لجنة “المتابعة” بصيغتها الحالية استنفذت كل امكانياتها ولا بد من البحث عن صيغة مختلفة لقيادة الجماهير العربية في البلاد…
لقد مضى على انشاء لجنة “المتابعة” 37 سنة، ولو عدنا الى الاهداف المدونة في دستورها، لوجدناها كلها اهدافا لا تزال في انتظار الانجاز والتحقيق …هذا دليل على وجوب مراجعة هذه الصيغة لقيادة الجماهير العربية.
محمد بركة شخصية وطنية له رصيد نضالي لا يستهان به ولهذا اتمنى ألاّ يتآكل هذا الرصيد باسم التمسك بصولجان القيادة والاسراع بتقديم استقالته كخطوة اولى على طريق التغيير المنشود.
الى كل الذين كانوا ينادون بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، لعدم رضاهم عن قياداتنا وعن نوابنا…تفضلوا ها هي الفرصة متاحة والوقت مناسب لخلق شكل جديد من القيادة المحلية للجماهير العربية تكون منتخبة جماهيريا على شاكلة برلمان للاقلية العربية يعنى بكل قضايانا ويكون ممثلنا الأعلى امام الدولة… تشكل ما يشبه اللجان الفرعية الاختصاصية تعنى كل منها بجانب من حياتنا اليومية والسياسية والاجتماعية. لجنة تمثل كل التيارات السياسية والاجتماعية الفاعلة على الساحة ، تتخذ قراراتها بالاغلبية بعد تصويت ديمقراطي وسط اعضائها… لجنة تنتخب رئيسها من بين اعضائها…لجنة تكون بمثابة الهيئة الوحيدة المخولة بفرز لائحة شاملة لمرشحينا للكنيست… (يكون هؤلاء المرشحون من داخل وخارج “المتابعة”، وهم ليسوا بالضرورة من الاحزاب السياسية… بل يمكن انتخاب مرشحين من النخب الثقافية والاجتماعية والعلمية العربية في البلاد)
ارى انه من الضروري الاسراع في بلورة تفاهم حول اهداف وماهية “المتابعة” وعضويتها والشروع على الفور بتنظيم انتخابات عامة لعضويتها وبهذا تكتسب الشرعية الكاملة لتمثيلنا، خلافا لما هي عليه الآن.
لجنة “المتابعة” الحالية قائمة على التدافع نحو الصفوف الامامية للجماهير العربية في البلاد، تماما كما يتدافعون في المسيرات الشعبية في شوراعنا… يشارك في اجتماعاتها كل من شاء ومتى شاء… الكل يتحدث وكأنه ينطق باسم الامة العربية قاطبة..وهو بالكاد يمثل مجموعة لا تتعدى رباعية “طرنيب”… هذا استخفاف بقضايانا وهو تضحية بمصالحنا على مذبح النرجسية السياسية لكل من يجلسون حول طاولة “المتابعة”.
اللجنة الحالية كجامعة الدول العربية، عاجزة عن التحرك، لأن قراراتها تتخذ هي الاخرى فقط بالاجماع، وهي شاملة لاناس يحملون اجندة مختلفة كليا، شخصيات زاحمت الى ان وصلت الى الطاولة ولم تعد تتزحزح من مكانها دون ان يكون لها قاعدة جماهيرية تخولها بالجلولس في “المتابعة”، ولهذا لا شيء تحرك منذ تأسيسها، ولم يتم انجاز اي شيء يستحق الذكر سوى اعلان الاضرابات بنصف فم بدون تنظيم او إعداد.