المؤتمر السنوي الثالث لمشروع “الطاقات البشرية العربية” الذي يعقد في بلدية الطيبة بحاجة الى تحديد الاهداف وفقا للقدرات حتى يحقق نتائج حقيقية
يعقد اليوم في قاعة بلدية الطيبة المؤتمر السنوي الثالث على التوالي لمشروع “الطاقات البشرية العربية” ومحور مؤتمر هذا العام هو “دور القدرات البشرية في مكافحة العنف”.
ترعى هذا المؤتمر لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية التي يحضر رئيسها محمد بركة اعمال المؤتمر كما ينعقد المؤتمر بالتعاون مع معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني “ماس” .
ويشارك في المؤتمر شخصيات ذات شأن واختصاص في هذا المجال الى جانب ضيوف من مختلف البلدات العربية في البلاد، كما تشارك في اعمال المؤتمر شخصيات فلسطينية من بينها ناصر القدوة، ابن شقيقة ياسر عرفات ومدير مؤسسة ياسر عرفات ووزير خارجية فلسطين الأسبق وممثل منظمة التحرير الفلسطينية الأول في الأمم المتحدة.
من الجيد المباشرة بمثل هذه النشاطات التي تسلط الأضواء على قضايا تهم المجتمع العربي عامة والفرد العربي بصورة خاصة لأن العنف والجريمة تقض مضاجع الجميع حيثما كانوا.
ولكن حين نقول المؤتمر الثالث فإنه يتبادر الى اذهاننا تلقائيا وهل كان هناك مؤتمران سابقان؟ وإذا كان هناك مؤتمر اول وثان فماذا كانت قراراتهما؟ وهل تمخضت عن نتائج ملموسة تحققت على ارض الواقع؟ وهل حملت أي تغيير لواقعنا، او على الأقل، هل حركت قضية او محورا قيد أنملة؟
لماذا لا تقدم الجهات المعنية المنظمة لهذه المؤتمرات، ما يشبه التقرير السنوي تستعرض فيه نتائج المؤتمر السابق وما تم تحقيقه ميدانيا؟
عندما يرى المواطن نتائج ملموسة على ارض الواقع لقرارات عينية تحدث التغيير، فقط عندها سيولي أهمية كبرى لأعمال المؤتمر وسيتابعه باهتمام، وإلا فما جدوى القاء الخطب والانهماك بفعالية لا جدوى لاحقة منها.
يمكن تحقيق ذلك من خلال إحداث نقلة نوعية لمحاور المؤتمر من مواضيع عامة لا لون لها ولا قدرة لنا على حلها، الى مواضيع عينية تقع في مجال قدراتنا لا في مجال امنياتنا. مواضيع لا تقتصر على مجرد انشاء لغوي نتلوه من على منصات المؤتمر ثم نمزق الأوراق مع مغادرتنا القاعة، فلا أحد يتذكر عبارة قيلت ولا يتابع قرارا اتخذ.
مكافحة العنف عنوان رنان ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة، ولكن الجميع يدرك جيدا ما هي أدوات مكافحة العنف، وهي ابعد ما يكون عن قرار مؤتمر او خلاصة دراسة تعرض هنا. أدوات مكافحة العنف اثنتان: التربية والتصدي. اما التربية فهي مهمة البيت والمدرسة واما التصدي فهي مهمة المجتمع والشرطة التي تعتبر أكثر هذه الوسائل فاعلية وردعا للجريمة والعنف. فهل سنتغلب على حساسية استدعاء الشرطة لتنشط في البلدات العربية على نطاق واسع لاستئصال الجريمة، رغم كل ما في هذا النشاط من “الغام” تحت السطح؟