يقول الله تعالى في سورة آل عمران : ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا… “.
لنتخيل معا اين ستكون أمتنا الإسلامية لو التزمنا قول الله تعالى في هذه الآية الكريمة الجامعة العظيمة؛، والتي تكفل اجتماع المسلمين وائتلافهم، وتقضي على أسباب الفرقة والإختلاف بينهم .
ويعتبر هذا من أجل وأعظم النعم التي منحها ووهبها الله تعالى لأمة الاسلام والمؤمنين، فالواجب علينا شرعًا الإلتزام والإعتصام والتمسك بدين الإسلام : كتاب الله المتين القرآن الكريم ، وسنة نبيه ورسوله الكريم ، وبالسلف الصالح من صحابته الكرام. والحق أن يكون ولاء المسلم لعقيدته، ومحبته ونصرته لأهل ملته ودينه ، دون الإلتفات والنظر لحزبه او وطنية أو قومية او شعب أو عائلة او قبيلة. ولكن يجوز الإنتساب للقبيلة أو الجماعة أو الوطن للتعارف والتعاون والتعاضد والتناصر ، ولكن المذموم والمرفوض في شرعنا النداء إلى الدعاوى الجاهلية للعصبية الوطنية والعرقية، أو للجنس ،للتفاخر والتشاجر والتخلي ورفض الرابطة السماوية بالقضاء على رابطة دين الإسلام وإزالتها بالكلية، وعدم اتباع الحق مرفوض بتاتا وكليا.
كما ونهى شرعنا الإسلامي الحنيف ، عن كل اجتماع تحت اي شعار معين عليه غير الإسلام ، فيعقد عليه الولاء والبراء والحب والبغض والتعاون والتنافر والسلم والحرب. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم، فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ فقال: وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله ) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني. كما وروي في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام : ” إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً : فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا. ويكره لكم : قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال “.
” اللهم يا ذا الجلال والإكرام أمنا في أوطاننا، ووحد كلمة المسلمين تحت راية التوحيد ،راية لا إله إلا الله .”