سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل مخالفاتها الجسيمة وانتهاكها لقواعد القانون الانساني الدولي في كافة الاراضي الفلسطينية، خلال شهر حزيران.
أصدر مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لدائرة العمل والتخطيط في منظمة التحرير، ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل مخالفاتها الجسيمة وانتهاكها لقواعد القانون الانساني الدولي في كافة الاراضي الفلسطينية، خلال شهر حزيران.
وفيما يلي أهم ما جاء في التقرير الشهري حول أبرز الانتهاكات الاسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني خلال شهر حزيران:
الشهداء
ارتقى ثلاثة شهداء في مدينة القدس وقطاع غزة على أيدي سلطات الاحتلال خلال شهر حزيران 2019، شهيدين في مدينة القدس المحتلة، وشهيد في قطاع غزة، وتحتجز سلطات الاحتلال في ثلاجاتها جثامين (43) شهيدا منذ تشرين الثاني 2015 في مخالفة صارخه للقانون الانساني الدولي.
الجرحى والمعتقلين
في الوقت الذي دخل فيه 11 اسيرا اضرابا مفتوحا عن الطعام بسبب سياسة الاعتقال الاداري غير القانوني، اعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر حزيران الماضي نحو (420) مواطنا في كل من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، ويعيش الاسرى الفلسطينيين الذي يبلغ عددهم نحو (5700) أسيرا بينهم (220) طفلا و(43) سيدة ظروفا معيشية صعبة داخل سجون الاحتلال لحرمانهم من أبسط حقوقهم المشروعة التي نص عليها القانون الدولي.
فيما قام جيش الاحتلال باصابة نحو (500) مواطنا فلسطينيا في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، ومن بين المصابين (395) مواطنا أصيبوا برصاص الاحتلال في قطاع غزة خلال مشاركتهم في مسيرات العودة السلمية، إضافة إلى إصابة وجرح (105) مواطنين في الضفة الغربية والقدس خلال المشاركة في المسيرات ضد ممارسات الاحتلال العنصرية، ومن بين المصابين (9) مسعفين وصحفي واحد، كما أصيب عشرات المواطنين بالغاز السام المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الاحتلال في كل من كفر قدوم ونعلين وبلعين ورأس كركر غربي رام الله.
الاستيطان ومصادرة الاراضي
صادقت محكمة الاحتلال المركزية في مدينة القدس على شرعنة وحدات استيطانية بنيت بلا تراخيص في الضفة الغربية، وذلك عبر آلية جديدة تتيح الاستيلاء على أراضي فلسطينية بملكية خاصة بنيت عليها وحدات استيطانية في السابق الأمر الذي سيؤدي الى منح تراخيص لنحو (2000) وحدة استيطانية بنيت بلا تراخيص وتخضع لنزاع قانوني تحت الية ما يعرف بـ”بنظام السوق”.
وأعلنت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في مدينة القدس عن ايداع خارطة هيكلية تتضمن بناء (290) وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة “جيلو” الواقعة جنوب مدينة القدس، فيما تم ايداع خارطة تتضمن بناء (112) وحدة استيطانية في مستوطنة “نيفي يعقوب”، وذكر مكتب الاحصاء المركزي الاسرائيلي أن ارتفاعا طرأ على بدايات البناء في المستوطنات بلغ 42% خلال الـ(12) شهرا الأخيرة، كما تم التقدم بمخطط إلى بلدية الاحتلال في القدس من أجل إقامة مركز مؤتمرات بقيمة (140) مليون شيقل في المنطقة الصناعية “ميشور ادوميم” شرقي القدس على مساحة (30) ألف متر مربع وتضم المنطقة نحو (330) مصنعا، وقد بدأت سلطات الاحتلال بإقامة بنية تحتية وتوسيع للشوارع في المنطقة المذكورة بقيمة مليار شيقل.
وضمن خطط الاحتلال الرامية الى تقطيع اوصال الضفة الغربية والقدس تم الكشف عن خطط لشق شوارع وخطوط قطارات لربط مستوطنة “جيلو” القائمة على أراضي بيت جالا جنوب مدينة القدس بأحياء مدينة القدس مرورا بجبل المكبر والعيسوية، وصولا الى منطقة مطار قلنديا وعطروت، كما أودعت سلطات الاحتلال مخططا استيطانيا بهدف توسعة مستوطنة “براخا” الأمر الذي يقضي بالاستيلاء على (511) دونما من حوض رقم (15) من اراضي قرى بورين وعراق بورين وكفر قليل جنوب مدينة نابلس.
واستولت سلطات الاحتلال على (20) دونما من أراضي دير الحطب وعزموط، لصالح فتح شارع عسكري استيطاني يصل لمستعمرة “ألون موريه” شرق نابلس الأمر الذي سيحرم المواطنين من الوصول لاراضيهم المحيطة به، والتي تقدر مساحتها بنحو 400 دونم، فيما تمت مصادرة (5.5) دونما من اراضي بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس.
وأخطرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، وما يسمى “مسؤول أملاك الحكومة واملاك الغائبين”، بمصادرة ووضع اليد على أراض تقع في بلدتي يطا وبني نعيم جنوب شرق الخليل تبلغ مساحتها حوالي (4800) دونما، ويهدف قرار المصادرة الى توسيع مستوطنة “بني حيفر” المقامة على اراضي المواطنين جنوب شرق بلدة بني نعيم في جنوب الضفة الغربية.
هدم البيوت والمنشأت
هدمت وصادرت سلطات الإحتلال الإسرائيلي خلال حزيران الماضي (90) بيتا ومنشأة في الضفة الغربية والقدس، شملت (31) بيتا، و(59) منشأة، من بينها (5) عمليات هدم ذاتي قام أصحابها بهدمها ذاتيا تجنبا لدفع غرامات مالية باهظه في بلدتي سلوان وصور باهر ومخيم شعفاط، وتركزت عمليات الهدم في محافظات القدس وبيت لحم واريحا والخليل ونابلس والاغوار الشمالية وجنين وطولكرم وسلفيت.
وأخطرت سلطات الاحتلال (101) بيتا ومنشأة بالهدم ووقف البناء، من بينها أخطارات بهدم (16) عمارة سكنية تضم نحو (100) شقة، في حي واد الحمص التابع لبلدة صور باهر جنوب شرق القدس وامهلتهم حتى منتصف شهر تموز لهدمها ذاتيا، وشملت الاخطارات محافظات القدس والخليل وبيت لحم وجنين وسلفيت، بينها أخطار بوقف البناء لمدرسة التحدي (17) في قرية ظهر المالح غربي جنين.
تهويد القدس
أصدرت ما يسمى “محكمة العدل العليا” الإسرائيلية قرارا بإعتبار فندقي البتراء وإمبريال وبيت الاعظمية، والتي تعتبر من أملاك الكنيسة الارثوذكسية سابقا، من حق جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، فيما يعرف بصفقة باب الخليل، وجاء القرار بعد (14 عاما) من المرافعات القانونية بين ممثلي الكنيسة، وجمعية “كوهنيم” لأثبات ملكية هذه العقارات من خلال بيعها بمبلغ (2) مليون دولار، فيما تبلغ قيمتها الفعلية نحو (200) مليون دولار، وتكمن أهمية تلك العقارات بوقوعها على مدخل البلدة القديمة وسط مدينة القدس المحتله، ما يسهل على الاحتلال التحكم في الطريق إلى المسجد الاقصى وأحياء البلدة القديمة، وفي نفس السياق قضت “المحكمة المركزية” في مدينة القدس، بإخلاء ورثة المرحومة مريم أبو زوير، من عقارهم الكائن في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، لصالح “جمعية العاد الاستيطانية”، ويتكون العقار من مبنى ومخزن، وأرض تبلغ مساحتها نصف دونم، فيما طالبت “جمعية العاد” عائلة أبو زوير بدفع مبلغ (400) ألف شيقل بدل إيجار عن السنوات الماضية، وأصدرت ذات المحكمة قرارا بنقل جزء من ملكية بيت ومحال تجارية تعود للمواطن جواد صيام ، لصالح جمعية العاد الاستيطانية، بحجة ملكيتهم له، وشارك سفير الولايات المتحدة في دولة الاحتلال “دافيد فريدمان” في افتتاح “نفق تهويدي” في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، والذي أطلق عليه اسم “طريق الحجاج”. والذي عملت عليه جمعية “العاد الاستيطانية” على حفر النفق أسفل منازل وشوارع ومنشآت الحي على مدار السنوات الماضية، وتقدمه على أنه جزء من مسار الحجاج إلى “الهيكل الثاني” من القرن الأول ميلادي، وتعتبر بداية النفق من عين سلوان باتجاه القصور الأموية.
كما صادقت بلدية الاحتلال على إقامة خط للقطار الخفيف يبدأ من بلدة صور باهر جنوبي مدينة القدس حتى حاجز قلنديا بتكلفة إجمالية تقدر بـ(30) مليون شيقل، وكذلك صادقت أيضا على إطلاق أسماء حاخامات على شوارع في بلدة سلوان.
وفي سياق آخر أبلغت شرطة الاحتلال دائرة الاوقاف الاسلامية بضرورة إزالة كافة المظلات التي تخفف عن المصلين أشعة الشمس والتي ركبت خلال شهر رمضان في ساحة قبة الصخرة المشرفة، وقد تبلغ أيضا بمنع أدخال أي مواد أو عدة للجنة الاعمار إلا بشرط إزالة السجاد من مصلى باب الرحمة، وإعتقلت شرطة الاحتلال مدير الاعمار في المسجد الاقصى بسام الحلاق بحجة محاولة إصلاح (بلاطة واحدة) بدون إذن وموافقة الاحتلال، وأصدرت شرطة الاحتلال قرارا بأبعاد (10) مواطنين عن المسجد الأقصى، فيما أبعد مواطنا واحدا عن البلدة القديمة، وفرض الحبس المنزلي على مواطنين، فيما جدد قرار منع دخول محافظ القدس عدنان غيث للضفة الغربية لمدة (6) أشهر، فيما أفرجت شرطة الاحتلال عن وزير القدس فادي الهدمي، بعد التحقيق معه بحجة المسّ بالسيادة “الإسرائيلية” في مدينة القدس وفق إدعاء شرطة الاحتلال، في أعقاب جولته مع الرئيس التشيلي في المسجد الاقصى، وقد سجل شهر حزيران أقتحام (3385) مستوطن ورجل شرطة ومخابرات وطلاب معاهد تلمودية وموظفي آثار للمسجد الاقصى ، وقد أدوا صلوات تلمودية في باحاته، من بينهم عضوا الكنيست المتطرفين “يهودا غليك وشولي المعلم”، وأضاءت “بلدية الاحتلال”، سور القدس التاريخي برسومات وايحاءات تلمودية استفزازية مزورة، تزامنا مع بدء ما يسمى “مهرجان الأنوار” العبري، وأقتحمت قوات الاحتلال مدرسة دار الايتام الإسلامية داخل البلدة القديمة ومنعت من أقامة مهرجان الشعر برعاية اتحاد الكتاب الفلسطينين بحجة تنظيمه من قبل جهات رسمية فلسطينية.
اعتداءات المستوطنين
نفذت عصابات المستوطنين خلال شهر حزيران الماضي (75) اعتداء بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، أسفرت عن أصابة (4) مواطنين، وشملت إعتداءات المستوطنين أقتلاع وتدمير وحرق (1100) شجرة من أراضي المواطنين في قرية برقه وبيتين شرقي رام الله، وقرية جالود جنوبي نابلس، وخربة بيرين في مسافر يطا جنوبي الخليل، والاعتداء على (55) سيارة بأعطاب إطاراتها وتدمير زجاجها، وكذلك تنفيذ عملية دهس واحدة.
وفي مدينة الخليل كُشف النقاب عن إقامة بؤرة إستيطانية تتكون من وحدتين سكنيتين خلف سوق الذهب في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، فيما أستولت عصابات المستوطنين على محل تجاري تعود ملكيته لوزارة الأوقاف، وفي قرية كيسان جنوبي محافظة بيت لحم جرفت عصابات المستوطنين نحو (660) دونما من إراضي المواطنين بغية أقامة محطة طاقة تعمل بالطاقة الشمسية، وشرعت آليات المستوطنين بتجريف نحو (300) دونما في خلة النحله جنوبي مدينة بيت لحم، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية تدعى “جفعات أيتام”، وسيطرت قطعان المستوطنين على أرض تبلغ مساحتها (9) دونمات من إراضي المواطنين في بلدة الخضر جنوبي بيت لحم ، بهدف تحويلها إلى متنزه، وسيجت كذلك قطعة أرض تابعه للمواطنين في قرية ظهر المالح غربي محافظة جنين تمهيدأً للسيطرة عليها .
وفي الاغوار الشمالية واصلت عصابات المستوطنين رعي أبقارهم والتجول في إراضي المواطنين في منطقتي حمامات المالح وواد الفاو وسمره، وعرضت سلطات الاحتلال ماتمت مصادرته من مدرسة التحدي (10) الكائنه في خربة أبزيق للبيع بالمزاد العلني، وفي سياق منفصل قامت قوات الاحتلال بإجراء تدريبات عسكرية بين منازل المواطنين في قرية العقبة .
تجريف اراضي واقتلاع اشجار
قامت سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين بتجريف مساحات واسعة طالت مئات الدونمات من اراضي المواطنين في الضفة الغربية بهدف توسيع المجال الحيوي للمستوطنات وشق شوارع استيطانية حيث طالت كل من بلدات قريوت وعقربا وعوريف وبورين ومأدما وعصيرة القبلية جنوب نابلس، إضافة الى بلدات سنجل وكفر عقب في رام الله وقرية واد رحال جنوب بيت لحم، إضافة الى اعمال تجريف في بلدة السموع بالخليل وارضٍ تابعة لمحافظة سلفيت بالقرب من مستوطنة ” ارئيل ” ،كما اقتلعت سلطات الاحتلال اكثر من (200) شجرة زيتون في منطقة ام كبيش شرق بلدة طمون التابعة لمحافظة طوباس ، كما واخطرت حكومة الاحتلال على تقطيع الاف اشجار الزيتون الواقعة بين المدخل الغربي لبلدة تقوع ومدخل قرية المنية جنوب بيت لحم وذلك على امتداد (1600)م وبعرض (50)م الامر الذي يؤدي الى اقتلاع نحو 2000 شجرة.
الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة
تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال شهر حزيران الماضي ، وأسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد المسعف محمد الجديلي (36 عاما)، متأثرا بإصابته خلال ممارسة عمله الانساني خلال المواجهات على الحدود الشرقية ضمن فعاليات مسيرات العودة، وأصيب (395) مواطناً بجراح مختلفة، وشملت الاعتداءات (73) عملية أطلاق نار بري شرق القطاع، وشن (12) غارة جوية، و(4) عمليات قصف مدفعي، و(6) عمليات توغل بري، و(39)عملية أطلاق نار تجاه مراكب الصياديين، أسفرت عن أصابة صياد واحد، وأعتقال ثلاثة آخرين، وتدمير مركب صيد واحد، فيما أعتقلت قوات الاحتلال (11) مواطنا على الحدود الشرقية لمحافظات القطاع، من بينهم تاجر اعتقل على حاجز بيت حانون.