بلاد العرب والمسلمين لا تعاني من ألآم وأوجاع خفيفة بجسدها، فتعالج بالأكمول والمسكنات، ولكنها بالحقيقة تعاني من انتشار الخلايا السرطانية الفتاكة، والتي بحاجة الى أدوية وعلاجات متطورة ، حيث اعداء الله من الإنس والجن يسلطون، سهامهم السامة على عقيدتنا وإيماننا .
كتبه الشيخ أبو عكرمة
لذا اصبحت الصرخة الشريرة المدوية ، لأول قاتل في الارض:”لَأَقْتُلَنَّك”َ ، تتردد وتتكرر كثيرا على ألسنة الرجال والنساء ، والكبار والمراهقين ،رغم انها تحمل بطياتها الشيطنة والتهديد والعنف والإجرام.
لقد حرم إسلامَنا قتل النفس وأُعَدهُّ من أكبر الكبائر العظيمة، يأتي بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى. لأننا نؤمن يقينا أن حق الإنسان التمتَّع بشكل كامل ، بحقُّه بالحياة ،ولا ينظر الى لونه أو دينه أو شعبه او جنسه أو وطنه أو لغته أو مركزه الاجتماعي .
وقد حرص الإسلام أشدَّ الحرص على حماية حياة الإنسان ، فهدَّد من يستحلُّها بأشدِّ العقوبات لقول الله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) سورة النساء . وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة تحرم قتل النفس :
1)خطب رسول اللهﷺ في حجَّة الوداع فقال: «أيُّها الناس !، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلَّغت؟ اللهمَّ فاشهد» متفق عليه .
2) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول اللهﷺ قال: ” لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبَّهم الله في النار” رواه الترمذي.
3) عن البراء بن عازب، عن رسول اللهﷺ : (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) رواه ابن ماجه بإسناد حسن.
إثم عظيم للمنتحر قاتل نفسه ؟! لقد حرم وحذَّر الله جلَّ وعلا من أن يقتل الإنسان نفسه، واعتبر الإنتحار كبيرة عظيمة ، لقوله تعالى : “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا” النساء. ولقول النبيﷺ :( من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا) . رواه البخاري ومسلم.
كافة النفوس ملك وحق لله تعالى !. لا يجوز لأي انسان سلب حياة انسان أو حيوان أو حتى الحشرة الصغيرة ، لأن كافة النفوس هي حق وملك لله تعالى وحده!. وقد ذم الله تعالى في كتابه الكريم قتل النفس، فقال : “مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” سورة المائدة .
حرام الثأر وقتل الأبرياء ؟!. نهى وحرم الإسلام من الإسراف في القتل، فالقاتل يُقتَل ويجري عليه القصاص من قبل الحاكم المسؤول ، ولا يُسمَح أبداً أن يتجاوز ليطالَ القصاص غير القاتل، ممَّن لا ذنب لهم، كعادة “الأخذ بالثأر” الَّتي حرمها الإسلام .
كما لا يجوز بتاتا التمثيل بالقاتل أو تعذيبه أو تعليقة مشنوقا ، لقول الله تعالى في كتابه الكريم :”وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا “سورة الاسراء . *) ويستوي في التحريم دم وقتل المسلم أو الذِّمي من اليهود والنصارى وغيرهم ، فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول اللهﷺ قال: «من قتل مُعاهَداً لم يَرِحْ رائحة الجنَّة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً». يارب احفظنا بحفظك، واحرسنا بعينك التي لا تنام، يا الله ادفع عنا شر الأشرار ، و كيد الفجار .