ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)
لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ : في نزاع وخلاف شديد مع الحق ( القصد عن علماء الدين من أهل الكتاب والذين أنكروا نبوة الرسول وهم يعلمون انها حق )
الْبِرَّ : العباده وعمل الخير
وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ : أنفق على الرغم من حبه للمال
وَابْنَ السَّبِيلِ: المسافر المحتاج
وَالسَّائِلِينَ : الطالبين للمساعده
وَفِي الرِّقَابِ : دفع المال من أجل تحرير الأسرى ( نتيجة للحرب ) وكذلك لتحرير العبيد وامتلاكهم لحريتهم ( حين كان الرّق )
الْبَأْسَاءِ : المعاناه من شدة الفقر
وَالضَّرَّاءِ : المرض
وَحِينَ الْبَأْسِ : وقت القتال الشديد في الحرب
تقول الآيات ان علامات الإيمان لا تنحصر فقط في التوجه الى القبله اَي ان الصلاه وحدها ( او شعائر الدين عموما ) لا تكفي بل يلزم الإيمان الصحيح الراسخ بالله ورسله ( دون إنكار احد منهم ) كذلك التيقن من وجود حساب وعقاب .والمؤمن حقا تظهر عليه صفات الإيمان وهي حب الخير للآخرين والتعاطف مع الضعفاء وبذله المال لمساعدتهم ، والمؤمن صادق في كلامه ووعده .
ولو تأملنا هذه الصفات لوجدنا ان الإيمان يغمر النفس بالإنسانيه وحب المساعده ! ويعمل على تثبيت إنسانية النفس في أحلك الظروف الماديه والنفسيه ووقت الشدائد والمصائب.