غدعون ليفي: التنكيل بالفلسطينيين حفل ليلي لجيش الاحتلال
كتب غدعون ليفي في “هآرتس”، أن الشعور بالاشمئزاز واليأس يتصاعد في الجسم، يجري ويخنق، ثم يأتي الغضب والعار، كل شيء بسرعة: “قل مرحباً، قل”، “حفلة يا زلمي”، “تحية للمجد”؛ صوت الضربات المخدرة على الرأس، ضربة بعد ضربة، أنين الأب وابنه، صرخات من لا حول لهم ولا قوة، ضحكات المنكلين، الجندي يصور، كي يكون لديه ما يعرضه أمام الرفاق، الاسم الغريب إلى حد التقزز، نيتساح يهودا، الذي كان كل ساخر سيخجل باختراعه. ربما يكمن الذنب في الاسم: من يسمي كتيبة احتلال بهذا الاسم يقول لجنوده: يسمح لكم عمل كل شيء، أنتم الخلود.
هذا ليس اليؤور أزاريا، لا يوجد موت هنا، وهذا ليس أقل خطورة: الشر المصفى، المتعة السادية، البطولة الكبرى على أضعف الناس. لا تقولوا لنا إن هؤلاء الجنود كانوا يعانون من “اندفاع المشاعر”، لقد كانوا في خضم حفل ممتع. لا تقولوا لنا إنهم “محاربون”، فهم جنود جبناء وبائسين. لا تقولوا إنهم ليسوا حيوانات بشرية: انهم حيوانات بشرية، على الرغم من وجود عدد قليل جدًا من الحيوانات البرية التي تنكل بهذا الشكل من أجل التنكيل. لا تقولوا أيضًا: نرسل الأولاد إلى الجيش ونحصل على حيوانات بشرية – من المشكوك فيه أن هؤلاء الأولاد لم يكونوا هكذا من قبل. إنهم حثالة، وهناك مثلهم الكثير في وحدات الاحتلال. مثل هذه الأحداث تقع كثيرا؛ والفيديو فقط يفصل بينهم وبين هذه الحالة التي تم كشفها.
القصة هي الجيش الإسرائيلي، قصة هي قائد الكتيبة، الذي قال بعد الكشف عن التنكيل إنه أرسل جنوده إلى مهمة الاعتقال “من أجل إغلاق الدائرة” و “خلق الإحساس بالنجاح بين المقاتلين” – ولم يفكر أحد في إقالته بسبب أقواله. القصة هي الفضيحة الكامنة في أنه لم يتم حتى الآن، كشف وجه الشر، وجوه هؤلاء الجنود، التي سنرى عارها إلى الأبد. عار؟ بالنسبة لقسم كبير من الإسرائيليين، هؤلاء أبطال. إذا لم يكن هذا تغطية عليهم، فما هي التغطية؟ القصة هي صفقة الادعاء التي تخفف عنهم حتى الوجع. القصة هي أنه حتى بعد التنكيل بالفلسطينيين، لا يفكر أحد بإطلاق سراح الضحيتين، كبادرة إنسانية أساسية. وماذا عن الاعتذار والتعويض؟ لقد أضحكتم الجيش الاسرائيلي. القصة هي الوعد بأنه في غضون عامين، سيتم شطب عار المنكلين. الجيش الذي يفصل الضباط بسبب حادث تدريبي لم يكن فيه أي ذرة من النوايا السيئة يغطي على هذا الشر الخبيث. لماذا؟ لأن ضحاياه عرباً وليسوا يهوداً.
الحفل هو للجيش الإسرائيلي، لأن الجيش الإسرائيلي يبذل قصارى جهده للتستر على الفعل. الحفل هو لوسائل الإعلام المتعاونة، معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي لا تغطي الاحتلال وفظائعه، وتفعل كل شيء لإرضاء مستهلكيها، وفقط عدم إزعاجهم. الحفل هو لم يعتقدون أننا نتعامل مع استثناءات، أعشاب ضارة. الحفل هو لمن يعتقدون أن المشكلة تكمن في الشبيبة الهامشية في نيتساح يهودا وكفير وحرس الحدود، ولا يفهمون أن أيديهم جميعا مشاركة في العمل. من الطيارين، إلى القباطنة، وحتى 8200، تعفن واحد كبير، تعفن الاحتلال.
في المرة القادمة التي ستجلسون فيها في المقهى، انظروا حولكم: حولكم يجلس أناس يمارسون التنكيل وربما بعض القتلة. لا يمكن أن يكون هناك شيء آخر. تماما كما لا يوجد منزل في المناطق لم يتعرض أبناؤه للتنكيل، لا توجد في إسرائيل مقاهي كثيرة لا يجلس فيها من نكلوا بهم. الآن هم في التكنولوجيا العالية أو في المرآب، لكنهم فعلوا ذلك. لا يتحدثون عن ذلك عندنا ولا ننشر عنه، إلا عندما لا يترك الفيديو أي خيار آخر، لكن ما حدث بين جفعات أساف وأبو شخيدم، في تلك الليلة المظلمة، يحدث كل ليلة تقريبًا، بين رفح وجنين.