“وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا… “.
كتبه الشيخ ابو عكرمة
يسال الكثير من المسلمين لماذا حياتنا كلها ضنك؟!.ويمكننا ان نتحدث بلا حرج عن جرائم القتل والزنا والخيانات الزوجية ، والإدمان على الخمور والمخدرات ، واكل أموال الناس بالباطل : ربا وغش ورشوة وسرقات وتزيف و” خاوة “… ورغم كثرة الحلول والاقتراحات ، وامتلاء الصحف والمواقع، واجتماعات اهل الاختصاص من علماء الفكر والجريمة ، ورجال الشرطة والقضاة والقانون ، ورجال السياسة … والكل يصرخ بالإضرابات والإعتصامات والمظاهرات.
ولكن لماذا جاءت النتائج غريبة عجيبة ، بأن الجرائم تزداد بأرقام خيالية !؟. نقولها صدقا لأنفسنا… لأننا تجاهلنا ونسينا الآيات الكريمة والتربية الإيمانية ، حيث ذكر الله تعالى في كتابه الكريم ، من الوعيد الشديد في الحياة الدنيا لمن أعرض عن ذكره تعالى وطاعته. ولم يؤد حقه: بالقلب واللسان والجوارح ، وهجر وأعرض عن تلاوة َالقرآن وتدبره وتطبيقه، وأعرض عن الوحي الذي أنزله تعالى على أنبيائه ورسله الكرام .
وتركنا الصلاة والدعاء والذكر والإستفغار، فمن خَالَفَ أَوامْرِ ربه ، وأَخَذَ مِنْ غَيْرِهِ ” الهُدَاية” !، من شتى الأنظمة والأفكار العلمانية الخادعة الزائفة، ُفَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا : ضيق ومشقة فِي الدُّنْيَا، فَلَا طُمَأْنِينَة لقلبه ونفسه َ، وَلَا انْشِرَاحَ لِصَدْرِهِ، بَلْ صَدْرُهُ ضَيِّقٌ حَرج لِضَلَالِهِ، وَإِنْ تَنَعَّم ظَاهِرُهُ بشتى انواع الترفيه والسعة، ورغم أن الإنسان يملك كل متاع الدنيا : فيلَبِسَ أجمل الملابسَ، ويَأَكَلَ أشهى المأكولات َ، وَيسَكَنَ الفيلات الراقية الواسعة ، ويركب السيارات الفاخرة، وينتقل برحلات المتعة الجسدية من دولة لأخرى. وبما أنَّ قلبه فارغ ، ليس فيه ايمان ولا يَقِينِ وَلْا هُدَى، وحياته مقطوعة الصلة بالله تعالى ورحمته الواسعة، والاطمئنان إلى حماه .
فَهُو يعاقب بالعقوبة العظيمة، َ فيعيش فِي ضنك الْمَعِيشَة، فلا يكون منشرح الصدر ، ولا مطمئن القلب ، ويعيش دائما في هم وقلق، وَحَيْرَةٍ، وَشَكٍّ، فَلَا يَزَالُ فِي رِيبَةٍ وَتَرَدَّدُ. ويسعى للحرص على ما في اليد، والحذر والحسرة على ما يفوت.
لأن القلب يشعر بطمأنينة الاستقرار فقط في رحاب الله. وما يحس راحة الثقة إلا وهو مستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.
” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي…”.