من المنتظر ان يتم يوم الثلاثاء نشر البرنامج الانتخابي للتحالف الجديد “ازرق – ابيض” الذي يجمع بين بيني غانتس ويائير لابيد، وعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية السابقة، في تشكيل سياسي ينافس على الاستحواذ على مقاليد السلطة في إسرائيل.
ويظهر من التسريبات التي وردت في وسائل الاعلام العبرية ان البرنامج الانتخابي للتحالف الجديد يعرض وجهة نظره من القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ولكن المحور الرئيسي سيكون سياسيا. ومن الواضح أنه تم بذل جهد كبير من اجل عدم تنفير الناخبين ذوي الميول اليمينية. ولهذا يلاحظ في البرنامج الذي سينشر غدا عدم ذكر حل الدولتين بل انه لم يذكر تعبير “دولة فلسطينية” كذلك.
وقالت مصادر في التحالف إن الموقف السياسي اثار جدلا عميقا بين الجناح اليميني والجناح اليساري في “ازرق – ابيض”، الى ان تقرر في النهاية أن ينص البرنامج السياسي للتحالف على وجوب بذل الجهد والتطلع الى استنفاد العملية السياسية مع الفلسطينيين، مع تجنب ادراج مصطلح “دولة فلسطينية” حتى لا يكون ذلك ذريعة بيد من يتهمون التحالف بتوجهات يسارية. وأوضح مسؤولون في التحالف: “على أي حال، ما من فرصة لإقامة دولة فلسطينية في القريب العاجل. لذلك، قررنا طرح برنامج عملي”.
ما الذي يتضمنه برنامج “أزرق – أبيض”؟
في انتقاد مبطن موجه لليمين الإسرائيلي، جاء في برنامج التحالف انه لن يكون هناك انسحاب إسرائيلي من أربع مناطق استراتيجية هي: الكتل الاستيطانية، غور الأردن، القدس ومرتفعات الجولان. وتم الاستعاضة عن مصطلحات “حل الدولتين” و”الدولة الفلسطينية” بتعبير خاص ببرنامج تحالف “ازرق-ابيض” يقول: “عقد مؤتمر إقليمي من اجل الانفصال عن الفلسطينيين”.
وقال مسؤولون في التحالف: “نحن نؤيد المفاوضات ولكن بدون انسحاب أحادي الجانب أو فك ارتباط. هذا حزب وسط يخاطب اليمين. يدعي الليكود بأننا حزب يساري، ويطلق نتنياهو علينا اننا اليسار، ولكن بعد أن يطلع على برنامجنا، سوف تنهار هذه الفكرة امام عينيه. هذا برنامج عملي نابع من ادراكنا أنه لن يعقد اتفاق سلام في المنطقة صبيحة الغد، ولكن مع الامل بالسلام من خلال استنفاد كل الإمكانيات المتوفرة”.
ومن البنود المثيرة للاهتمام بشكل خاص في برنامج التحالف “ازرق – أبيض” هي البند الذي يتحدث عن “قانون القومية”، وهو البند الذي وعد المرشح الأول في هذا التحالف وهو غانتس بتعديله بينما المرشح رقم 14 في لائحة التحالف وهو هاوزر هو احد المبادرين ومعدي هذا القانون. وجاء الحل، حسب برنامج التحالف، عبر مبادرة لتشريع جديد يتمحور حول “قيمة المساواة” كقانون أساسي منفصل عن “قانون القومية” أو كتعديل له، من أجل التأكيد على حقوق غير اليهود في إسرائيل.
وبعيداً عن المجال السياسي، يتناول برنامج التحالف العديد من القضايا المثيرة للجدل. ومنها على سبيل المثال، تأييد تشغيل وسائل النقل العام في أيام السبت في المدن ذات الطابع العلماني وفي الأماكن التي لن يكون فيها أي مساس بمشاعر الجمهور المتدين المحافظ، رهنا بقرار السلطة المحلية.
ويتضمن برنامج التحالف كذلك وعدا بتمرير قانون “تأجير الأرحام” والمساواة في الحقوق لمثليي الجنس – وهو موضوع اثار انتقادات واسعة ضد الحكومة المنتهية ولايتها.