الرسالة الأولى اعداد الشيخ ابو عكرمة- أيها القادة المسلمين : “اغرسوا واغرزوا ” بقلوب ونفوس ابناء المسلمين الإخوة والمحبة!
ما يؤلمني ألما كبيرا انني ألمس يوميا اننا اصبحنا نعيش في عصر وزمان ساد فيه بين المسلمين: التخاصم والتنافر والقطيعة ، لأننا تربينا “الإخلاص” لمبادىء الحزب او الجماعة او الفرقة.
وبالمقابل ابتعدنا عن تذويت مبادىء وقيم الإسلام الداعية للمودة والمحبة الحقيقية بيننا، المبنية على أن المسلم يجب عليه الإعتناء بشؤون أخوته من المسلمين ، ويسأل عن أخبارهم، ويدعو لهم.
ولكن تخيل أنك عندما تدخل للمسجد ترى المصلين متفرقون في اجسادهم وكلامهم وفكرهم وجلسات العلم والوعظ ؟، ذلك لأننا اصبحنا ننتمي للفرقة او للحزب او للجماعة. وذلك رغم ان الولاء بين المؤمنين من أوثق عرى الإيمان، ومن مقتضياته العناية بشؤون المسلمين، على اختلاف أجناسهم وألوان بشرتهم واشكالهم ، وألسنتهم ولغاتهم،و تباعد أراضي بلادهم في مشارق الأرض ومغاربها ، لقول الله تعالى في محكم تنزيله:” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ “، وقوله صلى الله عليه وسلم : ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كـان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته…”.
يا قادة الأمة المسلمة في كل مكان وزمان، أدعوكم كافة إلى تطبيق تعاليم ايات القرآن الكريم ، والاحاديث النبوية، ليصبح المسلمون يدا واحدة، وقلبا واحدا على من سواهم ، ولنمنع عن أمتنا تسلط الأعداء والذئاب من حولها من العلمانين والشيوعيين والكفار وغيرهم .
وعلينا ان نكون تجسيدا حقيقا لقوله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه”. والعجب العجاب ان المسلم عندما يلتقي بإخوانه المصلين تلمس وترى البسمة “الصفراء الجافة”،والتعصب لجماعته فيحصل التناحر والتنافر والعبوس.
وبالمقابل عند اللقاء بأعداء الله والمفسدين في الارض يستقبلهم بالابتسامات العريضة والعناق وأرق عبارات المحبة، وتراه يتعاون معهم من اجل قضايا دنيوية مؤقتة في برلمانات تحارب الاسلام والمسلمين ، فيخلط خير انوار الهداية الاسلامية بمبادىء تتنافى مع عقيدتنا وايماننا ! .فهم بباطلهم يطالبون بتحرير المسلمة من عقيدتها وحجابها وأخلاقها !.
عجبا لنا كيف نقبل لأنفسنا التعاون مع أهل الباطل والحرام. وديننا علمنا بقوله تعالى :” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ” أسال الله تعالى أن يهدي المسلمين إلى أن يكونوا يدا واحدة وصرحا متراصا للقيام بأوامر اللّه والعمل بكتابه وسنة رسوله .