العيد فرحة ينتظرها جميع المسلمين في الداخل الفلسطيني، ويعد فرصة للتعاون والتآخي والتراحم والفرحة بين الأحباب والأقرباء والجيران، إلا أن مسلسل الدم، حول هذا الفرح إلى حزن، وإلى موعد لإرتكاب أفظع جرائم القتل، فقد شهدت الأيام القليلة الماضية في عيد الأضحى المبارك وقوع 4 جرائم، منها جريمتين في نفس اليوم ونفس البلد ونفس العائلة، هزت الرأي العام، لتعلن الإنسانية الحداد على غياب الضمير، الدين، والقانون!
منذ بداية العام 2019، حصد مسلسل الجريمة والعنف الذي يعصف في الداخل الفلسطيني، ويواصل بإرتفاعه، 51 ضحية، من بينهم 8 سيدات، قتلوا في جرائم مختلفة، في حين أُصيب العشرات بجروح يخلتف مداها، بين الخطيرة والمتوسطة، جراء جرائم إطلاق الرصاص والطعن.
وتشهد البلدات العربية عموما، يوميا أحداث عنف، تتمثل بجرائم إطلاق نار عشوائي، إطلاق نار في الافراح، حرق مركبات لأشخاص نتيجة شجار او خصام، كذلك إطلاق نار يسجل دون وقوع اصابات، شجارات مختلفة، وحالات طعن على خلافات تختلف خلفياتها.
وترتكب الجرائم بدوافع بسيطة، وكنتيجة لشجارات عائلية او خلافات مالية سرعان ما تتسع وتتحول الى جرائم، هذا الى جانب نوع آخر يتعلق بالجرائم المنظمة المتعلقة بتجارة السلاح والمخدرات وجرائم المال.
كذلك، من اسباب تفشي الجريمة، انتشار الفقر الذي يعانيه المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، حيث يعيش 60% من السكان العرب تحت مستوى الفقر!، إضافة إلى غياب ضوابط التربية، في ظل انشغال أرباب وربات الأسر في العمل لسد إحتياجات الأسرة!.
نزيف الدم لا يعرف ايام الحرم!
على مدار أيام العيد الأربعة، شهد الداخل الفلسطيني، جرائم قتل بشعة، ناهيك عن جرائم العنف والشجارات بأشكال مختلفة، أبرزها خلال الاستجمام في عطلة العيد، في الأماكن العامة، والملاهي والشواطئ، والمتنزهات، وغيرها، أصيب واعتقل فيها العشرات وأحدثت أضرارا جسيمة وخسائر مادية فادحة بالممتلكات والسيارات.
دق مواطنو الداخل ناقوس الخطر على خلفية تسجيل أربع جرائم قتل في أيام عيد الأضحى المبارك، في شهر الحرم ذو الحجة، الذي يحرم فيه القتال، وتغلظ فيه الآثام.
فقد قتل الشاب حسين محاميد (19 عامًا) من عرب العرامشة، طعنا في ثاني أيام عيد الأضحى، خلال شجار في قرية كفر ياسيف، فيما قتل ثالث أيام العيد، المربي عبد الرحمن الجاروشي (39 عاما) من الطيبة الزعبية، اثر تعرضه لجريمة إطلاق نار، وفجر يوم امس قتل الشاب معتز عطية الشمالي (20 عاماَ)، بعد أن تعرض للرصاص في حديقة عامة، وبعيد ساعات من مقتله، وخلال مراسم تشييع جثمانه، قتل ابن عمه الشاب سعيد الشمالي (23 عاما) رميا بالرصاص.
ثلاث جرائم في الشهل الفضيل!
فى أعظم شهور العام، فيه تفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النار، وتقيد الشياطين، غير أن شياطين الإنس لم تراع حرمة شهر رمضان المعظم، والذي يُعد فرصة لنشر المحبة والتسامح بين البشر وبعضهم البعض، فقد وقعت في شهر رمضان الفائت، 3 جرائم قتل بشعة، قضى فيها، 3 ضحايا، وهم: توفيق زهر من الناصرة، ووسام ياسين من طمرة، وأحمد ضراغمة من باقة الغربية.
ووفقا للمعطيات، فإن معدلات الجريمة في حالة تزايد غير مسبوقة، في حين لا يقوى المواطن على مجابهة هذا الشبح الذي يهدد امنه وسلامته، في ظل حالة الانفلات الحاصلة نتيجة عدم قيام الشرطة بواجبها، وعدم ملاحقتها لحملة السلاح، وإخفاقها في القبض على جناة ضالعين في جرائم سابقة.
إنتهاك حرامات المساجد!
ولم يسلم الخارجون من المساجد، من إغتيالات، إذ سجل العام 2019 أكثر من حالة، لإنتهاك حرامات المساجد، وتنفيذ عمليات قتل على ابوابها وفي باحاتها، على غرار المغدور عبد السلام بروخ جابر من مدينة الطيبة، الذي قتل رميا بالرصاص لدى خروجه من أداء الصلاة في مسجد “العلم والإيمان” في المدينة، كما وقتل الشاب هيثم ابريق من قرية أبو سنان، وأصيب والده، في القرب من أحد المساجد في القرية، فيما قتل في العام 2018 الأمام الشيخ محمد سعادة (45 عاما) أمام مسجد التوحيد في مدينة أم الفحم، رميا بالرصاص، حيث تعرض لجريمة إطلاق نار بعيد خروجه من المسجد من قبل مجهولين.
يشار إلى أن العام الماضي 2018، قضى 76 مواطنا عربيا في جرائم قتل مختلفة بينهم 14 سيدة.