إلى متى الغفلة!
بقلم : الشيخ وسام مصاروة- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الصادق المصدوق محمد عليه الصلاة والسلام الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها من نعمة والصلاة والسلام على سيد الانام محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، الاسلام دين الحق فهو الحق المبين الذي لا غبار عليه والموصل للجنة ونعيمها ، أما بعد:
فما من عبد إلا وله ذنوب وعيوب، قلَّت أو كثرت، دقَّت أو جلَّت، وهي سبب العقاب في الدنيا والعذاب في الآخرة، ولو أن الله تبارك وتعالى يؤاخذ العبد بكل ذنوبه لأخذه بها، ولما ترك على وجه الأرض من يدبُّ عليها أو يدرج فيها.
قال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ} [النحل من الآية:61].
ولكنه من رحمته بخلقه يعاقبهم ببعض ذنوبهم، ليتوبوا إليه، وينطرحوا نادمين خاضعين بين يديه، فقد عرَّفهم ضعفهم، وبين لهم فقرهم، وألمح لهم عن بعض
قوته وقدرته، فمن له طاقة بقوة الله، أو قدرة لاحتمال بطش الله؟!
قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة:21].
فسبحانه من إله!
عقوبته لهم رحمةً منه بهم! فلعلَّهم يرجعون ويتوبون وينيبون، ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
ولذلك فالمؤمن يقظ الإحساس، حيّ القلب، متوقد الشعور، يطيع الله تعالى وهو من عذابه خائف، ومن رد عمله عليه مشفق.
مع علم الناس بحقيقة لقاء الله عز وجل إلا ان اكثرهم بعيدون عن طريق الاستقامه وطريق الحق وهو واضح وجلي طريق المصطفى عليه الصلاة والسلام ، الناس في غفلة وتهاون والتلهف في الدنيا ونعيمها ونسيان الاخرة وحسابها انما هي الغفلة عن الموت وكفى بالموت واعظة.
إلى متى الغفلة إلى متى الضيق الى متى الانشغال بالدنيا وهمومها إلى متى الغفلة عن الآخرة وعن الموت ، الناس في ضيق الدنيا وانشغالهم بها وقسوة القلوب لبعدهم عن دينهم وعن عقيدتهم وانفراج الهم لهو الامر البسيط اليسير قال الله تعالى ًومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً فالهم والغم والحزن انما هو بما كسبت ايدي الناس وانشغال القلوب بملذات الدنيا.
إن ديننا الحنيف فيه الشفاء من كل داء وفيه النور والهداية والخروج من الظلمات الى نور الحياة والسعادة فيها فيا شباب المسلمين اتقوا الله حق تقاته وتقربوا الى دين الله واعلموا ان الهموم والغموم هي بما كسبت ايدينا وان السعادة والبهجة والانفراج انما هو باتباع رسول الله والانقياد بالطاعة العمياء، ورحم الله الإمام مالكا يوم قال: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، اللهم اجعلنا من المتقين.