ماذا يريد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ لماذا لا يعيد كتاب التكليف، على الرغم من أنه لا يستخدمه فعليًا لأنه لا يوجد مفاوضات ائتلافية؟ هذه هي الأسئلة التي برزت في الأيام الأخيرة في النظام السياسي بشكل عام والليكود بشكل خاص.
وقال مسؤولو الليكود انهم لا يستطيعون فهم المنطق وراء قرار عدم إعادة التكليف إلى الرئيس على الرغم من ان التقديرات كانت ترجح ان يعيد نتنياهو كتاب التفويض خلال ايام بمجرد التوصل إلى استنتاج مفاده أنه لا يوجد تقدم واضح في الاتصالات مع تحالف الأزرق والأبيض.
وعلى الرغم من موافقة تحالف الليكود على اعادة كتاب التفويض لكن نتنياهو لم يعيد كتاب التفويض للرئيس روفلين حتى الان.
في هذه الأثناء، ووفقا لتقرير صحيفة معاريف فان محاولات تحالف نتنياهو مستمرة مع شخصيات في تحالف ازرق ابيض ويراهن الليكود انه وفي اللحظات الاخيرة يمكن ان يحدث اتفاق عبر اقدام الاطراف على تقديم تنازلات تؤدي الى تشكيل حكومة .
وقال عضو الكنيست، ديفيد بيتان، النائب عن حزب الليكود الحاكم في اسرائيل، صباح اليوم إنه من المستحيل في هذه المرحلة تشكيل حكومة بسبب انهيار المفاوضات بين حزبه والتحالف المنافس له “أزرق أبيض”.
وقال بيتان: “حان الوقت لإعادة كتاب التكليف حقًا. لا فائدة من الاحتفاظ به”. هذا وتبقت ثمانية أيام فقط حتى نهاية المدة القانونية الممنوحة لنتنياهو لتشكيل حكومة جديدة.
وعندما سئل بيتان هل يعتقد بأن على نتنياهو إعادة كتاب التكليف مساء اليوم الثلاثاء، أجاب بيتان: “أرى انه من الصواب اعادته اليوم، لأنه لا توجد فرصة أن يعود تحالف ’أزرق أبيض’ إلى المفاوضات، وإذا لم تكن هناك فرصة، فلا توجد حكومة. آمل أن يعود الحزبان الى صوابهما وان يقيما حكومة وحدة. لا أحد يستطيع تشكيل حكومة بمفرده، ولا خيار سوى حكومة وحدة بين الليكود وتحالف أزرق ابيض. الواقع إشكالي وآمل أن يتآلف الجميع”.
وأوضح بيتان خلال اللقاء الاذاعي: “ما من مفاوضات حاليا لأن الاجتماع المقرر بين الليكود- وتحالف أزرق ابيض تم إلغاؤه منذ 8 أيام، ومنذ ذلك الحين يرفضون الجلوس للتفاوض معنا. لست انا من يدير المفاوضات، ولكني أعتقد أن محاولات جرت معهم ولكنهم غير معنيين، إنهم يريدون التوجه الى انتخابات جديدة، هذا واضح تمامًا لأنهم يعتقدون أنه بعد جلسة الاستماع لرئيس الوزراء سيتم تقديم لائحة اتهام ضده، وستكون فرصهم أفضل”.
وعلى حد تعبير بيتان اثناء ذات المقابلة الاذاعية صباح اليوم، فقد علق نتنياهو الأمل في أن يعيد الوضع الأمني تحالف أزرق أبيض إلى طاولة المفاوضات، إذ قال: “إنهم مطلعون على المسألة الأمنية لأنهم يشغلون رئاسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وكان يعتقد أنهم سيعودون الى طاولة المفاوضات. وبما انهم غير مستعدين رغم كل ذلك الى العودة الى طاولة المفاوضات فعلى ما أعتقد أنه سيعيد متاب التكليف بعد عدة أيام”.
وأضاف بيتان: “نتنياهو غير ملم بإعادة كتاب التكليف بهذه السرعة، ولكن تحالف أزرق أبيض وليبرمان يريدون هذا منه. ذلك لن يغير من الامر شيئا”.
من الجدير بالذكر ان المهلة الممنوحة لنتنياهو وفقا للقانون لتشكيل حكومة جديدة هي 28 يوما متتاليا بغض النظر عن الأعياد او نهايات الأسبوع التي تتخللها.
ويحق لرئيس الدولة ان يمدد هذه المهلة بـ 14 يوما إضافيا، في حال وجد ما يقنعه ان عامل الوقت هو الحاسم لتشكيل الحكومة وليس سواه.
غير انه على ما يبدو لن يطلب نتنياهو مهلة إضافية هذه المرة كما لن يمنح رئيس الدولة له مهلة إضافية بناء على نتائج المفاوضات التي أجريت حتى الان بين الأحزاب لتشكيل الحكومة.
وفي حال أعاد نتنياهو كتاب التكليف الى رئيس الدولة ريفلين، معترفا بذلك بعدم امكانيته تشكيل الحكومة، فإن رئيس الدولة يقف امام خيارين، الأول ان يمنح إمكانية تشكيل الحكومة لزعيم تحالف “ازرق ابيض” بيني غانتس، او ان يبلغ رئيس البرلمان (الكنيست) بعدم إمكانية تشكيل حكومة من بين الأحزاب التي فازت بأكبر عدد من الأصوات.
في مثل هذه الحالة يحاول رئيس الكنيست وخلال فترة محددة تسمية شخصية من أعضاء البرلمان لتشكيل الحكومة على ان يحظى بتأييد اكثر من نصف أعضاء الكنيست، وهو امر مستبعد مما يعني التوجه الى انتخابات برلمانية ثالثة.