القدس الشرقية تعاني من نقص كبير في تخطيط وتسجيل الأراضي، وإصدار تصريح بناء يكاد يكون مستحيلاً، ويمثل النقص في المساكن والرغبة في العيش بشكل قانوني دون التعرض لخطر الهدم الأولوية الأولى للفلسطينيين في المدينة فيما يتعلق بنوعية الحياة.
تكتب “هآرتس” أن عشرات آلاف الشباب الصهيوني “المتدين” سيسيرون بالأعلام في شوارع القدس، في اطار احتفالات “يوم القدس” (اليوم الذي يمثل احتلال المدينة وضمها واخضاعها للقانون الاسرائيلي)التي ستجري اليوم الأحد.
وفي الوقت نفسه، سيتحدث السياسيون في الكنيست ويعدون بالحفاظ على وحدة المدينة وتطويرها، ويعلنون أنهم سيهتمون بنوعية حياة سكانها، لكن كيف يحدد المقدسيون نوعية حياتهم الخاصة، وما هي الاختلافات بين تعريف اليهود الحريديم واليهود العلمانيين والفلسطينيين لنوعية الحياة في المدينة؟ وتوضح دراسة جديدة أجراها ميخائيل كوراح وتامي غابريئيلي، من معهد القدس للدراسات السياسية، الفجوات بين جزأي القدس بعد 52 سنة من “توحيدها”.
وقام الباحثان بتحليل نوعية حياة مختلف الجماهير في المدينة من خلال مجموعات الإقامة والمقابلات والدراسات الاستقصائية و”التشاور عبر الإنترنت”، مسألة جودة الحياة العامة في المدينة، وتبين أن أهم الاستنتاجات تتعلق بالفوارق بين المجموعات السكانية المختلفة.
وكان العامل الذي اعتبره اليهود العلمانيون الأكثر أهمية بالنسبة لنوعية حياتهم هو “البيئة النظيفة”، تليها وسائل نقل عام فعالة، وبعد ذلك، وبالترتيب، التعليم الجيد، الملاعب والحدائق، الانتماء المجتمعي والحكم- أي، أن يكون للسلطات وجود في بيئتهم المعيشية وأن تصغي للمشاكل التي يثيرونها، وعرّف الجمهور الحريدي نوعية الحياة بطريقة مشابهة لتلك التي يراها الجمهور العلماني، ولكن بترتيب مختلف، فالنقل العام هو العامل الرئيسي بالنسبة لهم، تليه بيئة جيدة والتعليم في مبان مناسبة، حيث أن نسبة كبيرة من الطلاب الحريديم في المدينة يدرسون في المباني التي لا تناسب احتياجاتهم.
أما بين المواطنين الفلسطينيين في المدينة، فقد كانت الردود مختلفة تماما، ويؤكد الباحثان أنه قبل الإجابة على مسألة مسببات نوعية الحياة، يجب الإشارة إلى مشكلتين تثقلان بشدة على حياة الفلسطينيين في القدس الشرقية، كما تبينت من خلال البحث، المشكلة الأولى هي تحديد هوية سكان القدس الشرقية: هل يعتبرون فلسطينيون أو مواطنون عرب في إسرائيل، ومن هي السلطة المسؤولة عن نوعية حياتهم، البلدية والحكومة أو السلطة الفلسطينية؟.
وقال أحد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم “ليس لدينا ظهر، ليس لدينا أب أو أم، لقد وقعنا بين الكراسي”، المشكلة الثانية هي الشعور باليأس وعدم اليقين بشأن مستقبلهم.
وكتب الباحثان: “بين سكان القدس الشرقية، يسود شعور باليأس وانعدام السيطرة على الحياة، ويواجه قسم من السكان التهديد المستمر بهدم منازلهم لأنه تم بناؤها بشكل غير قانوني”، وقال أحد الذين تمت مقابلتهم “نشعر وكأننا رعايا في مملكة”.
وحين طُلب من المشاركين الفلسطينيين تحديد عناصر نوعية الحياة، على الرغم من مشاعرهم هذه، وضعوا “إمكانية بناء شقق سكنية” في المقام الأول.
ويشار إلى أن القدس الشرقية تعاني من نقص كبير في تخطيط وتسجيل الأراضي، وإصدار تصريح بناء يكاد يكون مستحيلاً، ويمثل النقص في المساكن والرغبة في العيش بشكل قانوني دون التعرض لخطر الهدم الأولوية الأولى للفلسطينيين في المدينة فيما يتعلق بنوعية الحياة.
وتشير المكونات الأخرى أيضا إلى الفجوة بين شطري المدينة، العنصر الثاني الأكثر أهمية بالنسبة لهم، هو وجود بنية تحتية ملائمة، بما في ذلك طرق معقولة، وأرصفة وبنية تحتية للصرف الصحي وإضاءة الشوارع، يلي ذلك النقل والنظافة ووجود حدائق في الأحياء.
ويؤكد البحث أنه على عكس صورة المدينة، فإن مسألة الأمن لم تنشأ كمشكلة تضر بنوعية حياة السكان، أولئك الذين أشاروا إلى هذه القضية يعيشون في أحياء طرفية متاخمة للأحياء الفلسطينية، مثل بسغات زئيف وتلبيوت الشرقية.