تأكيدا لما نشرته معا، كّلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد ظهر اليوم الاحد، الدكتور محمد اشتيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة الحكومة الجديدة.
وسيقوم د.اشتيه بتشكيل الحكومة.وكانت حكومة د.رامي الحمدالله قد قدمت استقالتها للرئيس محمود عباس قبل 40 يوما، وقبلها الرئيس واقر باستمرارها حكومة تسيير اعمال الى حين تكليف رئيس حكومة جديد لتشكيل الحكومة.
من جانبه، قبل د.اشتية، تكليف الرئيس له بتشكيل الحكومة، وقال: “يشرفني قبول تكليفكم لي رئيساً لوزراء حكومتكم، التي نأمل أن ننجزها بالتشاور مع كل من له علاقة، من فصائل، وقوى، وفعاليات وطنية، ومدنية، ومجتمعية، ومن ثم عرضها عليكم للإقرار والمصادقة”.
وفيما يلي نص رد د. اشتية على التكليف:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيادة الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن حفظه الله،
رئيس اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف
رئيس دولة فلسطين
رئيس حركة فتح
يشرفني قبول تكليفكم لي رئيساً لوزراء حكومتكم، التي نأمل أن ننجزها بالتشاور مع كل من له علاقة، من فصائل، وقوى، وفعاليات وطنية، ومدنية، ومجتمعية، ومن ثم عرضها عليكم للإقرار والمصادقة.
ويشرفني أن أقبل هذا التكليف، باسم حركة فتح، حامية مشروعنا الوطني، وصاحبة المبادرة والواقعية السياسية، والمدافعة عن القرار المستقل، ورائد الوحدة الوطنية الفلسطينية، في إطار م.ت.ف، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
إنني مدرك تماما للظرف الذي نمر به سياسياً، واقتصادياً، ومالياً، وأعي الهجمة على صمودكم وعلى ثباتكم، ولكن يا سيادة الرئيس، لقد عبرتم منذ انطلاقة الثورة مع إخوانك الرئيس أبو عمار، وأبو جهاد، وأبو إياد، وأبو السعيد، وأبو اللطف، وكمال عدوان، وعبد الفتاح حمود وغيرهم- ما هو أصعب مما نحن فيه اليوم، وسنعبر من هنا بقيادتك الحكيمة.
لقد أنجزتم يا سيادة الرئيس الكثير في مواجهة معركة الوجود، ومعركة التمثيل، ومعركة الاحتواء. وأنجزتم الاعتراف بالمنظمة، التي عمّدها أبو عمار بكوفيته، والاعتراف بالدولة التي عمّدتها أنت برفع علم فلسطين بين أعلام العالم على مدخل الأمم المتحدة.
وبتوجيه منكم، وإخواني في فتح، والفصائل الوطنية- شُركائنا في المنظمة- سوف نعمل على تجسيد الدولة المستقلة، ذات السيادة، وعاصمتها القدس بالحدود التي كانت عليها عام 1967، وليستمر نضالنا من أجل الثوابت المتوجة بحق العودة.
واليوم، أنت ومعك أهلنا في القدس، تخوض معركة حماية المدينة من التهويد، والحفاظ عليها فلسطينية عربية، ومفتوحة لعبادة الله.
وتخوض معركة حماية الرواية عن الأٌقصى والقدس، بتعزيز صمود أهلها المسلمين والمسيحيين على أرض مدينتهم المقدسة.
إن وحدة الأرض والشعب، والمؤسسة والنظام السياسي، والشرعية الواحدة، والقانون الواحد، ورفع المعاناة عن شعبنا من أجل دحر الاحتلال، هي أهم عناصر كتاب التكليف، الذي تسلمته منكم اليوم، وعلى طريق ذلك، فإن استعادة الإشعاع الديمقراطي لشعبنا، وتوسيع الحريات العامة، واحترام الانسان، وتعزيز اقتصادنا الوطني واستثماراتنا فيه، وخلق فرص عمل للشباب، ومكافحة الفقر، هي عناصر رافعة لإنجاز الاستقلال ودحر الاحتلال ومتطلبه الرئيسي إنهاء الانقسام، وعودة قطاع غزة إلى إطار الشرعية الفلسطينية، ورفع المعاناة عن أهلنا هناك.
إن التفاف شعبنا حولكم يا سيادة الرئيس، وما تمثلونه من شرعية نضالية، وشعبية، وقانونية، هو تعزيز لموقفكم الرافض لصفقة القرن، وحماية للحق الثابت والتاريخي لشعبنا الفلسطيني.
إنني أقرأ في هذا التكليف حرصكم على تعزيز الثقة بيننا وبين أهلنا، وأن نعمل على خدمتهم، ليس من باب إسداء المعروف لهم، ولكن من باب الواجب علينا تجاههم، وأفهم من هذا التكليف أنه علي وعلى الحكومة القادمة، أن نخدم الناس، وأن نرفع الظلم عنهم وأن نصون كرامتهم.
وأفهم منك، أنه ليس بالخبز وحده يحيى الانسان، بل بالحرية، والكرامة، وعزة النفس، وتحمل الآخر، والنقد البناء، والروح الايجابية في التعاطي مع مشاكل الناس وهمومهم، وخاصة في قطاع غزة والقدس والشتات.
إنني بِردي على كتاب التكليف، الصادر لي منكم، لأكون رئيساً للوزراء، أعاهد الله وأعاهد سيادتكم، وأعاهد إخواني في حركة فتح، وشعبنا البطل الصابر الصامد، وأعاهد آلاف الأسرى في عتمة السجون، ودم الشهداء الذي أنبت حنَون فلسطين، وأوجاع الجرحى، وأعاهد أبناء المخيمات في الوطن والمنافي، وأبناء شعبنا في الشتات، أن أعمل بكل جهد وإخلاص لرفعة فلسطين بقيادتكم، فلسطين الوطن، فلسطين الشعب، فلسطين القضية، لتصبح بإذن الله حرة عامرة، ذات سيادة، ديمقراطية، ومفتوحة لأبنائها وأولادهم وأحفادهم.
فلسطين التي تُغني فيها أغاني الحرية، والوحدة الوطنية الصادقة، ونصرة المظلومين.
اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا
واهدنا، ويسر الهدى لنا، واجعلنا لك من الشاكرين.
أشكرك سيادة الرئيس على الثقة، وأشكر اخواني في فتح، وثق أنني كنت وسأبقى عند حسن ثقكتم،
وفقك الله، ونحن معك في خدمة شعبنا، وسنبقى على العهد كما عهدتنا حتى نصل إلى الحرية والاستقلال.
أخوكم
د. محمد ابراهيم اشتية
10/3/2019
من هو الدكتور محمد إبراهيم اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”
سياسي واقتصادي فلسطيني ولد في قرية تل / نابلس عام 1958، وأنهى دراسته المدرسية فيها، ثم انتقل الى جامعة بيرزيت ليحصل على درجة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد وإدارة الأعمال عام 1976.
وحصل على درجة الدكتوراه في دراسات التنمية الاقتصادية من جامعة سسكس في بريطانيا.
شغل اشتية عدة مواقع قيادية سياسية واقتصادية ومهنية في فلسطين أبرزها:محررا في جريدة الشعب ،وأستاذا وعميدا في جامعة بيرزيت، ورئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار)، ووزيرا للأشغال العامة والإسكان. وانتخب عضوا للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح-عامي 2009 و2016.
كما يشغل اشتية مجموعة من المواقع الاكاديمية والأهلية أبرزها رئيسا لمجلس أمناء الجامعة العربية الأمريكية وعضوا في مجلس أمناء جامعة القدس، وعضو مجلس أمناء جامعة الاستقلال. ورئيسا لمجلس إدارة قرى الأطفال العالمية SOS. ومحافظا للبنك الإسلامي للتنمية، ورئيس جائزة حسيب الصباغ وسعيد خوري للهندسة.
اشترك د. اشتية في العديد من المبادرات السياسية والتنموية واسندت إليه معظم البرامج التنموية وبرامج إعمار فلسطين، إضافة إلى مشاركته في تأسيس صندوق التنمية الفلسطيني ومجلس الإسكان الفلسطيني، والمعهد الوطني لتكنولوجيا المعلومات” للمساهمة في تطوير المهارات المحلية ومواجهة الاحتياجات التنموية الفلسطينية. كما أسس المركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية والمعهد الوطني للإدارة” لتدريب كوادر السلطة وتحسين الأداء والمساهمة في عملية الإصلاح. كما كان عضوا في وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى مفاوضات مدريد ومباحثات واشنطن، ومثل فلسطين في اجتماعات الدول المانحة والبنك الدولي.
وترأس اشتية الوفد الفلسطيني للمفاوضات المتعددة الأطراف المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والإقليمي والتي تتناول مواضيع التجارة والمالية والبنية التحتية والسياحة في منطقة الشرق الأوسط. كما ترأس اجتماعات المؤتمر الاقتصادي والاجتماعي لمجموعة ال 77 والصين عام 2019.
أصدر د. اشتية مجموعة من الكتب والدراسات الاقتصادية والتنموية والسياسية كان اخرها: فلسطين من منظور تنموي، وموسوعة المصطلحات الفلسطينية، والمختصر في تاريخ فلسطين، وتآكل حل الدولتين، وكتاب حول البلديات وهيئات الحكم المحلي ودورها في التنمية الاقتصادية. إضافة الى نشر مجموعة قصص قصيرة بعنوان ” إكليل من شوك”.