المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان يقول ان اسرائيل تستعين بمنظمات يمينية متطرفة وترصد مبالغ كبيرة لمحاربة حركة المقاطعة (BDS).
قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان ان اسرائيل تستعين بمنظمات يمينية متطرفة وترصد مبالغ كبيرة لمحاربة حركة المقاطعة (BDS).
وقال المكتب الوطني في تقريره الدوري نصف الشهري حول شؤون المقاطعة، اليوم الاثنين، ان صناع القرار في اسرائيل لا يخفي ان حركة المقاطعة العالمية “BDS” باتت تشكل خطرا استراتيجيا على الأمن القومي للاحتلال وتساهم الى حد كبير في تأليب الرأي العام الدولي ضد اسرائيل، الامر الذي يزيد عزلتها الدولية في جميع أنحاء العالم.
واضاف المكتب ان وفي هذا السياق كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نقلاً عن محافل سياسيّةٍ رفيعةً في تل أبيب ، النقاب عن أنّ إسرائيل تُقدِّم مساعداتٍ ماليّةٍ للمنظمّات الدوليّة العامِلة ضد حركة المقاطعة العالميّة “BDS” من خلال وزارة الشؤون الإستراتيجية بقيمة 5.7 مليون شيكل لتنظم فعاليات وأنشطة لصالح إسرائيل لا سيما في دول الإتحاد الأوروبي، وإطلاق حملات إعلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
واضاف “ان حثت إسرائيل والولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات ضد المنظمات المؤيدة للحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل (BDS) ، حيث جاء ذلك في موقف مشترك في بروكسل بين وزير الشؤون الإستراتيجية والأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد إردان والمبعوث الأمريكي الخاص لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، إيلان كار، ورئيس المجلس اليهودي الأوروبي، الحاخام مناحيم مارغولين، أواخر سبتمبر المنصرم، بهدف تقديم تقرير وزاري إسرائيلي يدّعي أن أنشطة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات المعروفة اختصارا بـ BDS تحمل طابعا عنصريا”.
وأوضح المكتب الوطني في التقرير أن حملات المقاطعة الدولية لا سيما في دول الإتحاد الأوروبي لم تتوقف، بل تأخذ منحىً تصاعديا رغم كل الأدوات والميزانيات التي تسخرها الحكومة الإسرائيلية واللوبي الصهيوني بالتعاون مع الأحزاب اليمينية المتطرفة في العديد من الدول الأوروبية من أجل تجريم حركة المقاطعة، وملاحقة نشطاءها، وسن التشريعات والقوانين التي تعاقب داعميها، في محاولة بائسة لوقف إنتشارها وتوسعها في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية والثقافية والعلمية.
وتابع “فعلى المستوى الدولي قررت أعلى هيئة لصنع القرار في الكنيسة الأنجليكانية لجنوب إفريقيا (ACSA) بالإجماع، دعم حملة مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها حتى تنهي احتلالها العسكري لفلسطين، وصدر القرار في العاصمة جوهانسبرغ في المجمع الكنسي للكنيسة الذي يعقد كل ثلاث سنوات، ويمثل المجتمعات الأنجليكانية في جنوب افريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني (سوازيلاند) وموزمبيق وأنغولا وسانت هيلينا. وجاء في القرار أن “الوضع في الأراضي المقدسة يتطلب اهتمام الكنيسة المسيحية، كون المسيح عليه السلام ولد ونشأ وصلب فيها”.
ودعت حركة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي “بي دي أس” فناني الهند إلى مقاطعة مهرجان يقام في إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري ويروج لدولة الاحتلال. وقالت الحركة بأن على نجوم “بوليوود” ألا يشاركوا في هذا الحدث الذي يلمع نظام الفصل العنصري، مشيرة إلى أن قائمة المدعوين تشمل فنانين هنودا أبرزهم أنيل كابور، ورافينا تاندون، وأميشا باتيل.
وقال “في المانيا الاتحادية استطاعت الجالية الفلسطينية في مدينة بون الألمانية وبدعم من إتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا والجمعية الألمانية الفلسطينية وجمعية المرأة الألمانية الفلسطينية بكسب الدعوى التي رفعتها ضد القرار الجائر الذي اتخذه مجلس البلدية بتجريم حركة المقاطعة BDS وحظر نشاطها، حيث جندت الجالية العديد من المؤسسات الحقوقية لا سيما مؤسسة الديمقراطية الشفافة الهولندية التي انتدبت محامي القانون الدولي السيد جيوفاني ماسيمو لمتابعة هذه القضية التي تستهدف النشطاء الالمان والفلسطينيين بالإضافة لكيفية مواجهة قرار البرلمان الألماني الذي يجرم حركة المقاطعة لإسرائيل ، والعمل على اسقاطه خاصة اذا نجح اللوبي الصهيوني في المانيا فسيمتد ذلك إلى أغلب الدول الغربية ليصبح انتقاد الممارسات القمعية والاستيطانية الإسرائيلية والدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني جريمة يعاقب عليها القانون في البلدان الأوروبية المختلفة”.
وعلى صعيد آخر قررت سلطات مدينة آخن الألمانية حرمان الفنان اللبناني وليد رعد من جائزة “نيلي زاكس” الأدبية بقيمة 9900 دولار، التي كان من المقرر أن يتسلمها، بسبب دعمه لحركة مقاطعة الاحتلال “BDS”، وكانت مدينة آخن الألمانية اختارت رعد للحصول على هذه الجائزة عن مشروعه “أطلس غروب”، الذي يتناول تاريخ الحرب الأهلية في لبنان واستمر من عام 1989 حتى 2004.
وقد دان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قرار لجنة تحكيم جائزة نيلي زاكس الأدبية الألمانية، بسحب الجائزة من الكاتبة البريطانية كاميلا شمسي، على خلفية مواقفها الداعمة لحركة المقاطعة العالمية لإسرائيل. وكانت كاميلا شمسي قد أعربت عن خيبة أملها من القرار، غير أنّها شرحت في الوقت نفسه الأسباب التي دفعتها إلى دعم حركة مقاطعة إسرائيل. حيث لفتت شمسي في موقفها إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال حملته الانتخابية الأخيرة نيّته ضم ثلث أراضي الضفة الغربية لإسرائيل بما يتعارض مع القانون الدولي، وأشارت كذلك إلى وعود مماثلة من منافسه بني غانتس، وقالت إنّ تلك التصريحات أعقبت قتل القوات الإسرائيلية فتيين فلسطينيين على حدود قطاع غزة في حادثة أدانها منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط واعتبر أنّها مروّعة.
وفي الولايات المتحدة أسس الملياردير والداعم المالي الأكبر لحركات الاستيطان الإسرائيلي، واللوبي الإسرائيلي في واشنطن، شيلدون آدلسون مجموعة يهودية أميركية بهدف محاربة حركة “مقاطعة إسرائيل والمستوطنات، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في الجامعات الأميركية، وتمويلها من أجل توسيع نطاق جهودها لتشمل ست دول خارج الولايات المتحدة في العام الدراسي المقبل. وسوف تبدأ المجموعة الجديدة التي تم تأسيسها، من بداية العام الدراسي الجديد 2020 المسماة بهيئة عمل مكابي ، بالعمل خارج حدود الولايات المتحدة خاصة في أوروبا، حيث تزداد حركة (BDS) نشاطا وتأثيرا، حيث تخطط لتمويل ومساعدة المجموعات الطلابية الموالية لإسرائيل في مواجهة حملات مقاطعة إسرائيل ” بحسب قول بورغ. ويضغط اللوبي اليهودي الذي يريد تعريفاً جديداً لـ معاداة السامية، من أجل منع انتقاد إسرائيل داخل الجامعات الأمريكية كما يحاول نشطاء اليمين السياسي الأمريكي سنّ قوانين جديدة في الولايات الأمريكية الخاضعة للأغلبية الجمهورية، من شأنها أن تحظر توجيه النقد إلى إسرائيل واحتلالها الأراضي الفلسطينية في أي حرمٍ جامعي عام. وتحث جماعات الضغط السياسي المحافظة والموالية لإسرائيل المشرِّعين في تلك الولايات على حظر ما تسميه الخطاب المعادي للسامية في كل مراحل التعليم العام، بدءاً من مرحلة الحضانة وحتى جامعات الدراسات العليا. لكنَّ التعريف المُقترَح للخطاب المعادي للسامية شموليٌّ لدرجة أنَّ القانون الجديد.
ورغم ذلك تؤكد حركة المقاطعة إن عدد الكليات الداعمة لحركة المقاطعة في أميركا الشمالية وصلت إلى 51 كلية، مؤكدة على أهمية النشاط الطلابي ضد الاحتلال الإسرائيلي وأكدت أشادتها برفض فريق كرة السلة الأميركي “بورتلاند ترايل بلايزرز” لرعاية شركة “ليوبولد وسنيفنز” التي تزود جيش الاحتلال الإسرائيلي بمعدات عسكرية.
وعلى المستوى العربي دانت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل (BDS) إمعان دولة قطر في التطبيع المباشر مع نظام الاستعمار و”الأبارتهايد” والاحتلال الإسرائيلي من خلال استضافة فرق رياضية إسرائيلية رسمية في البطولات الرياضية التي تستضيفها، وآخرها البطولة العالمية للرياضة الشاطئية. حيث شارك في هذه البطولة وفد إسرائيلي يضم أربعة لاعبين، كما سبقها مؤخرًا مشاركة وفد رياضي إسرائيلي في البطولة العالمية لألعاب القوى في قطر.
وفي ذات السياق، استنكرت منظمات ومؤسسات بحرينية وعربية تنشط في مناهضة إسرائيل ومقاطعتها، مشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر بالبحرين لحماية الملاحة في الخليج الذي تستضيفه المنامة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين برعاية أميركية، ضمن “مؤتمر وارسو” الذي عقد في فبراير/شباط الماضي في بولندا.
كما دانت كل من اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل ، وقيادة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) حول العالم، وحركة مقاطعة إسرائيل المغربية (BDS المغرب) والائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان والتنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان ، استهداف ناشطي حقوق الإنسان في المغرب والتضييق عليهم بتكنولوجيا تجسس إسرائيلية طورتها مجموعة أن أس أو (NSO) وبحسب منظمة العفو الدولية فإنّ مجموعة (NSO) الإسرائيلية تبيع برامج التجسس الخاصة بها لأجهزة الاستخبارات وأجهزة إنفاذ القانون الحكومية، مما يثير مخاوف خطيرة من أن الأجهزة الأمنية المغربية تقف وراء المراقبة“.
وعلى الصعيد الفلسطيني نددت قوى عدة ومنظمات مجتمع مدني بقرار الحكومة استيراد الزيتون من اسرائيل وضمّت صوتها إلى أصوات آلاف المزارعين في إدانة تصريحات وزارة الزراعة حول نيّة الوزارة السماح باستيراد نحو 2000 طن من الزيتون الإسرائيلي المخصّص للكبيس تلبيةً لما أسمته احتياجات المصانع والسوق الفلسطيني من هذه النوعيات، ودعت إلى مقاطعة الزيتون الإسرائيلي ، بكل أصنافه ودعم المنتج المحلي الفلسطيني وتطويره حتى يتمكّن من تغطية الحاجة المرجوّة من الصنف المذكور
وعلى الصعيد الاسرائيلي هدد وزير داخلية الاحتلال ارييه درعي بإلغاء الإقامة الخاصة للناشط عمر البرغوثي أحد مؤسسي حركة المقاطعة الدولية وأنه يعتزم التحرك بسرعة لمنع البرغوثي من الإقامة في إسرائيل” متهمًا إياه بأنه يبذل قصارى جهده لإلحاق الأذى بإسرائيل، وبالتالي يجب أن لا يتمتع بالحق في أن يكون مقيما فيها.
ويعتبر البرغوثي الذي يقطن في عكا ولديه، من مؤسسي “حركة مقاطعة إسرائيل” وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، وقد منع مؤخرًا من دخول بريطانيا وأميركا بتحريض إسرائيلي، حيث كان من المفترض أن يشارك في مؤتمرات تم دعوته إليها، كما حرم من المشاركة في حفل زفاف ابنته في واشنطن منذ أشهر.
وكشفت الصحافة العبرية ومنها صحيفة (يديعوت احرونوت) نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةً في تل أبيب ، النقاب عن أنّ إسرائيل تُقدِّم مساعداتٍ ماليّةٍ لمنظمات يمينية متطرفة دوليّة عامِلة ضد حركة المقاطعة العالميّة “BDS” من خلال وزارة الشؤون الإستراتيجية التي قدمت مبالغ بقيمة 5.7 مليون شيكل لتنظم فعاليات وأنشطة لصالح إسرائيل، وحملات إعلامية عبر شبكات التواصل، وطالما أنّها المرّة الأولى التي تقدم فيها إسرائيل مثل هذه المساعدات المالية، فإنّ الأمر يحتاج فحصًا قضائيًا، على حدّ تعبيرها. وأضافت في تقريرها أنّ ثلاثة ملايين شيكل سوف تمنحها إسرائيل لتنظيم فعاليات وأنشطة ميدانية مؤيدة لإسرائيل فضلا عن 2.7 ملون شيكل ستؤمنها لمنظمات ونشطاء على شبكات التواصل، لتنظيم حملات دعائية ضد ما تسميه نشاطات نزع الشرعية عن إسرائيل وحركة المقاطعة داخل الدول التي تنشط فيها هذه الحركة.