هل تعرفت على ابنك الطالب؟ – بقلم: ناضل حسنين
قد يتعرض ابنك للعنف في المدرسة يوميا ولا يجرؤ على الاعتراف امامك خوفا من تأنيبك له فيفضل الذل في المدرسة على التذمر في البيت …
متى جلست مع ابنك الطالب في الإعدادية او الثانوية، ومتى سمعت منه حكايات خارجة عن النص؟ هل تتحاور مع ابنك حول أمور جانبية قد تشغله وتؤرقه ولا يجرؤ على البوح بها لأنه لا يشعر بقربك وصداقتك له؟ لم يعد يكفي الاطمئنان على الابن بأنه يعد وظائفه ويطالع دروسه في البيت وهذا كل شيء! هذه القشور لا تكشف حقيقة ما يعيشه الابن خلال الدوام المدرسي، ومن الممكن ان يكون ابنك ممن يتعرضون للتنكيل اليومي في المدرسة من قبل طلاب زعران ولا يخبرك كما لا تخبرك بذلك إدارة المدرسة.
يدور الحديث هنا عن اعمال التسلط والعربدة وحتى العنف الجسدي بعد العنف الكلامي، الذي يمارسه بشكل يومي بعض الطلاب “الزعران” عادة في المدارس الإعدادية والثانوية حيال زملاء لهم من الطلاب المسالمين الهادئين البعيدين بطبيعتهم عن أجواء العنف وعن المشاحنات والشجار بل انهم غير قادرين حتى على الدفاع عن أنفسهم جسديا.
انها ظاهرة خطيرة للغاية يتعرض خلالها الطالب المسالم للتعنيف والترهيب وسلب نقود جيبه، فتتحول ساعات الدوام الى كوابيس من الخوف. انه لا يشتري بنقوده التي اخذها من والديه في الصباح، الساندويش او الشراب من مقصف المدرسة كما يدعي عند عودته من الدوام، وانما تذهب نقوده يوميا الى جيب ذاك الازعر المتسلط عليه. يصمت الطالب “المستضعف” ولا يجرؤ على التشكي على ذاك الازعر لأن عواقب التشكي وخيمة بعد الدوام.
ظاهرة التسلط منتشرة بكثرة في مدارسنا العربية، وما تناهى الى مسامعي من أساتذة في هذه المدارس، يندى له الجبين امام عجز المعلمين في التصدي لها نظرا لأن الضحية في غالب الأحيان يلوذ بالصمت خوفا من سطوة الازعر ولا يخبر الهيئة التدريسية بما يتعرض له كما لا يخبر الاهل خشية عدم تفهم الحالة او التأنيب.
لقد بلغت مخاطر السطوة والعربدة في المدرسة حدا دفع بعض الطلاب الى البقاء في غرفة الصف اثناء الفسحة خشية ان يتعرض له في الساحة هؤلاء الزعران ومن معهم على شكل شلة هي اشبه بتركيبة العصابة.
في المدارس الإعدادية والثانوية ثمة من يعيش على حساب الآخرين، فهو لا يعنيه التعليم ولا العلم بقدر ما يهمه جمع “الخاوا” من الطلاب “المستضعفين”. ومن هؤلاء الطلاب الزعران من يذهب الى بيته بعد الدوام المدرسي وفي جيبه غلة وفيرة لا تقل عن 100 شيكل يوميا بعد ان جمعها من الطلاب قليلي الحيلة الذين يناولنه نقودهم منذ الصباح حتى يتقوا شره.
بعض هؤلاء الطلاب المسالمين يتعرض للضرب من قبل ما يشبه عصابة الازعر المتسلط على الباقين، وبعضهم يتعرض للإهانات اللفظية اليومية فينعتونه “انثى” و”سقيطة” و”هومو” وما شابه من هذه الالفاظ علاوة على فرض المقاطعة عليه ونبذه الى ان يبقى وحيدا يفضل عدم الخروج الى ساحة المدرسة اثناء الفسحة.
ولذا خير سيفعل كل ولي أمر طالب، إذ يقترب من ابنه قدر الإمكان، ليتحرى عما يجري في المدرسة والتيقن من ان ابنه لا ينتمي الى أي من جانبي هذه الظاهرة العنيفة في محاولة لقطع دابرها.
كل من لا يدري ما الذي يجري في المدارس وما الذي يتعرض له ابنه او ما الذي يفعله ابنه في المدرسة، عليه تدارك الامر قبل ان يكون بلا رجعة، فإما ان يحترف ابنه العنف ليصبح مجرم المستقبل، وإما ان يحيا ابنه ذليلا وسط الاخرين لدرجة انه لا يقوى على كشف معاناته امام أحد.
اه والله احدث مع ابني بمدرسه اعداديه حتى المدرسه بمديرها ومعلميها خايفه من هذه المجموعه لان اهلهم فلان وعلان وتعاقب الطالب الفقير الذي يجبر للانصياع لهذه المجموعه رغما عنه وتحت التهديد وتقول ان شخصيته ضعيفه وغير قادر
حسبنا الله ونعم الوكيل