اهمال حتى الموت – بقلم: العقيد لؤي ارزيقات
كتب الناطق الاعلامي باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات
طفل يغرق في مسبح أو برميل ماء فيلقى حتفه، وطفل يُدهس بمركبة اهله الذين يستعجلون امورهم وسفرهم دون انتباه، وثالث يسقط من علو؛ لأننا لم ننتبه له، وآخر تُغلق ابواب المركبة وهو بداخلها تحت اشعة الشمس؛ خوفا من ازعاجه لنا اثناء تسوقنا فيموت داخلها. نتحدث عن الموت هادم اللذات، المصير المحتوم والمحقق …لكنه بحق من؟! إنه بحق الأطفال وبراءتهم وطفولتهم وعفويتهم وانصياعهم الطفولي الفطري.نبكيهم أياما قليلة بعد وفاتهم وننسى فقدانهم لانشغالنا بهموم الحياة…. ننسى نظراتهم الجميله الممزوجة برسائلهم التي تقول لنا نحب الحياة كما نحبكم… نتشبث بها كما تتشبثون بها ونطمح للنجاح فيها كما تسعون انتم …اننا نحبكم فارشدونا وعلمونا كيف نتصرف . اننا اطفالكم نكره الموت ولا نرغب به ونحب الحياة ، احمونا من انفسنا ولا تسمحوا لنا بقتل انسفنا ولا بقتل طفولتنا وبرائتها . فنحن ابناؤكم سندكم فلذات اكبادكم ، لكننا صغار والحياة لم تكسبنا بعد القدرة على تمييز ما هو خطر على حياتنا وما زلنا نجهل تصرفاتنا ولم نعرف الحياة على حقيقتها . هم يموتون فنبكيهم وننسى صرخاتهم المزعجه بلطف وود وحب ووئام … صرخاتهم وتصرفاتهم الطفولية نحبها ونحب سماعها منهم … يرحلون وترحل معهم ضحكاتهم وابتساماتهم المرسومة على شفاههم …يموتون ونتمنى حينها لو كنا نحن الاموات .
نعاتب انفسنا ونحن قد نكون سببا لموتهم ..كما كنا سببا لسعادتهم التي لم تدم طويلا ورغم ان السبب الاول “الموت” سيكون الاكثر ايلاما لنا.فالسعادة شيٌ مؤقت، لكن الموت ابدي .. ذهبوا ولن يعودوا وليتهم يعودوا لنحافظ عليهم ولنرافقهم دون مفارقة لكنه امر مستحيل … سنُفرحهم وننزههم ونسعدهم ونشتري لهم كل ما يطلبون ولكن .!! أنّا يعودوا لانهم رحلوا بلا عودة .. ناموا بلا استيقاظ … قُتلوا بلا قتل … جرحوا دون جرح … ينزفون بلا دم…يتنفسون بلا هواء .. ماتوا ولكن موتهم لا يشبه الموت لانهم احياء… قُتلوا ولكنهم لا يشبهو القتلى لانهم الابرياء فموتهم ليس موتا. وقتلهم ليس قتلا. وغرقهم ليس غرقا .وخنقهم ليس خنقا فالله وعد بان يكونوا طيور الجنة رحلوا وتركونا نبكي ونتحسر عليهم لكن ذاكرتنا حبلى بالمشاغل فننسى وننسى … نقتلهم بايدينا وافعالنا بدون قصد ولكن بسبب اهمالنا وعدم انتباهنا فكلنا نحب اطفالنا ولا نحب موتهم ونؤمن بان الاقدار والاعمار بيد الله جل جلاله ولكنه دعانا لناخذ بالاسباب ..نبكيهم بقلوبنا وعيوننا بكاءا شديدا ونحترق عليهم الما و حزنا عميقا ولكنا ننساهم بسرعه . بلمح البصر نقتل بشر ولكن اي بشر.