شاهدت عدد المشاركين في جنازة المرحومة المغدورة سوار قبلاوي، ابنة مدينة ام الفحم التي قتلت قمعًا وغدراً على يد من كان من المفترض ان يحميها ويوفر لها الحماية المعنوية والجسدية والمالية، وهما والدها وشقيقها.
عندما شاهدت صور الجنازة، التي لم يشارك بها سوى العشرات من ابناء ام الفحم، المدينة التي يتعدى عدد سكانها عشرات الالاف، لم اتمكن من تمالك نفسي، شعرت وكان المجتمع العربي عامةً والمدينة التي ولدت وترعرعت بها المرحومة، تعطي نوعًا من الشرعية لمثل هذه الجريمة التي تشكل وصمة عار على جبين الانسانية.
تذكرت جنازة الشابة يارا ايوب، وجنازة المرحومة اية مصاروة، حيث شارك بهما الالاف من المشيعين، ولم يبقى ولا أي صاحب صفحة فيسبوك، خاصة الرجال المتملقين باسم النسوية والفيمينسزم والانسانية، لم يكتب عن المرحومتان اللتان قتلتا بدم بارد وبأفظع الاشكال.
راقبت الكتابات والتعقيبات عن مقتل المرحومة سوار، لم ار الكم الهائل من “المتباكين” وذارفي دمع التماسيح، كما كان في حالات سابقة، علمًا انني لا اتوقع ان يخرج الالاف للمشاركة في الجنازة، لكن الملفت هو الصمت الكبيرة الذي كان لكل من بكى واستنكر مقتل يارا واية، في المجتمع العربي وخاصة في مدينة ام الفحم.
لا، لا احمل البغض ولا الضغينة لاهل ام الفحم، لي اصدقاء ومعارف تحدثت معه، ولمست مدى استنكارهم لهذه الجريمة، لكن ينتابني شعور، وامل انني مخطئ، بان الصمت نوع من الموافقة على مثل هذه الجريمة، لانها صنفت ومسيت بمسميات “الشرف”.
كنت اتوقع ان يخرج على الاقل عدد اكبر لتشييع جثمان شابة كل خطيئتها كان انها كانت تطمح لان تدرس الطب وتعود لتساهم في بناء وتصحيح وعلاج مجتمعنا المريض.
لم اعرف سوار لكن بلا شك انني على يقين انها اطهر من الكثير من المتملقين الذي استنكروا مقتلها من منطلق “مرغم اخاك لا بطل”.