قوتنا في وحدتنا- بقلم: وسام مصاروة
تكاد النفس تذوب أسى وتذهب حسرات إذا ذكرت حال الأكثرين من المسلمين وما أصبحوا فيه من ذلة ومسكنة وتفرق في الكلمة وجهالة بالدين وضعف في العقيدة وزحزحة عن سنن الحق ونهج القرآن وصراط الله الذي بيده الملك يعطيه المصلحين ويسلبه الجامدين المفسدين، وأي مسلم ملأ الإيمان قلبه لا يجزع لأمة عريقة في العزة والمجد والشرف والسؤدد والمدنية الحقة والعدالة بين من كانوا تحت يدها يستظلون برايتها ويحتمون بعزتها فأصبحت جماعاتها شذر مذر، تقطعوا أمرهم بينهم، وتفرقوا شيعًا وأحزابًا، واختلفوا مذاهب ونحلًا،
كل حزب بما لديهم فرحون، يطوي عليه نفسه، ويناضل عنه بما استطاع، ويعادي في سبيله أبناء دينه، وإخوانه في الإسلام، وقد أمرنا القرآن بالاعتصام بحبل الله، ونهانا عن الفرقة وأن نكون كالأمم السابقة الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. ومَن َّعلينا بنعمة الائتلاف والجمع بين القلوب بعد تنافرها، والتوحيد بينها في المبدأ بعد اختلافها. فكان علينا ألا نتخذ تباين الرأي ذريعة إلى التنابز بالألقاب والطعن والسباب، بل إلى سل السيوف وخوض غمار الحروب
متناحرين متقاتلين من اجل دنيا فانية من اجل تفاهات ولا حول ولا قوة الا بالله .
كراهية وبغض في جميع المجالات السياسية الرياضية التعليم الطب وغيرها حدث ولا حرج .
مشكلتنا ليست مع اعدائنا بل مع انفسنا مع اخواننا مزقنا بعضنا البعض اتهامات واشاعات همز ولمز وتناحر وبغض لا يتحمل احد منا ان يرى اخاه المسلم ناجحا في
مجاله لا يروق له هذا الى هذا الحد وصلنا الى ما حذرنا منه رسول الله عليه الصلاة والسلام من التنافس من اجل الدنيا واتباع الشيطان .
حينما يتيقن المسلم أن ما يضر إخوانه في الدين يضره وأن التفرق والتنازع مهلكة والتناصر والتعاون منجاة وقتها سنكون في بر الأمان.
أبناء ديني وإخواني وأبناء بلدي ، تنبهوا لنفوسكم، وتعرفوا عدوكم من صديقكم، وضعوا كلا في موضعه، واعملوا على تقوية الرابطة الإسلامية وتوثيق عراها، وليكن المسلم عونًا للمسلم وظهيرا.
قال تعالى
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج: 40].
اسال الله ان نتق الله في انفسنا ولا ازكي نفسي
قوتنا في وحدتنا