الغارة الاسرائيلية على غزة وقرار اغلاق البحر الى الواجهة تعيد السؤال عن مستقبل التفاهمات التي ترعاها مصر للحفاظ على الهدوء على حدود قطاع غزة
أعادت الغارة الاسرائيلية على غزة وقرار اغلاق البحر الى الواجهة السؤال عن مستقبل التفاهمات التي ترعاها مصر للحفاظ على الهدوء على حدود قطاع غزة
قال عدد من المراقبين ان خيارات اسرائيل في التعاطي مع غزة تبدو ضيقة خاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في القطاع وقدرة المقاومة على ايقاع خسائر في صفوف الاحتلال في حال اندلاع أي مواجهة.
مصدر قيادي قال لمعا” ان اتصالات مكثفة تجريها مصر مع الفصائل الفلسطينية لاحتواء الموقف ومنع تدهور الاوضاع في قطاع غزة.”
وأوضح المصدر أن اسرائيل وضعت عقبات عديدة أمام تطبيق التفاهمات وابرزها محاولة ربط التهدئة بملف الجنود المفقودين في غزة وهو ما ترفضه المقاومة بشكل قاطع.
ولم يستبعد المصدر العودة الى بعض الوسائل الخشنة لإجبار الاحتلال على تطبيق التفاهمات.
وتوقع المصدر عودة قريبة للوفد الأمني المصري الى القطاع لإجراء مزيد من الاتصالات حول التهدئة.
وشهدت الايام القليلة الماضية اطلاق عشرات البالونات على المستوطنات المحيطة بقطاع غزة ما تسبب باندلاع حرائق كبيرة في الاراضي الزراعية المحيطة بها.
من جانبه رأي المحلل السياسي حسام الدجني أن صانع القرار في إسرائيل يراقب حركة النملة في قطاع غزة، في ظل حكم حركة حماس التي بوجود حكمها تطورت البنى العسكرية لفصائل المقاومة، وهو ما تعتبره اسرائيل تهديدا كبيرا.
واعتبر الدجني أن الحصار هو الوجه الآخر للحرب، أي الحرب الناعمة غير المكلفة بالنسبة له، ومن وجهة نظري هو أخطر من الحرب المسلحة، لأنه يستهدف كل شيء حي في غزة، ويهتك في عضد المناعة لدى المواطن الفلسطيني.
وأضاف :”بالمناسبة تطبّق إسرائيل هذا التوجه مع الضفة الغربية، وحالة الاحباط لم تعد غزاوية، بل بات الجميع يدرك أن مشروعي المقاومة والتسوية مستهدفان عند إسرائيل، كونهما يمثلان مرتكزات المشروع الوطني الفلسطيني الذي يقوم على العودة والتحرير ولتحقيقهما نحن بحاجة للتفاوض والمقاومة بكل أشكالها”.
وأكد الدجني أن إسرائيل تعمل ضمن مبدأ حرب الاستنزاف، وهي تهدف من الجولات القتالية الى المساس بفصائل المقاومة واستنزافها مالياً وعسكرياً والمساس بالحاضنة الشعبية للمقاومة من خلال المساس بالمدنيين في بعض المواجهات العسكرية اضافة الى توحيد المجتمع الإسرائيلي الذي يتوحد على الدم العربي، في ظل التباينات والتناقضات التي تهدد وحدة تركيبته المجتمعية.
واعرب عن اعتقاده انه لا يجب البحث عن خيار المواجهة العسكرية دون خشيتها مع ضرورة تدمير نظرية الهدوء مقابل الهدوء.
ودعت فصائل المقاومة الى مسيرات جماهيرية حاشدة يوم غد الجمعة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة بعنوان لا لضم الضفة وذلك بعد توقف المسيرات بسبب اجازة عيد الفطر.