عشية انعقاده- مؤتمر وارسو يفتح ملفات حساسة وخطيرة
عشية انطلاق مؤتمر “وارسو” الذي تنظمه الولايات المتحدة في العاصمة البولندية، ويبدا اعماله غدا الاربعاء، بمشاركة دولية وعربية واسعة، كما قاطعته دول عديدية بينها فلسطين التي اعتبرته تصفية للقضية، بينما كشف مسؤولون اسرائيليون ان اوروبا طالبت بالغائه وعرضت عقد مؤتمر بديل.
فقد نقل تلفزيون كان الاسرائيلي عن المسؤولين الاسرائيلين قولهم ” خلال الأسابيع الماضية عرضت دولا أوروبية على وزارة الخارجية الامريكية، انه بدلا من تنظيم المؤتمر في وارسو، إقامة لقاء قمة يجمع فرنسا، المانيا وبريطانيا سوية مع الولايات المتحدة، ترتكز فعالياته على الشرق الأوسط والنشاط الإيراني بصورة مركزة أكثر، لكن تم رفض هذا الاقتراح.”
وينعقد مؤتمر وارسو في بولندا بمشاركة ممثلين عن عشرات الدول بينها دول عربية مع ذلك، فان عدد من الدول الأوروبية لن تنتدب وزراء خارجية للمشاركة بأعمال المؤتمر، انما ممثلين على مستوى أدنى.
ونقلت وسائل إعلام بولندية عن وزير الخارجية البولندي جاسيك كزبتوفيتش قوله إن 60 دولة أكدت مشاركتها في المؤتمر وقال موضحا”إن من بين الدول التي سيتم تمثيلها في المؤتمر على المستوى الوزاري، عشرة دول من الشرق الأوسط هي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والأردن والكويت والمغرب وعُمان، إضافة إلى إسرائيل.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيكون حاضرا بقوة في المؤتمر، حيث تشارك جميع دول الكتلة الأوروبية، مضيفا أن هدف المؤتمر سيكون تطوير حلول مشتركة وإجراءات بهدف ضمان السلام والأمن في الشرق الأوسط.
ومن بين القضايا الرئيسية التي يتناولها المؤتمر: الملفان السوري واليمني، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إضافة إلى المشاكل الإنسانية، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب، وأمن الطاقة والتهديدات السيبرانية.
السلطة تقاطعه
واثار انعقاد المؤتمر حفيظة القيادة الفلسطينية، التي قاطعت المؤتمر لا سيما وان المؤتمر سيخوض في تفاصيل خطة السلام الامريكية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والمعروفة بصفقة القرن، من خلال مشاركة جاريد كوشنير وجيسون جرينبلات “مهندسي الصفقة”.
غير ان مصادر خاصة اكدت لوكالة” معا” ان طاقم الادارة الامريكية لن يطرح او يناقش خطة السلام الامريكية انما سيطرح الاسباب والاليات والظروف التي دفعت لاعداد هذه الصفقة، في الوقت الذي اكدت فيه ادارة ترامب ان الصفقة لن تطرح قبيل الانتخابات الاسرائيلية في نيسان المقبل.
كما رفضت الفصائل والاحزاب، والجاليات الفلسطينية في كل دول العالم المؤتمر والمشاركة فيه ورأت انه بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية.
وحثت القيادة، الفلسطينية الدول العربية على مقاطعة المؤتمر، وقال وزير الخارجية د.رياض المالكي إنه ينبغي على الدول العربية على الأقل إرسال وفود من مستوى أدنى من الوزاري إلى المؤتمر، ووصف المؤتمر أنه مؤامرة تهدف للقفز على القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع إسرائيل، وجدد رفض السلطة للمؤتمر وأي مخرجات ستصدر عنه.
كما اكد الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة إن أية خطة سلام لن يكتب لها النجاح بغياب الجانب الفلسطيني، سواء عرضت في وارسو أو أي مكان آخر.وعبرت ايران عن عدم رضاها من المؤتمر، وبذلت من وراء الكواليس جهودا ديبلوماسية ضد عقد المؤتمر، في محاولة لاقناع ممثلي دول عدم المشاركة فيه.
ومن المتوقع ان ينطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء اليوم للمشاركة بأعمال المؤتمر، الذي سيلتقي خلاله مع قادة دوليين ، ويمكن ان يصطدم مع وزراء خارجية عرب من البحرين والمغرب. كما من المتوقع ان يلتقي مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس ووزير الخارجية مايك بومبيو. وسيكون اللقاء الثالث مع بومبيو خلال شهرين.
صفقة القرن ستبحث مع دول عربية
هذا، ومن المتوقع ان يزور مبعوثا ترامب كوشنير وجرينبلات 5 دول عربية “سلطنة عمان والبحرين والسعودية والامارات وقطر” بعد انتهاء مؤتمر وارسو، لمناقشة الجانب الاقتصادي للخطة الامريكية دون التطرق للجانبين الامني والسياسي لهذه الخطة، مشيرة المصادر الى ان طاقم اعداد الجانب الاقتصادي للصفقة سيرافق كوشنير وجرينبلات.
وكان مسؤول أمريكي اكد يوم الجمعة، إن مسؤولين فلسطينيين تلقوا دعوة لحضور مؤتمر وارسو الذي تعقده الولايات المتحدة حول الشرق الأوسط وتستضيفه بولندا، وذكر المسؤول ان المؤتمر سيكون اجتماع مناقشات وليس مفاوضات عن الشرق الأوسط.
وأوضح كوشنر، انه سيبحث خلال المؤتمر جهود الإدارة لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيجيب على أسئلة يوجهها الحضور.
الدول المشاركة:
ومن المتوقع مشاركة الدول التالية: المملكة العربية السعودية ، أستراليا ، النمسا ، البحرين ، بلجيكا ، البرازيل ، بلغاريا ، كرواتيا ، قبرص ، التشيك ، الدنمارك ، إستونيا ، فنلندا ، فرنسا ، اليونان ، إسبانيا ، هولندا ، الهند ، أيرلندا ، إسرائيل ، اليمن ، الأردن ، كوريا الجنوبية ، الكويت ، ليتوانيا ، لوكسمبورغ ، لاتفيا ، مالطا ، المغرب ، ألمانيا ، نيوزيلندا ، عُمان ، بولندا ، البرتغال ، رومانيا ، سلوفاكيا ، سلوفينيا ، الولايات المتحدة الأمريكية، السويد ، المجر ، المملكة المتحدة (بريطانيا)، إيطاليا ، الإمارات العربية المتحدة.
فيما لم يتم التأكد بعد من مشاركة كل من تونس ومصر، فيما رفضت الى جانب فلسطين كل من الدول التالية المشاركة وهي: تركيا ، قطر، الجزائر، العراق، الصين، لبنان، روسيا، رئيسة الدبلوماسية الأوروبية موغيريني.
لماذا وارسو؟
تطمح بولندا -كدولة متوسطة الحجم- أن تلعب دورا بارزا على الساحة العالمية والأوربية، وهي تتمتع بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن لعامي 2018 و2019، وتأمل في أن يضعها استضافة مثل هذا التجمع مكانة عالمية مرموقة.
كما تأمل الحكومة اليمينية في بولندا أن يُقرب هذا المؤتمر بلادها من الولايات المتحدة ومن دول عربية تعادي إيران، مثل السعودية والإمارات.
وتتمتع بولندا تحت رئاسة أندريا دادا بحكومة شعبوية يتشابه خطابها مع الخطاب السياسي للرئيس ترامب، خاصة فيما يتعلق بالموقف من المهاجرين و”بولندا أولا”. ومن خلال عضويتها في حلف الناتو، تريد بولندا التقرب من الولايات المتحدة.