لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون !. الرسالة الثانية من سلسلة “بالإيمان والتقوى نقضي على الجرائم “!
َتخيلت لو ان كل فرد من المسلمين تمعن وتدبر معاني الآيات القرآنية في كتاب الله تعالى من سورة الروم :(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون، قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ).
كتبه الشيخ أبو عكرمة الطيباوي
ظهر الفساد وانتشرت المعاصي والمحرمات ، كالنار في الهشيم في شتى المجتمعات : العربية والأوروبية والأمريكية والأفريقية ، والآسيوية، وعم الفساد شتى المجالات المتنوعة : السياسي ، والإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي ، حتى لم ينجو منه المجال التربوي والثقافي والرياضي.انتشر الفساد بين المسلمين على شتى أنواعه وأشكاله في كل الأماكن والأزمنة: شتم الله تعالى ونبيه المختار الأمين، وانتشرت المشعوذات والشرك والكفر ،وتكذيب الأنبياء والرسل وكفر بنعم وخيرات الله تعالى على البشرية ،قال الله تعالى في سورة النمل : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ كان أكثرهم مشركين). وكثر القتل وإراقة دماء الأبرياء من المسلمين ، وارتفعت رايات الظلم والظالمين، وانتشرت الرذيلة كالزنا وشرب الخمور وتعاطي المخدرات، وتدخين النساء والرجال للأرجيلي، وعقوق الأبناء للآباء، وقطعت صلة الرحم ،وسوء الأخلاق مع الجيران.
ولنتمعن قوله تعالى في سورةالأعراف :”وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”. ظهر الفساد في العقيدة والإيمان، وفي البيوت بين الأزواج، وفي الأحزاب والجمعيات ومؤسسات الدولة بأنواعها: كالبرلمانات والبلديات والجامعات والمدارس بين الطلاب والطالبات.
ظهر الفساد عندما عطلت تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ، حيث جاء في الحديث النبوي الشريف: ” لحد يقام في الأرض أحب إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحا “، فإذا أقيمت الحدود انكف أكثر الناس، عن تعاطي المحرمات، وما ذاك إلا ببركة تنفيذ شريعة الاسلام.
ولكن إذا ارتكبت المعاصي كان سببا في نزع ومحق البركات من السماء والأرض. فإذا ظهر الفساد في الأرض وكثر قتل الأنفس بغير حق، ابتلانا الله تعالى بشتى العقوبات الربانية كنقص بالثمرات ، وحل القحط، وقلت بركة الأمطار وبركة الأموال الكثيرة والفائضة، ولا بركة بالأبناء ، وانتشرت الأمراض المستعصية رغم كثرة الأدوية وتطور الطب الحديث.
وكل ذلك لنرجع ونتوب لله تعالى، ولنعود للطريق السوي المستقيم، ولنتذكر قوله تعالى: (ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، فالله تعالى يبتلينا بنقص الأموال والأنفس والثمرات، اختبارا منه ومجازاة على صنيعنا، لعلنا نرجع عن المعاصي ونتوب لله تعالى توبة نصوحا شاملة .
واللي بوكل حق اخو شو وضعو
يأمرون الناس بالمعروف وينسون انفسهم