسية .
ولهذا كان الطلاق مكروها في الأصل . وأن الله تعالى يكره الطلاق ، ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم ، فإذا كان هناك سبب شرعي من خصام ونزاع بين الزوجين صار الطلاق جائزاً .
وإن كان إبقاء المرأة يؤدي إلى محظور شرعي وعجز عن إصلاحها ، ولم يتمكن رفعه واصلاحه فإن الأفضل له أن يطلقها ، أما بدون سبب شرعي ، أو سبب مقنع ، فإن الأفضل له ألا يطلق زوجته ، بل إن الطلاق يصبح حينئذٍ مكروه .