أحياء ذكرى المؤرخ البروفيسور درويش المقدادي، ابن مدينة الطيبة، في حفل تكريمي ضخم، اقامته البلدية في قاعة المسرح البلدي، وإشهار كتابه ” تاريخ الامة العربية” الذي أعادت طباعته بلدية الطيبة بإشراف لجنة “الإبداع” في المدينة، وتسمية الشارع الذي يحاذي بيته على اسمه.
احتفت مدينة الطيبة، مساء اليوم الخميس، بإحياء ذكرى المؤرخ البروفيسور درويش المقدادي، ابن مدينة الطيبة، في حفل تكريمي ضخم، اقامته البلدية في قاعة المسرح البلدي، وإشهار كتابه ” تاريخ الامة العربية” الذي أعادت طباعته بلدية الطيبة بإشراف لجنة “الإبداع” في المدينة، وتسمية الشارع الذي يحاذي بيته على اسمه.
وشارك فيه عدد كبير من أبناء مدينة الطيبة، وأقرباء المحتفى به، كذلك ادباء وشخصيات بارزة من كافة البلاد في الداخل الفلسطيني.
ومن الجدير ذكره أن نجل المؤرخ البروفيسور درويش المقدادي، السيد وائل المقدادي، حضر الجفل قادما من بريطانيا، كذلك السيدة عزة الحاج إبراهيم، التي نسقت لمجيء ابنه ، قادمة من أمريكا.
تولى عرافة وتقديم الحفل، المربي احمد عازم كرمية، والذي بدأ بنشيد لموشح أندلسي، قدمته فرق الجوقة التابعة لمدرسة المجد الإعدادية بمشاركة فرقة “نسمة” التابعة لبلدية الطيبة، بإشراف وقيادة الأستاذ جرير الصابر.
واستهلت الكلمات بكلمة رئيس بلدية الطيبة، شعاع منصور مصاروة، الذي أكد أن أهم المشاريع إقامة المسرح البلدي، الذي اصبح مصدر للثقافة والتوعية الثقافية، مشيرا إلى انه سيبقى يدعم هذه المسيرة.
واعلن مصاروة في كلمته عن اسم الشخصية التي ستكرم مستقبلا وهو المرحوم عبد اللطيف طيباوي ، وقد بدأت بلدية الطيبة بإجراء إتصالات مع نجلته التي تقيم في بريطانيا.
وفي ختام كلمته، كشف مصاروة عن نية البلدية تسمية الشارع المحاذي لبيت المقدادي في مدينة الطيبة على اسمه، ما أسر الجمهور كثيرا، ورحبوا بتسمية الشارع التي تعتبر سابقة ان يسمى شارع باسم أحد أبناءها.
وفي كلمته، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في الداخل الفلسطيني، محمد بركة، أشاد بتكريم الهامات، والحراك الثقافي الذي تقوده بلدية الطيبة، وقال:” ان تكريم المقدادي هو انما لنقول للأجيال الشابة ان لنا تاريخ وشخصيات نفتخر بها وتستطيع ان تحتذي بها.
كما وتحدث المربي الكاتب، عبد الرحيم شيخ يوسف، نيابة عن لجنة “الابداع”، والذي أطلع الجمهور على أهداف اللجنة ، وسعيها في الكشف عن أسماء قامات طيباوية قديمة وجديدة. ومن ثم بروفيسور مصطفى كبها، الذي ذكر بأن المقدادي انشا المنهاج التعليمي في الكويت، ثورة البراق.. دعم ثورة فلسطين ..وان إصداره كتاب تاريخ الامه هو رد مبكر لما حيك من مؤامرات لهذه الامة.. فنونه ان الكتاب اصدر سنه 1932 في العراق.
ومن ثم كانت كلمة الأديب بطرس دله، من اتحاد “الكرمل” للأدباء والكتاب الفلسطينيين، ومن ثم كلمة الدكتور درويش عبد القادر، الذي تحدث عن التسميات في عائلته والتي ارتبطت بأسماء عائلة المقدادي، فقد سمي د. درويش على اسمه، كذلك شقيقه على اسم نجل المقدادي وائل.
وفي الختام كانت كلمة نجل البروفيسور درويش المقدادي، وائل المقاداي، الذي استعرض سيرة المكرم، ما الهب الحضور، الذين اعربوا عن فخرهم بأن مدينة الطيبة انجبت هذه الهامة العالية، التي رفعت اسمها عربيا وعالميا، عاليا وطنية وعلم.
من سيرة البروفيسور درويش المقدادي
والمؤرخ البروفيسور درويش المقدادي، ولد في الطيبة، سنة 1898 م، من عائلة الحاج إبراهيم ” عبد القادر”، وتلقى تعليمه الابتدائي في طولكرم أما دروسه الأولى فقد تلقاها في الكتاب في قريته الطيبة مسقط رأسه. أما الثانوية والجامعية ففي الكلية الإسلامية والجامعة الأمريكية في بيروت حيث درس التاريخ والأدب وعلم الاجتماع. وبعد أن تخرج سنة 1922 عُين مدرساً في دار المعلمين الحكومية في القدس (1922 -1925) ، إلا أن قدم إستقالته أبان الإنتداب البريطاني، أن ان رفضت سلطة الانتداب البريطاني، بأن يكون فرقة كشاف تحمل اسم خالد بن الوليد. ومن ثم انتقل لتدريس في الكلية الإسلامية التي أنشأها “المجلس الإسلامي الأعلى” فأمضى عاماً دراسياً ثم غادر إلى العراق سنة 1927 ليدرس التاريخ في داري المعلمين في بغداد والموصل.
وقام وصديقه المربي الكبير ساطع الحصري بإصلاح جهاز التعليم في العراق، وفرض نظام الفتوى على المدارس، وخلال عمله في العراق زار بغداد شاعر الهند طاغور (1861-1941).
وحينما نشبت ثورة 1929 في فلسطين، عاد ليلتحق بالثورة، وحرض الفلسطينيين على قتال الإنكليز واليهود، فاعتقلته سلطات الانتداب البريطاني، وأودعته السجن، ثم أطلق سراحه بكفالة فعاد إلى بغداد وحكم عليه غيابياً بالسجن، وفي بغداد أسس بالمشاركة مع المناضلين والمفكرين العراقيين نادي المثنى سنة 1935.
وفي سنة 1936 التحق بجامعة برلين بألمانيا للحصول على الدكتوراه، لكن نشوب الحرب العالمية الثانية في مطلع عام 1939 حال دون إتمام دراسته، فعاد إلى بغداد ليدرس في جامعتها، وترأس فرق الفتوة في العراق وحين قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني كان المقدادي من دعاتها، وحينما فشلت الثورة اعتقلته السلطات البريطانية وزجت به في سجن نقرة السلمان حيث أمضى أربعة أعوام، ثم نقل إلى معتقل قرب مدينة القدس، وبقي فيه حتى أطلق سراحه عام 1946، وعين مديراً للمكتب العربي في القدس وعضواً في المشروع الإنشائي العربي.
بعد نكبة 1948 أقام المقدادي في دمشق فعين مدرساً للتاريخ في جامعتها، ثم اختير مديراً لدائرة المعارف بالكويت من عام 1950 حتى 1952 فمديراً مساعداً لها من سنة 1953، حيث أسس المنهاج التعليمي في الكويت، حتى 1961 عمل على تأسيس المعهد العربي الكويتي الأردني في القدس بتبرعات المحسنين الكويتيين، حين أصيب بمرض عضال فنقل للعلاج في مستشفيات لندن، لكنه عاد إلى بيروت يائساً من الشفاء.
وفي 14.03.1961 فاضت روحه إلى بارئها راضية مرضية، ودفن في الأوزاعي ببيروت.
صنف عدة مؤلفات منها:
1. تاريخنا: وضعه بالاشتراك مع الأستاذ أكرم زعيتر، بغداد، 19354 هـ.
2. تاريخ الأمة العربية المفصل، بغداد، مطبعة المعارف، 1355 هـ.
3. تاريخ الأمة العربية الموجز، طبع 1936.
4. بين جاهليتين، بيروت، 1967.
5. تاريخ الكويت وآثارها (مخطوط).
المصادر والمراجع:
موسوعة أعلام فلسطين في القرن العشرين، محمد عمر حمادة، سوريا،2000.