لماذا صمت أردوغان على سحب واشنطن امتيازات التصدير؟
لم يعلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اليومين الماضيين على عزم الولايات المتحدة تجريد بعض المصدرين الأتراك من امتيازات تفضيلية تمنحها الولايات المتحدة.
كان من اللافت عدم تعليق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اليومين الماضيين على عزم الولايات المتحدة تجريد بعض المصدرين الأتراك من امتيازات تفضيلية تمنحها الولايات المتحدة.
وتجنب الرئيس التركي، على غير عادته، الحديث عن هذا الموضوع والتزم الصمت، في موقف وصفته وكالة بلومبيرغ الأميركية بأنه “غير معهود” من الرجل الذي لا يفوت صغيرة ولا كبيرة إلا ويدلى بدلوه بخصوصها.
وتعتزم واشنطن إلغاء امتيازات تجارية تفضيلية تستفيد منها الهند وتركيا، في وقت يصعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب معركته ضد ما تعتبرها إدارته ممارسات تجارية أجنبية غير عادلة.
وفسرت الوكالة صمت أردوغان بوجود قضايا خلافية عدة بين واشنطن وأنقرة، من بينها ضغط الولايات المتحدة على تركيا لوقف شراء أنظمة دفاع صاروخي روسية، والخلاف بين البلدين بشأن المنطقة الآمنة في سوريا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في تركيا نهاية مارس الجاري، فإن آخر ما يريده أردوغان هو أزمة سياسية جديدة من شأنها قد تؤدي إلى انهيار الأسواق، وتدفع الناخبين للتصويت ضد حزبه.
وذكرت الوكالة أن خطوة ترامب التجارية تجاه تركيا تظهر أن الولايات المتحدة يمكن أن تضرب أنقرة في مواضع مؤلمة، وأن تركيا لا تزال معرضة للهزات السياسية والاقتصادية بشكل كبير.
وفي الوقت الذي يحاول فيه أردوغان شراء الوقت في ما يتعلق بالقضايا الحساسة مع حلفائه في الناتو، على الأقل إلى ما بعد الانتخابات البلدية، فإن المخاطر الاقتصادية والسياسية في تركيا تتزايد.
وحذرت الولايات المتحدة من أنها قد تفرض عقوبات على تركيا، إذا مضت قدما في خطة لشراء نظام الدفاع الصاروخي أرض-جو الروسي S-400.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت بالادا، قبل يومين: “لقد حذرنا تركيا بوضوح من أن امتلاكها المحتمل لـS-400 سيؤدي إلى إعادة تقييم مشاركتها في برنامج بناء طائرات F-35”.
ولا تريد الولايات المتحدة من تركيا شراء نظام الصواريخ الروسي المتوقع تسليمه في يوليو المقبل، لأنه قد يعرض تكنولوجيا حلف شمال الأطلسي للخطر، في ظل تنامي الدور الروسي بالشرق الأوسط.