كوريا الشمالية تحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الانصات إلى المنتقدين الأميركيين الذين يعطلون مساعي تحسين العلاقات الثنائية في الوقت الذي شق فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون طريقه بالقطار عبر الصين إلى فيتنام لعقد ثاني قمة مع ترامب.
حذرت كوريا الشمالية الرئيس الأميركي دونالد ترامب،الأحد، من الانصات إلى المنتقدين الأميركيين الذين يعطلون مساعي تحسين العلاقات الثنائية في الوقت الذي شق فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون طريقه بالقطار عبر الصين إلى فيتنام لعقد ثاني قمة مع ترامب.
ويجتمع الزعيمان في هانوي يومي الأربعاء والخميس، بعد ثمانية أشهر من قمتهما التاريخية في سنغافورة التي أصبحت أول اجتماع بين رئيس أميركي في السلطة وزعيم كوري شمالي حيث تعهدا بالعمل نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
لكن اتفاقهما الذي صيغ بشكل مبهم لم يسفر عن نتائج تذكر، وحذر أعضاء ديمقراطيون بمجلس الشيوخ ومسؤولون أمنيون أميركيون ترامب من إبرام اتفاق لا يكبح الطموحات النووية الكورية الشمالية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، إن هذه المعارضة تهدف لتعطيل المحادثات.
وفي تعليق على القمة قالت الوكالة “إذا قرأت الإدارة الأميركية الحالية وجوه الآخرين، وأصغت إليهم فقد تواجه انهيار حلم تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية والسلام العالمي، وتفوت فرصة تاريخية نادرة”.
وضغطت إدارة ترامب على كوريا الشمالية لحملها على التخلي عن برنامجها النووي والصاروخي الذي تعتبره الولايات المتحدة تهديدا لأمنها، وذلك قبل أن تتوقع بيونغيانغ أي تنازلات من واشنطن.
لكن ترامب ألمح مؤخرا إلى احتمال تخفيف موقفه قائلا، إنه يود أن يتمكن من رفع العقوبات إذا حدث تقدم واضح في جهود نزع السلاح النووي.
كما قال ترامب إنه غير متعجل بشأن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية ملمحا إلى نهج تدريجي متبادل طالما فضلته بيونغيانغ.
وترغب كوريا الشمالية أيضا في ضمانات أمنية وإنهاء رسمي للحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953 وانتهت بهدنة دون معاهدة سلام.
وقال ترامب الأحد إنه وكيم يتوقعان إحراز تقدم في القمة، وأكد مجددا أن نزع السلاح النووي سيساعد كوريا الشمالية على تطوير اقتصادها.
وقال ترامب على تويتر “الرئيس كيم يدرك، ربما أكثر من أي شخص آخر، أنه بدون الأسلحة النووية، من الممكن لبلاده أن تصبح واحدة من أعظم القوى الاقتصادية في العالم. بسبب موقعها وشعبها وبسببه هو، فهي تملك مقومات لتحقيق نمو سريع عن أي أمة أخرى”.
وفي رسالة إلى ترامب يوم الخميس، اتهم ثلاثة من رؤساء لجان مجلس النواب الأميركي، وهم ديمقراطيون، الإدارة الأميركية بحجب المعلومات بشأن المفاوضات مع كوريا الشمالية.
وقال النواب في رسالتهم “هناك أسباب كافية للشك في أن الزعيم كيم ملتزم بتخلي كوريا الشمالية عن (الأسلحة) النووية”.
وقال مسؤولون بالمخابرات الأميركية في شهادة أمام الكونغرس مؤخرا إن من المحتمل ألا تتخلى بيونغيانغ أبدا عن كل ترسانتها النووية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية، إنه إذا لم تسفر المحادثات عن نتائج فإن “الشعب الأميركي لن يسلم أبدا من التهديدات الأمنية التي تبث الرعب في نفوسه”.
وكانت تفاصيل رحلة كيم لفيتنام قليلة إلى أن أكدت وسائل إعلام رسمية في بيونغيانغ صباح الأحد أن الزعيم الكوري الشمالي غادر البلاد بالقطار يرافقه مجموعة من كبار المسؤولين وأخته كيم يوجونغ التي تتمتع بنفوذ كبير.
وفي تغطية نادرة لمغادرة كيم، نشرت صحيفة رودونغ صورا للزعيم الكوري الشمالي خلال مراسم الوداع الرسمي له في بيونغيانغ ثم وهو يلوح من على متن القطار ويمسك بسيجارة.
ويرافق كيم في الرحلة مجموعة من كبار المسؤولين الذيت حضروا قمة سنغافورة ومنهم كيم يونغ تشول الرئيس السابق للمخابرات وكبير المبعوثين إلى الولايات المتحدة، وري سو يونغ نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الشمالي، وري يونغ هو وزير الخارجية،ونو كوانغ تشول وزير الدفاع.
ويتعرض الجانبان لضغوط لإبرام اتفاقات أكثر تفصيلا مقارنة بما تم التوصل إليه في قمة سنغافورة.