لا بد لنا من انتخاب قيادات جديدة – بقلم: ناضل حسنين
على اعضاء “المتابعة” اعلان انسحابهم من اللجنة وتشكيل مجلس تأسيسي ينظم انتخابات جماهيرية حرة للجنة “متابعة” جديدة تكون ممثلنا الاعلى والوحيد
آن لنا، نحن العرب في هذه البلاد، ان نتوقف قليلا لنراجع انفسنا بكل جرأة ونزاهة ولنستخلص العبر من اخطاء ارتكبناها على مدار عقود من السنين لكي نحاول تدارك الأمر رغم كل هذا التأخير.
لم يعد من الممكن مواصلة المسيرة بذات النهج العقيم الى أجل غير مسمى، لأن النتائج الكارثية التي بلغناها من خلال هذا النهج حتى الآن، آخذة، شيئا فشيئا، بالقضاء على وجودنا وتطلعاتنا على ارضنا في بلادنا وينبغي البحث عن بدائل فورية، نزولا عن الواجب القومي والوطني وحتى المدني.
اين اختفت وثيقة “التصور المستقبلي للعرب الفلسطينيين في اسرائيل” التي اصدرتها لجنة المتابعة عام 2007 والتي استبشرنا بها خيرا؟ لماذا لم ندفع بهذه الرؤيا قدما لتحقيق اهدافها ؟ فقد كانت تحمل في طياتها شيئا من التغيير.
المسؤولية الجماهيرية تطالبنا بالانتقال الفوري من مرحلة التمني الى مرحلة التطبيق الميداني لفكرة خلق قيادة جماهيرية على نحو مختلف عن المتبع لغاية اليوم بعد ان ثبت للجميع عقمها.
وبالرغم من كل المطبات والمصاعب التي قد تحاول عرقلتنا، إلا ان واجبنا الوطني ينادينا الى انتخاب هيئة عليا تمثلنا نحن ابناء المجتمع العربي في اسرائيل، هيئة تكون اقرب الى صيغة البرلمان العربي المحلي ولا مانع ان تكون “لجنة المتابعة” شرط ان تكون منتخبة جماهيريا بعد التفاهم على دستور لها يشمل طريقة عملها وعدد اعضائها ولجانها وكافة مهامها.
من أين نبدأ وكيف نبدأ، هذا سؤال مطروح للتفكير امام كل من تهمه المصلحة الجماهيرية قبل المصلحة الفئوية او المصلحة الشخصية. تستطيع لجنة “المتابعة” بتركبيتها الحالية ان تتولى مهمة المجلس التأسيسي الانتقالي الذي يعد لانتخابات عضوية “المتابعة”، ودستور مرحلي الى ان يتولى الاعضاء المنتخبون مهامهم في اللجنة المنتخبة فيتفقون على اسس عمل اللجنة وصلاحياتها، اي ما يشبه الدستور.
في الانتخابات لعضوية “المتابعة” تشارك الاحزاب والجمعيات والمستقلون على حد سواء في قوائم انتخابية وليحصل كل من يستطيع اقناع الناخبين، على نتائج تتناسق وشعبيته وقناعة الناس بمشروعه.
تنبثق عن لجنة “المتابعة” المنتخبة لجان تتشكل من اعضائها تعنى بشتى المجالات في مجتمعنا مثل الثقافة والتعليم والبناء والزراعة وكل ما هو مشترك للمواطنين العرب، أي ما يشبه الوزارات.
لجنة “المتابعة” تفرز عبر الانتخاب مرشحينا للقائمة “المشتركة” الذين سيمثلوننا في الكنيست. ويمكن انتخاب هؤلاء المرشحين ليس فقط من بين اعضاء “المتابعة” بل من خارجها كذلك، ولكن من الضروري ان يكونوا منتخبين فقط كنتيجة لتصويت اعضاء “المتابعة” عليهم.
علينا البدء بهذا المشروع في اسرع وقت ليمكننا من استبدال الصيغة الحالية للقيادة العربية في البلاد لتمر عبر صناديق الاقتراع بعيدا عن الهيمنة الحزبية الحالية المتمسكة بزمام القيادة والتي تحتكر لنفسها صولجان المسيرة السياسية للجماهير العربية.
لماذا لا يبادر اعضاء “المتابعة” يتقدمهم رئيسها السيد محمد بركة، منذ الآن، الى اعلان الانسحاب من اللجنة لأنهم غير منتخبين وليسوا معينين من جهة مخولة، والانخراط في المجلس التأسيسي المرحلي الذي يعمل على تنظيم الانتخابات للجنة “المتابعة” ؟
لجنة “المتابعة” المنتخبة ستستمد شرعيتها التي لا غبار عليها من أصوات الجماهير العريضة، وستكون الممثل الاعلى للجماهير العربية في البلاد وهي المخولة الوحيدة بالتفاوض باسمنا مع السلطات الرسمية في البلاد حول كل ما يتعلق بالشؤون الوطنية والقومية. لأنها شؤون لا يمكن العبث بها بأدوات الديمقراطية الشكلية في الكنيست.
أما “المشتركة” القابعة تحت استبداد الاغلبية القومية في الكنيست والتي تتعرض للعنصرية بآليات “ديمقراطية”، فعليها تركيز جل نشاط نوابنا على حقوقنا ومستحقاتنا المدنية التي تقبل المناورة مع احزاب اخرى سعيا لتحقيقها.
هذه هي الخطوط العريضة لفكرة قابلة للنقاش والتعديل والتبديل، ولكنها غير قابلة للإهمال، إذ أنها مطلب جماهيري في جوهرها وغايتها، ألا وهو البحث عن صورة جديدة لقيادة تتولى الدفاع عن مصالحنا الجماهيرية بنجاعة.
لقد نفّرت القيادة الحالية بأساليبها وتوجهاتها، غالبية الجماهير العربية وابعدتها عن ساحة النضال بعد ان نفدت ثقة الجمهور بها، لدرجة باتت القيادة الحالية عاجزة عن حشد اكثر من 100 متظاهر لأي احتجاج مهما كانت اهميته، وذلك من أصل مليون ونصف المليون مواطن عربي يتعرضون هنا للغبن السياسي الجماعي.
وإذا استثنينا النشطاء الحزبيين، فإن ما ورد اعلاه لخير مؤشر على ان الجماهير العربية لا تسير خلف القيادة، وإن من يسير خلفها هو بقايا النخبة التي تقوى على تجاوز كل اخفاقات القيادة ومواصلة المسيرة لعدم وجود قيادة بديلة. ومن يقول غير ذلك انما يتحدث من منطلق حزبي يسعى الى الحفاظ على الوضع القائم ولن يتردد في مواصلة تقديم المصلحة الجماهيرية قربانا عند مذبح مصلحة حزبه.
هذا الكلام حبر على ورق لان “الجماهيرية” ونداءاتها وواجباتها التي تتحدث عنها اعتدناها فقط في الشعارات..
ولو فرضنا أن امنيتك ستتحقق بخطوتها الأولى فإنها ستتعثر في أول مطب لها، ألا وهو وضع الدستور. حينها سينحصر النقاش حول مبادئه ال “لا دينية” الني سيتغنى فيها من همهم الأول والأخير هي، ولو ادعوا زورا غير ذلك، فغالبيتهم منشوراتهم اليومية تدل على ذلك ولو حاولوا تغطيتها بشعارات “وطنية” من نواحي أخرى ومنهم أنت بعينك … وستدور رحى المعركة بين مؤيد ومعارض وستنتهي المعركة بلا نتيجة ترضي هذا أو ذاك… وهذا بالضبط ما يسعد له ساسة دولة الإحتلال وما يسعون له دائما بكل ما أوتوا من قوة .
حالتك ذكرها كاتب المقال في الفقرة الاخيرة:
“من يتحدث من منطلق حزبي يسعى الى الحفاظ على الوضع القائم ولن يتردد في مواصلة تقديم المصلحة الجماهيرية قربانا عند مذبح مصلحة حزبه” – وانت حركة اسلامية
فاهمين الحكي
يا ريت محمد برَشِهِ يفهمها