المجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر (الكبنيت) يلتئم للمرة الأولى منذ الانتخابات التي جرت الشهر الماضي،على خلفية التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن التوتر الأمني مع إيران.
من المتوقع أن يلتئم المجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر (الكبنيت) ظهر اليوم الأحد، للمرة الأولى منذ الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، حيث أن الاجتماع الأخير لـ “الكبنيت” عُقدت قبل أكثر من شهرين.
وسيُقام الاجتماع على خلفية التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن التوتر الأمني مع إيران.
وفي خطابه الذي ألقاه الخميس، بعد أداء القسم لأعضاء الكنيست، تطرق نتنياهو للتهديد الإيراني قائلاً “إننا نواجه تحديا أمنيا ضخما ويكبر، خاصة في الأسابيع الأخيرة. ما أقوله ليس محاولة مني لصرف الأنظار عن شيء. إيران تتسلح وتشن هجمات في كل مكان. إنهم يؤمنون بأن إسرائيل ستزول، ويعملون لذلك، وعلينا أن نأخذهم على محمل الجد، سيتعين علينا اتخاذ قرارات لم نحتاج إليها منذ عقود، تتعلق بالميزانية”.
وربطت تحليلات إسرائيليّة بين “التهديد الأمني” الذي أشار إليه نتنياهو، وبين تطورات عسكريّة إيرانيّة في أكثر من جبهة.
وبحسب محلل الشؤون الإسرائيليّة في موقع “المونيتور”، بن كسبيت، فإنّ إسرائيل تتجهّز لإمكانيّة انهيار “المعركة بين الحربين” التي تشنّها ضد التموضع الإيراني في سورية (ومؤخرًا العراق)، وأن تتحوّل إلى “حرب مكشوفة حقيقيّة، على طول كل الجبهات، التي تغطّي جزءًا كبيرًا من الشرق الأوسط”، وأضاف أنه “ربما هذا سبب تلميح نتنياهو والرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، للحاجة إلى إضافة مليارات الشواقل لميزانيّة الأمن، على وجه السرعة”.
ورغم أن نتنياهو حوّل “التهديد الإيراني إلى رافعة سياسيّة منذ أكثر من عقد” بحسب كسبيت، الذي أضاف “إلا أن هناك احتمالا أن تكون التهديدات هذه المرّة حقيقيّة. على ما يبدو، تنتشر في القيادة الأمنيّة الإسرائيليّة خشية كبيرة بكل ما يتعلّق بانهيار سريع على الجبهة الإيرانيّة”.
كما تخشى الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة، بحسب كسبيت، من انهيار الإستراتيجيّة الأميركيّة تجاه إيران “أو بكلمات أخرى، تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن كل ما يتعلّق بممارسة الضغط على إيران”، ودلّل كسبيت على ذلك بجملة من التغييرات في نهج ترامب، بدءًا من إقالة مستشاره السابق للأمن القومي، جون بولتون، و”دونيّته” في السعي لإجراء لقاء أو اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، واستقالة المسؤولة عن العقوبات ضد إيران في وزارة المالية الأميركية.
ويضيف كسبيت أنّ “حساب إيران مع إسرائيل يزداد مع الزمن، بعد عشرات الهجمات التي تلّقتها إيران في المنطقة” وتساءل “هل تجهّز إيران مفاجأة لإسرائيل في تشرين أول/ أكتوبر الجاري؟” وقال إن رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، درور شالوم، ألمح إلى ذلك في لقاء نشرته معه صحيفة “يسرائيل هيوم”، مؤخرًا.