روبنشطاين: الفلسطينيون ساهموا بانهيار اليسار الإسرائيلي
في إطار لقاء أجرته معه صحيفة “يسرائيل هيوم” يدعي البروفيسور امنون روبنشطاين، وزير التعليم نيابة عن حزب ميرتس في حكومة رابين في سنوات التسعينيات، أن للفلسطينيين دور في انهيار اليسار الإسرائيلي في الانتخابات.
وقال روبنشطاين في معرض حديثه عن أسباب فشل اليسار: إن “الموضوع الأمني والسيادة بالغ الأهمية بالنسبة للناخبين الإسرائيليين، ويسبق كل شيء، وفي الانتخابات القطرية يعبر الجمهور عن الحاجة للدفاع عما لنا، وعن عدم ثقته بالفلسطينيين”
وأضاف: “لقد ساهم الفلسطينيون في هزيمة اليسار، فالحركة الليبرالية في إسرائيل، واليسار بشكل خاص، تبنوا مقاربة الأرض مقابل السلام، ورد الفلسطينيون بالأرض ليس في مقابل السلام، وإنما مقابل المزيد من الأرض، وأصروا على حق العودة كأمر مقدس”.
ويضيف: “الأساس العملي، الذي أنا شريك له، فشل. لقد أفشله عرفات عندما قبل، بل حتى شجع، حلقة الإرهاب بعد أوسلو. بعد ذلك تم إخلاء غزة، والذي كانت نتائجه لا تقل خطورة. لقد اعتقد بعض زملائي في ميرتس أننا اخلينا غزة، وقريبا سنزورها ونتناول هنا الحمص معا. ولكن بدلاً من ذلك تم قصف الجنوب، وليس الجنوب فقط، وبناء عليه، أصبح اليمين أقوى.
وقال “منذ زمن يقول الجمهور لنفسه بأنه غير مستعد لتحمل المخاطرة بأن الوضع الأمني السائد في الجنوب سيكون مصير المجتمعات المتاخمة لمناطق السلطة الفلسطينية. هناك خيبة أمل ضخمة من سلوك الفلسطينيين، وفهم بأننا إذا انسحبنا فغن الحرب لن تنته”.
وسئل البروفيسور روبنشطاين عما إذا كانت كلماته تعزز النزعة للتحدث بمصطلحات الضم وليس الاتفاق، فقال: “كانت عملية إخلاء غزة مؤلمة للغاية ومليئة بالأخطاء، أنا أؤمن بعملية تدريجية، وليس من جانب واحد، كان من الممكن تحقيق السلام والهدوء، وخلق تعاون اقتصادي، والمساعدة في إعادة إعمار وتعزيز الحياة جنبا إلى جنب”.
وسئل عما إذا كان هذا لا يزال ممكنا في الواقع الحالي، فقال: “أنا رجل سلام، وأنا مخلص لنفسي، ولدي اعتقاد أنه من الممكن بالتأكيد التوصل إلى اتفاق، جزئياً بسبب الانقسام في العالم العربي بين السنة والشيعة، وهو أمر مهم للغاية. الدول السنية تخشى إيران، ولا توجد دولة عربية واحدة تعمل كما يجب، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني تلاشى من حيث أهميته الدولية.
وقال “يجب على إسرائيل الاستفادة من الانقسام في العالم العربي من أجل إخراج نفسها من العزلة الإقليمية والتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وليس من قبيل الصدفة وجود علاقات بين إسرائيل والدول السنية، مثل مصر ودول الخليج.
وأضاف “أعتقد أن إنكار إمكانية التوصل إلى ترتيب هو رؤية قصيرة الأجل لا مكان لها في واقعنا، ويجب أن نتطلع إلى العقود القادمة وتبني رؤية عملية، والاستفادة من الفرص المهمة وإخراج إسرائيل من عزلتها الإقليمية.
وتابع، “لقد نجح نتنياهو في تحقيق فترة من الهدوء النسبي، لكن هذا هدوء يهدد بالانفجار، وليس هدوء يعتمد على حل، وسنرى قريبًا أن هذا ليس هو الحل، عندما يقدم الرئيس ترامب خطته. تفاصيل الخطة غير معروفة تمامًا، لكنني أعتقد أنها ستشمل دولة فلسطينية، وهذا يكفي.
وقال “أفترض أن تكتيكات الجناح اليميني ستتمثل في تأخير الرد الإسرائيلي حتى يرد الفلسطينيون، وهم سوف يدفنون الخطة، وقد سبق أن اعلنوا ذلك، أو أن نتنياهو سيذهب إلى استفتاء تكون فرصه منخفضة مسبقا. الشكوك وانعدام الثقة تجاه الفلسطينيين لها أهمية داخلية هائلة، وهي تحدد السياسة الإسرائيلية”.