في عام 1952 تغيرت معالم الحكم في مصر من النظام الملكي الى اعلان قيام جمهورية مصر العربية , هذ الاعلان الذي نشأ عقب انقلاب عسكري ابيض اطاح بالملكية دون اراقة الدماء على يد مجموعة من الضباط الوطنيين المصريين الذين ضاقوا ذرعا بالاوضاع القائمة في البلاد من تسلط الحاكم وفساد المسؤولين وضعف الجيش والتبعية للغرب والاستعمار، وخصوصا ضياع فلسطين وهزيمة حرب 1948 التي بدا واضح من خلالها كم الفساد المنتشر في قيادات الجيش المصري وضعف اداؤه، هنا قامت مجموعة من الضباط الوطنيين بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر بخلق تنظيم ” الضباط الاحرار ” والذي تمرد لاحقا واخد على عاتقه مهمة تطهير الجيش وتخليص جموع الشعب العربي المصري من براثن الفساد والمفسدين .
احداث ثورة يوليو التي جرت تحديدا في يوم 23 يوليو 1952 حيث قام ” الضباط الاحرار ” بالانقلاب العسكري واجبار الملك على التنازل عن عرشه لصالح ولي عهده ومغادرة البلاد , ونجحت ” حركة الجيش ” بالسيطرة على الامور والمرافق الحيوية في البلاد وضبط الامن , وتشكيل مجلس وصابة على العرش و إدارة الامور من خلال مجلس قيادة الثورة الذي تشكل من 13 ضابطا برئاسة اللواء محمد نجيب كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار الى أن الغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953
” حركة الجيش ” او ما سميت لاحقا ب ” ثورة 23 يوليو ” قامت على ست أسس و مبادئ كانت ركائز السياسة الثورية وهي القضاء على النظام الاقطاعي , التخلص من الاستعمار، القضاء على سيطرة رأس المال في الحكم، اقامة حياة ديمقراطية وعصرية , اقامة جيش وطني قوي لا يخضع لاملاءات الدول الغربية , تحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية .
ما لبثت قيادة الضباط الاحرار باعلان انقلابها عبر البيان الذي اذاعه الراحل ” أنور السادات ” حتى نالت الحركة تأييدا شعبيا واسعا، حيث خرجت جموع المصريين الى الشوارع مؤيدة وداعمة للجيش المصرية وثورته العظيمة، من هنا نالت تلك الحركة الوطنية والقومية شرعيتها التي اكتسبتها من التأييد الشعبي لتحقيق انجازاتها ونيل قيادتها لون الثورية وشرفها العظيم .
كان أول خطاب للرئيس الراحل محمد نجيب -الذى تولى الرئاسة فى الفترة من 18 يونيو 1953 حتى 14 نوفمبر 1954- في القصر الجمهورى بعد إعلان الجمهورية المصرية وإلغاء الملكية، في 19 يونيو من العام نفسه.
كان ذلك بمشاركة أعضاء حركة الضباط الأحرار، والجيش حيث أدى كل منهم اليمين لرئيس الجمهورية برئاسة اللواء عبد الحكيم عامر، والزعيم جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسن إبراهيم، وحسين الشافعى، وجمال سالم، وزكريا محى الدين، وصلاح سالم، وأدوا جميعًا السلام الوطني، وكان ذلك فى يوم 24 يونيو 1953.
وحركة الضباط الأحرار المصريين، هى حركة تغيير سلمية قادها ضباط الجيش المصرى بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى منتصف ليلة 23 يوليو 1952م، حيث نجح الأميرالاي يوسف منصور صديق في الاستيلاء على مبنى هيئة أركان الجيش والقبض على من فيه من قيادات، ومن ثم أعلن قيام الجيش بحركة لصالح الوطن في بيان كتبه جمال حماد، وقرأه أنور السادات بالإذاعة المصرية، ليغني العندليب عبد الحليم حافظ بعد ذلك للثورة واصفًا قيادتها بـ “الجدعان”: “بقى بالبلدي إحنا يا جدعان.. ثورتنا ثورة جدعان”.
وفي اليوم نفسه استقالت وزارة أحمد نجيب الهلالي وخلفتها وزارة يرأسها علي ماهر باشا، وفي 24 يوليو وافق الملك فاروق على رغبات الجيش، وفي 26 يوليو طالب الجيش الملك بالنزول عن العرش، ما دفع الملك فاروق للذهاب إلى إيطاليا بعد كتابة وثيقة تنازله عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد الثاني، وبناء عليه ألف مجلس الوصاية.. ثم ألغى حينما أصدر مجلس قيادة الثورة فى 18 يونيو 1953 بيانًا بإعلان الجمهورية وإلغاء النظام الملكى في مصر.