أستطيع أن أفهم الغضب والبلبلة والاستياء بين قسم من جمهورنا العربي الفلسطيني في البلاد بما يخص موضوع التصويت للانتخابات للكنيست يوم الثلاثاء القادم.
ولكن من المهم أن يعي ويدرك جمهورنا من الناخبين بأن المواقف اليمينية والمتطرفة وغير الديموقراطية للأغلبية في البلاد من جهة، والضعف الرهيب لقوى اليسار اليهودي رغم أنها ما زالت متمسكة بالقواعد الديموقراطية والمساواة الحقيقية من جهة أخرى، تضع الجماهير العربية، التي تناضل من أجل حقوقها العادلة والمساواة التامة منذ قيام الدولة، في موقف حرج ومربك للغاية! من المهم أن نعي أن الوضع أصبح صعبا، فهو يشير بوضوح بأننا أصبحنا في خطر حقيقي وفي حالة تدهور سريع نحو أوضاع رهيبة من العنصرية والتطرف اليميني تجاهنا، تهدد كياننا وكيان كل مواطن يريد أن يعيش حرا في هذه البلاد. أنا لا أبالغ في تعبيري عن هذه المخاوف لوضعية مجتمعنا العربي في هذه البلاد، لأن هذا التطرف اليميني والعنصرية المتفشية ستكون مقدمة لما سيحدث لو فازت حكومة اليمين-الحريدين- والمستوطنين المتطرفة في الانتخابات القادمة. ولنا دائما في التاريخ عبرة، ففي كل دولة ديموقراطية اتجهت نحو دكتاتورية فاشية، قسم كبير من سكانها الديموقراطيين لم يؤمنوا بأن أوضاعهم ستتغير بسبب سيطرة اليمين وكانوا مقتنعين بأن تأثير المد الفاشي المتطرف لن يطالهم ويؤثر على حياتهم ومصيرهم….. ولكن في النهاية ذاقوا المر والتعاسة من ويلاته.
وعلى هذا، من المهم أن يعي جمهورنا بأهمية التصويت والخروج بالألاف إلى صناديق الاقتراع، ومن المهم أن يعوا ويدركوا بأننا في حالة طوارئ حقيقية وأنه حان الوقت أن نتعالى
عن كل الغضب والانتقادات والمحاسبات بحق ممثلينا وأحزابنا العربية وأن نضع كل هذه الإشكاليات جانبا ونؤكد وبشدة على اهتمامنا بخروجنا إلى التصويت والتأثير على الخارطة السياسية وبالتالي وقف الخطر المحدق بنا. تمثيل كبير لممثلينا يضمن شل خطط اليمين المتطرف وأنا على يقين أنه سيضمن أيضا هذه المرة الاهتمام بمشاكلنا العالقة في جميع مناحي الحياة. التصويت هذه المرة هو واجب الساعة. خروجنا إلى صناديق الاقتراع يعني المحافظة على وجودنا. خروجنا بقوة إلى التصويت يعني إخراس اليمين المتطرف والعنصري ولجمه. تصويت بنسبة عالية يؤكد على وجوب اهتمام ممثلينا بقضايانا ومستقبلنا أكثر وأكثر.