إن ” اتيكيت ” التعامل مع الناس أو ما يعرف بـ ” فن الاتيكيت ” ألّفت فيه الكتب والمطبوعات، كـ كتاب ” إبراهيم الفقي ” “فن التعامل” مع الناس وكتاب دايل كارنيجي (كيف تتعامل مع الناس) وغيرهما كثير. وإذا وجب التعرف على ” فن الاتيكيت “، كان التعرف على ” اتيكيت ” و ” فن التعامل ” مع ” ذوي الاحتياجات الخاصة ” و“حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ” من باب أولى، فنحن عندما نستعد لمقابلة مهمة نكون حريصين على انتقاء الكلمات وتكون كل حركة محسوبة كما السكنات.
” ذوي الاحتياجات الخاصة ” لا يقلون أهمية عن أي شخص مهم كائنًا من يكون.
بداية من هم ” ذوي الاحتياجات الخاصة “؟ وما هو ” الاتيكيت ” الأمثل للتعامل معهم؟
هم الأشخاص الذين يعانون من خلل جسمي أو عقلي، ولهم ” احتياجات خاصة ” تختلف عن احتياجات الأفراد العاديين.
قصة عن ” اتيكيت ” التعامل
منذ أيام، قرأت قصة مؤثرة عن طفل كان له صديق مريض بالسرطان فقام بحلق شعر رأسه ليصبح أصلعًا تمامًا مثل صديقه حتى يواسيه وليشعره بالمساواة. حقًا ليس الكبار فقط من يصلحون للتدريس بل أحيانًا حتى الصغار!
” فن الاتيكيت ” وإظهار الاهتمام
ليس المرضى فقط من هم بحاجة إلى رعاية واهتمام، بل ” ذوي الاحتياجات الخاصة ” أيضًا. ولكن وفقا لـ ” اتيكيت التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ” فإن هذا لا يعني أن نشعرهم بالاهتمام المفرط؛ لأن معاملتهم تمامًا مثل الشخص السليم ترفع معنوياتهم ولا تشعرهم بالنقص.
اصغاءك لـ” ذوي الاحتياجات الخاصة ” يحدث فرقاً
لذلك كان لابد من التحدث بـ ”اتيكيت” معين كنبرة الصوت الطبيعية والمصافحة بكف اليد حتى وإن كانت يد الشخص مصابة أو كانت صناعية. ولا بأس من الربت على الكتف أو لمس الذراع إن عجز الشخص عن المصافحة باليد، ولكن الأمر ليس سيانًا بالنسبة للشخص الذي يستعمل كرسيًا متحركًا فينبغي الانتباه عند التحية من الإمالة على كرسيه وإزعاجه في حيزه الخاص به.
أما عن ”اتيكيت” الحديث مع ذوى الاحتياجات الخاصة” لا يجب أن يختلف بحضور شخص ثالث، فليس من اللائق النظر إلى شخص آخر عندما يكون هذا الأخير معني بالكلام حتى وإن كان هناك مترجم للغة الصم البكم؛ لأن الاتصال بالعين لا يمكن أن يعوضه الاتصال باللغة أوالإشارة. احرص على مناداته باسمه عند الحديث معه باسمه لإضفاء روح المودة والصداقة وهذا شيء مهم جدا في أصول ” فن الاتيكيت “.
أما إذا أراد هو الحديث فمن ” الاتيكيت ” أن لا تقاطعه وأصغِ إليه جيدًا، ولا تتعجل الرد أو التعقيب على كلامه لأن هذا سيمنحه الشعور بالاطمئنان والثقة، فقد يكون مهمشًا ويشعر بالغربة في عالمه وحديثه تنفيس عن الألم يعبر عن حاجته الماسة للتواصل حتى وإن لم يقل ذلك بشكل صريح. فرفقًا به وصبرًا على تأتأته. لا تبدِأ امتعاضك حتى وإن لم تفهم كلماته؛ لأن ذلك يجرحه بشكل كبير ولا يعتبر من أصول الـ” اتيكيت ” حتى مع الناس العاديين فكيف إذا كان الشخص من ” ذوي الاجتياجات الخاصة “.
” اتيكيت ” و“فن التعامل ” مع ” ذوي الاحتياجات الخاصة ” في المنزل
على العائلة أيضًا أن تصبر ولا تستاء، وإن كان على الصبر فكل شيء في الحياة يتطلب صبرًا! وعليها أن لا تحرم أبناءها من” ذوي الاحتياجات الخاصة ” من المشاركة في أحداث رسمية أو اجتماعية بسبب العجز في قدرات ما وهذا يعتبر ضرورة و واجب قبل أن يكون ” اتيكيت “.
الشخص الذي لا يتمتع بكامل قواه لا يعني أنه لا يتمتع بمهارات تميزه وتمكنه من النجاح. ليس النقص في بعض القدرات هو الذي يعيق الإنسان، وإنما النقص في فيتامينات الأمل والتحدي والإصرار والمثابرة والتفاؤل و حسن الظن بـ الله.
كن إنسانياً مع “ذوي الاحتياجات الخاصة ” وتعامل بـ “اتيكيت “
عرض المساعدة على ” ذوي الاحتياجات الخاصة ” ليس أمرًا مستهجنًا وليس في ذلك حرج، فإذا سمح لك الشخص بذلك نفذ ما يطلبه منك بمحبة أما إذا أبدى رفضه فلا تلح بل احترم رغبته في الاعتماد على نفسه. واحتفظ بابتسامتك في وجهه طلق المحيا.
“اتيكيت التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ” فرض
ديننا يأمرنا بالرفق والإحسان، والله يثيبنا على ذلك وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالجمادات فما بالك بالإنسان! فعندما حن جذع النخلة وبكى لفراقه حين بني له المنبر، ضمه كما تضم الأم صغيرها. وربما تذكرهم بهدية بسيطة من وقت للاخر سيكون له تأثير كبير عليهم. اقرأ اتيكيت الهدايا 11 خطوة لهدايا لا تنسى.
جرعة أمل حملها العلم لـ ” ذوي الاحتياجات الخاصة “
” ذوي الاحتياجات الخاصة ” بحاجة إلى جرعات من الأمل والحنان؛ لأن جرعات من الدواء وحدها لا تكفي، وكم حمل العلم من أمل! إن البحث العلمي في تطور مستمر، وقد حصل مهندس سعودي على جائزة عالمية عن اختراع -حذاء ذكي- بأمريكا ينبه المكفوفين عن طريق إصدار أصوات تحذر من وجود عراقيل وتعطيهم تعليمات بالاتجاه الصحيح. كما اخترع المهندس الهولندي بيتر ميير مؤخرًا نظارة للسمع تقوم بتحويل الأصوات إلى صور في دماغ الإنسان، الأمر الذي سيساعد كثيرًا على التخلص من العصا.
في النهاية، هناك من يطلق كلمة ” معاق ” على ” ذوي الاحتياجات الخاصة “، ولكن ذلك يتنافى بشكل كبير مع أصول ” فن الاتيكيت ” لأن الإعاقة الحقيقية هي الاستسلام للحزن والكآبة، هيأن تبقى مكتوف اليدين وأن لا تقوم بعمل نافع رغم أنك تستطيع .
فكم شخص من ” ذوي الاحتياجات الخاصة ” حقق ما لم يحققه شخص سليم! حتى اسألوا نيكولاس فوجيسيك أسطورة رجل بلا أطراف!
ليس ” المعاق ” شخص بلا أطراف يجب أن لا نهتم به أو نعامله بدون لباقة أو ” اتيكيت ” ولكن ” المعاق ” الحقيقي هو الذي بلا طموح وبلا أهداف‼