وسط رفض فلسطيني- نتنياهو: “جئنا إلى الخليل من أجل إعلان الإنتصار”
القوى الفلسطينية ترى اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لمدينة الخليل يشكل تصعيدا خطيرا واستفزازا لمشاعر المسلمين، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يقول “جئنا إلى الخليل من أجل إعلان الإنتصار”.
قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: “جئنا إلى الخليل من أجل إعلان الإنتصار”.
وأضاف خلال كلمة له عند اقتحامه للمسجد الابراهيمي؛”لقد اعتقدوا أنهم سيقتلعونا، لكنهم أخطأؤا خطأ مريراً، عدنا إلى الخليل، عدنا إلى الكنس والمدارس الدينية، عدنا إلى الحرم الإبراهيمي.. هذا انتصارنا”.
وتابع نتنياهو “أنا فخور بأن حكومتي صادقت على خطة الحي اليهودي في الخليل، نحن لم نطرد أحد، ولكن لا أحد يطردنا، سنبقى في الخليل للأبد”.
واضاف “نحن نعالج أموراً أخرى في ذات الوقت، مثل كيفية الوصول إلى الحرم الإبراهيمي، واستعادة الحقوق التاريخية على الممتلكات اليهودية.. لسنا هنا من أجل تشريد أحد، ولكن لا أحد يمكنه تشريدنا”.
كما واقتحم رئيس دولة الاحتلال الاسرائيلي “رؤوبين ريفلين” بعد ظهر اليوم، المسجد الإبراهيمي الشريف وسط اجراءات أمنية مشددة، تفرضها قوات الاحتلال في البلدة القديمة، تمهيداً لزيارة رئيس حكومة الاحتلال “نتنياهو”.
اندلاع مواجهات مع الاحتلال وسط الخليل
واندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال على مدخل شارع الشهداء، حيث قام عدد من الشبان برشق الحاجز العسكري المقام على مدخل الشارع بالحجارة، رفضاً لزيارة رئيس دولة ورئيس حكومة الاحتلال للمسجد الابراهيمي وللبلدة القديمة من المدينة.
وذكر عماد ابو شمسية منسق تجمع المدافعين عن حقوق الانسان، ان جنود الاحتلال اقتحموا وسط باب الزاوية وسط اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل كهربائية هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذا النوع من القنابل والتي تصدر اصوات مزعجة.
واضاف بأن مجموعة من تجمع فككوا الجيتو عن الخليل اعتصم امام مدخل شارع الشهداء، حيث قام الجنود بقمعهم بالقوة واجبارهم على ترك المنطقة.
كما اغلق العديد من اصحاب المحال التجارية محالهم، في مناطق باب الزاوية ومدخل شارع الشهداء و شارع واد التفاح في الخليل.
رفض فلسطيني لزيارة نتنياهو الخليل
ومن جانبه،قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لمدينة الخليل يشكل تصعيدا خطيرا واستفزازا لمشاعر المسلمين، ويأتي في سياق استمرار الاعتداءات على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، سواء في مدينة القدس المحتلة أو مدينة خليل الرحمن.
وأضاف أبو ردينة، في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، “نحذر من التداعيات الخطيرة لهذه الزيارة التي يقوم بها نتنياهو لكسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي، وضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف”.
وتابع: “نحمل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها”.
وأكد أبو ردينة ضرورة تدخل المجتمع الدولي، خاصة منظمة “اليونسكو”، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ضد مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها، باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي.
كما ورأت حركة حماس أن زيارة نتنياهو للحرم الإبراهيمي في الخليل تشكل مشهداً “من الصراع يسير فيه قادة الاحتلال نحو تهويد الضفة كأمر واقع”.
الحركة أكدت أن “المقاومة في الضفة وأبناء شعبنا الأبطال لن يسمحوا للمستوطنين العيش بأمان فوق أرضنا”، داعيةً قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية “لمغادرة مربع الكلام الذي تخدر به وعي الجمهور”.
كما دعت الحركة قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية “لوقف الاتفاقيات مع كيان الاحتلال وإطلاق يد المقاومة”.
قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي إن اقتحام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمدينة الخليل لن يغير من الحقيقة شيئا، بأن الخليل بحرمها الإبراهيمي الشريف كاملا، وبلدتها القديمة بكل أزقتها، كانت وستبقى فلسطينية عربية، وأن “زيارة السارق لساحة جريمته دليل على عدوانه السافر”.
وأكد القواسمي في بيان له، اليوم الأربعاء، أن “نتانياهو يسعى لكسب أصوات المتطرفين الذين يسعون لتحويل الصراع إلى ديني، وأن هذا افلاس سياسي وأخلاقي، وإعلان فشل، وأن اقتحامه للخليل وللحرم الإبراهيمي يأتي في سياق محاولاته المسعورة للفوز في الانتخابات، واستخدام الدين كأداة في الدعاية الانتخابية، بعد فشله في تحقيق ذلك بالقوة العسكرية”.
وشدد القواسمي على “أن 52 عاما على احتلال الخليل، وكل عمليات التزوير والكذب في التاريخ، والتضييق على أصحاب الأرض الحقيقيين الكنعانيين الفلسطينيين، وارتكاب المجازر بحق المصلين في الحرم الإبراهيمي وتقسيمه والمدينة وتطبيق نظام “ابارتهايد” والفصل العنصري، كل ذلك لم ولن يغير من وجه الخليل العربية الفلسطينية، وسيبقى الحرم الإبراهيمي كاملا إسلامي خالص رغم كل العدوان”.
القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر قال إن أهالي الخليل يستعدون للتظاهر رفضاً لهذه الزيارة ورفضاً للاستيطان، وتساءل في حديث لـ الميادين “هل ينتظر العرب مذبحة أخرى ليقولوا انهم مع أهل الخليل والفلسطينيين في مواجهة الاحتلال؟”.
من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن نية نيتنياهو اقتحام الحرم الإبراهيمي تندرج في إطار الحملة الانتخابية لكسب أكبر قدر من الجمهور وتأتي في إطار خطوة نيتنياهو وحكومة اليمين المتطرف في تهويد المقدسات الإسلامي والسيطرة على القدس.
ولفتت الجبهة إلى أن ذلك يحتاج لخطوات عملية من القيادة الفلسطينية بسحب الاعتراف باسرائيل ووقف التنسيق الامني وفرض المقاطعة الاقتصادية.
كما أكدت حركة المجاهدين رفض أن “تكون مقدساتنا لعبة في يد نتنياهو للفوز في الانتخابات”.
ورأت لجان المقاومة أن “نية المجرم نتنياهو اقتحام الحرم الابراهيمي وتدنيسه تصعيد خطير واستهتار بمشاعر المسلمين يأتي في اطار المزايدات الانتخابية الصهيونية على حساب الحق الفلسطيني”.
الوزير حسين الشيخ قال بدوره إن زيارة نتنياهو “تحدٍ صارخ للشرعية الدولية، وتكريس لعقلية المحتل الوقح وتأتي ارضاء لجموع المستعمرين المستوطنين قبيل الانتخابات الاسرائيلية”.
إلى ذلك، وصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي اقتحام رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي، رؤبين ريفلين لمدينة الخليل والحرم الابراهيمي فيها بالخطوة الاستفزازية واللاقانونية وتأتي في سياق حملة نتنياهو الانتخابية القائمة على اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني وسرقة هويته ومقدراته وارثه الحضاري والتاريخي والثقافي والديني.
وقالت في بيان لها، اليوم الأربعاء:” يواصل نتنياهو نهجه القائم على ترسيخ الاحتلال العسكري الاستيطاني الاستعماري واثارة النعرات الدينية وتقديم الحصانة والدعم المطلق للمستوطنين المتطرفين لأغراضٍ أيديلوجية توسعية وانتخابية انتهازية وبهدف تبييض الإرهاب الإسرائيلي وتثبيت الرواية الإسرائيلية المزيفة بأن البلدة القديمة من الخليل والسوق القديم هو ملكية لليهود”.
ولفتت عشراوي إلى عملية التطهير العرقي والتهجير القسري والفصل العنصري وجرائم الحرب الممنهجة التي تتعرض لها مدينة الخليل على وجه الخصوص وذلك بشكل يومي ومتصاعد عبر الهجوم المتكرر على المواطنين والتنكيل بهم واستكمال إفراغ البلدة القديمة من سكانها الأصليين وتصعيد الاستيطان بداخلها وتشييد الأسيجة والحواجز الإلكترونية على الطرقات المؤدية إليها، فضلا عن قيامها بعمليات إعدام ميدانية بحق سكّانها، والتعدي على حرمة العبادة فيها ومنع المواطنين من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي الذي قامت بتقسيمه بعد المجزرة التي اقترفها مستوطن متطرف بحق مصلين عزل في العام 1994، وطرد الشهود الدوليين منها بهدف تشويه الحقيقة وإخفائها عن المجتمع الدولي وحماية دولة الاحتلال من المحاسبة والمساءلة.
وأكدت في بيانها أن هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق شعبنا الأعزل تأتي بتواطؤ ودعم مطلق من الإدارة الأمريكية التي أخذت على عاتقها تمكين نتنياهو والمستوطنين المتطرفين وتعزيز سلطتهم الاحلالية العنصرية الشعبوية، مشددة على مدينة الخليل المنكوبة بالاستيطان ستبقى صامدة في وجه هذه الهجمة الممنهجة، مطالبة في هذا السياق المجتمع الدولي وبخاصة محكمة الجنايات الدولية عدم الاستمرار بدور المتفرج واتخاذ خطوات فعلية لمساءلة إسرائيل وإنزال العقوبات عليها.
وبدوره وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، اقتحام رئيس دولة الاحتلال رؤبين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمدينة الخليل المحتلة والحرم الإبراهيمي الشريف، بالاستعراض لعنجهية الاحتلال، والتحدي الأرعن لإرادة المجتمع الدولي.
وأكد الزعنون، في تصريح صحفي، مساء اليوم الأربعاء، أن الذي يشجع نتنياهو وأركان حكومته المتطرفة على استمرار الاحتلال وارتكاب الجرائم ضد شعبنا وأرضه ومقدساته، هو دعم إدارة ترمب من جهة، وصمت المجتمع الدولي المخجل، وعجز مؤسساته من جهة أخرى، عن محاسبة هذه الحكومة الدينية التي تسعى إلى إضفاء الطابع الديني على الصراع، مطالبا بتوفير الحماية الدولية لشعبنا وأرضه ومقدساته.
وقال إن مثل هذه الأعمال الاستفزازية التصعيدية من قبل نتنياهو هي استمرار لمسلسل الإرهاب والقتل والاعتقال والاستيطان واقتحام المسجد الأقصى والمقدسات في القدس، وكسبا لأصوات المستوطنين والمتطرفين في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، مؤكدا أن الخليل مدينة عربية فلسطينية محتلة، شأنها شأن كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.
وحذر الزعنون من أن تلك الأفعال الإجرامية لرأس الحكم في إسرائيل تمهد الطريق للمتطرفين والمستوطنين اليهود، وتشجعهم على ارتكاب المجازر الجديدة بحق الفلسطينيين والمصلين في الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف كما حدث سابقا.