وفد من “القرض الحسن” في أم الفحم يحمل المعونات للاجئين السوريين في “الريحانية” بتركيا .
ضمن نشاطات مؤسسة “القرض الحسن” في مدينة أم الفحم، لدعم وإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين على الحدود التركية السورية وفي الداخل السوري، أنهى وفد يضم السادة، مصطفى عارف ومحمد فايز ومحمد شريف، قبل أيام، زيارته إلى مدينة “الريحانية” في محافظة “هاتاي” التركية، حيث أشرف على توزيع المعونات التي جمعت خلال حملة التبرعات الأخيرة لمؤسسة “القرض الحسن”، وذلك بالتنسيق مع جمعية “عطاء” الخيرية التي رافقت الوفد في جولته على مناطق تواجد اللاجئين وأطلعته على العديد من الحالات الإنسانية والمشاريع الخاصة باللاجئين والتي تحتاج إلى الدعم الفوري.
عائلات مستورة وإعادة البسمة لوجوه الأيتام :
وكانت المحطة الأولى للوفد، عبر زيارة نحو 23 عائلة مستورة في مدينة الريحانية، والتي ضاقت بها الدنيا وخرجوا من سوريا، نجاة بعائلاتهم من بطش ميليشيات الأسد، وقدّم الوفد مساعدات عاجلة لهذه العائلات، على شكل طرود غذائية بالإضافة إلى منح مالية.
ووقف وفد أم الفحم، على حجم المعاناة والكارثة التي لحقت بهذه العائلات، جراء إجرام نظام الأسد والقوى الداعمة له. وفي واحدة من الحالات العديدة، زار الوفد عائلة أصيب معيلها بشظية فأقعدته الجراح، بينما كان أحد أفرادها وهو طفل يبلغ سنتين ونصف، يئن من الأوجاع، بعد أن بترت قدماه وإحدى يديه، وكان يتحرك حبوا، ما أثار الكثير من المشاعر الحزينة والتعاطف من قبل وفد “القرض الحسن”.
كما توقف الوفد عند حالة لفتاة، عمرها 23 عاما، فقدت عينها وبترت يدها وتعاني من كسور في الحوض، غير أنها كما أفاد اعضاء الوفد كانت تتمتع بمعنويات عالية.
وفي حديث مع عضو الوفد، السيد محمد شريف (أبو شريف)، قال: “ما رأيناه من مآسي لدى إخواننا السوريين، جعلنا نتذكر ما حكاه لنا آباءنا وأجدادنا عن نكبة شعبنا الفلسطيني وجراحه التي لا زالت تنزف، ويعجز اللسان فعلا عن وصف المأساة بكل أبعادها النفسية والإنسانية وأثر ذلك على إخواننا السوريين، ولو زارت لجان “حقوق الحيوان” مناطق لجوء السوريين، لأشفقت على غير البشر في تلك المناطق، فكيف إن كان اللاجئون من إخواننا السوريين يعيشون تلك الأوضاع المأساوية”.
وأضاف: “في واحدة من الزيارات لعائلة قهرها اللجوء، التقينا برب أسرة، فقد قدميه على يد عصابات الأسد، وقد ثمّن زيارتنا له وأخبرنا أنه يعشق مدينة أم الفحم وأهلها، وأنه دائم المتابعة لأخبار أم الفحم والداخل الفلسطيني عموما، وقد تأثرنا كثير بكلمات هذا الحاج، الذي رغم معاناته ولجوئه وفقره، إلا أنه حريص على معرفة أخبار شعبنا وتأكيد مناصرته لقضية الشعب الفلسطيني”.
إلى ذلك، فقد زار وفد مدينة أم الفحم، دارا للجرحى، ووقفوا على أوضاعهم، وقدّموا للدار المعونات العاجلة.
معونات وإغاثة للنازحين في الداخل السوري
هذا وشملت المعونات التي تبرع أهالي أم الفحم، أيضا، النازحين في الداخل السوري، وجرى توزيع المساعدات المقدمة من مؤسسة القرض الحسن الخيرية” وبالتعاون مع جمعية عطاء للإغاثة على النازحين في المخيمات داخل الأراضي السورية.
وكانت تلك المساعدات على شكل طرود غذائية، وفحم حجري ومازوت للتدفئة، وخيام، وملابس، وفرشات وأغطية، كما جرى تقديم منح مالية، تمكن عددا من العائلات النازحة من دفع رسوم إيجار لمنازل، بسبب ظرف عيشها القاسية جدا داخل الخيام.
وفي حديث مع السيد مصطفى عارف، عضو الوفد الفحماوي، أكد أن زيارة الوفد كما في زيارات إغاثية سابقة لوفود من أم الفحم وغيرها من البلدات العربية في الداخل، كان فيها العزاء الكبير للأهل السوريين، وهم يرون “أبناء شعبنا الفلسطيني، رغم كل الجراح، يهبون لإغاثة إخوانهم السوريين”.
وتوجّه مصطفى عارف بالشكر الجزيل لأهالي أم الفحم وقال: “نشكر أهالي مدينتنا على ثقتهم الكبيرة بالأخوة الذين أشرفوا على هذه الحملة، فبارك الله بأموالهم وصدقاتهم، ونسأل الله تعالى أن نكون قد أدينا الأمانة لمستحقيها، فما قدّمناه باسم أم الفحم لأهلنا اللاجئين والنازحين السوريين، هو استمرار لحملات التضامن مع الأهل في سوريا، حيث لا يتوانى أبناء مدينتنا الغالية عن تقديم الخير والدعم لكل محتاج، سواء على مستوى الخارج كما في الملف السوري، أو على مستوى الداخل الفلسطيني، بدعم الحالات الإنسانية وتقديم الطرود الغذائية وغيرها من المعونات، أو في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تتصدر أم الفحم دائما طليعة البلدان في حملات الإغاثة لأبناء شعبنا”.