40 عاماً في الأسر- البرغوثي: من يسعى للحرية هو مشروع شهيد
أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية يطالب أن يتوحد الشعب الفلسطيني على هدف الرؤية والبرنامج الوطني والتخلص من العداءات الحزبية الضيقة ورفع راية الوطن والأمة.
طالب أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية أن يتوحد الشعب الفلسطيني على هدف الرؤية والبرنامج الوطني والتخلص من العداءات الحزبية الضيقة ورفع راية الوطن والأمة.
الأسير نائل البرغوثي الذي يدخل اليوم عامه الأربعين في الأسر تحدث مع “الميادين نت” في مقابلة خاصة من سجنه في بئر السبع، وعبّر عن شعوره وهو يتخطى عامه الأربعين في الأسر، قائلاً “إنه شعور يجدد فينا الأمل ويزيدنا وضوحاً ورؤية للتحرر”.
وحول ما يفعله البرغوثي في السجن وكيف يمضي يومه.. يقول: “نقضي معظم الوقت في القراءة وعقد جلسات حول التاريخ والجغرافيا السياسية والإعلام، ونتحدث عن الأحداث التي تجري في العالم وعلى رأسها قضية فلسطين”.
وتوجه نائل للفصائل الفلسطنية، قائلاً “إذا فشل السلام لن تفشل الطرق الأخرى، والمطلوب الوحدة على الهدف والرؤية والبرنامج الوطني والتخلص من العداءات الحزبية الضيقة ورفع راية الوطن والأمة”.
وعلّق على صفقة القرن واعتبرها “وليداً لم يعش قبل الولادة، أو صفقةً ميتة”.
وعبّر عن اشتياقه للحرية وللوحدة الوطنية والعربية والعدالة العامة، “وبالتأكيد للأهل رغم رحيل الأم والأب حتى بعد أن أمضيت 33 عاماً في السجن، لي أخ وأخت موجودين في الخارج، ولدي زوجتي، وأنا طبعاً أشتاق إليهم وأيضاً أنا أشتاق لشعبي”.
وتابع في حديثه عن عائلته “في الماضي فقدت ابن أخي الشهيد صالح، واعتقل ابن أخي عاصف وهو موجود معي في سجن بئر السبع، وهو ينتظر حكم المؤبدات بعد القيام بعمل مقاوم”.
وختم “عند كل عدوان، نشعر أن قافلة الشهداء مستمرة وغير مرتبطة بفرد أو قائد، كل من يسعى للحرية هو مشروع شهادة”.
الجدير ذكره أن نائل البرغوثي قد تزوج الأسيرة المحررة إيمان نافع عام 2011، وهي بقيت في الأسر 10 سنوات وعاشا معاً قبل اعتقاله مدة 31 شهراً كما، وفق إيمان.
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت الشهيد صالح البرغوثي في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2018، بعد إطلاق النار عليه في قرية سردا شمال رام الله. واعتقلت أخوه عاصف يوم 8 كانون الثاني/ يناير 2019، بعد مطاردة استمرت شهراً، بعد اتهامه بتنفيذ عملية انتقامية بعد ساعات من اغتيال شقيقه، وقد هدم الاحتلال منزليهما.
وعدد الأسرى المحكومين بالمؤبد – بحسب ما أعلن مركز دراسات أسرى فلسطين – بلغ 587 أسيراً في سجون الاحتلال.
وأوضح المركز أن أعداد الأسرى المحكومين بالمؤبدات في سجون الإحتلال ارتفعت خلال انتفاضة القدس التي اندلعت قبل 3 سنوات ونصف، حيث اعتقلت قوات الاحتلال العشرات ممن نفذوا عمليات طعن وإطلاق نار أدت لمقتل إسرائيليين.
وأشار إلى أن من بين مجموع أسرى المؤبدات 46 أسيراً هم عمداء الأسرى، وهم ممن أمضى أقلّهم 20 عاماً خلف القضبان.
ومن ضمن المحكومين بالمؤبد، قال مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش في حديث هاتفي للميادين نت إن الأسير عبد الله غالب البرغوثي من مدينة رام الله والمعتقل بتاريخ 5 أذار/ مارس 2003، محكوم بالسجن 67 مؤبداً هو صاحب أعلى حكم في العالم، يليه الأسير إبراهيم جميل حامد من مدينة رام الله، اعتقل بتاريخ 23 أيار/ مايو 2006، وحكم عليه بالسجن 57 مؤبداً، ومن ثم الأسير حسن عبد الرحمن سلامة من قطاع غزة، وقد تمّ اعتقاله من مدينة الخليل بعد اصابته بتاريخ17 أيار/ مايو 1996 وحكم عليه بالسجن 48 مؤبداً و 20 عاماً.
أما الأسير محمد عطية أبو وردة من مدينة الخليل، فهو معتقل منذ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002 وحكم عليه بالسجن 48 مؤبداً، الأسير محمد حسن عرمان من مدينة رام الله، اعتقل بتاريخ 18 اَب/ أغسطس 2002، وحكم عليه بالسجن 36 مؤبداً، والأسير عباس محمد السيد من مدينة طولكرم، اعتقل بتاريخ 8 أيار/ مايو 2002 وحكم بالسجن 35 مؤبداً و 150 عاماً، والأسير وائل محمود قاسم من مدينة القدس، اعتقل بتاريخ 18 اَب/ أغسطس 2002 وحكم عليه بالسجن 35 مؤبداً و50 عاماً، والأسير أنس غالب جرادات من جنين، اعتقل بتاريخ 11 أيار/ مايو 2003، وحكم عليه بالسجن 35 مؤبداً و35 عاماً، والأسير سعيد حسام الطوباسي، من مخيم جنين، اعتقل بتاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، وحكم عليه بالسجن 31 مؤبداً و 50 عاماً.
وعن أقدم الأسرى المحكومين مدى الحياة، أوضح الخفش، أنه يترأس القائمة بعد الأسير نائل البرغوثي، الأسير كريم يونس وابن عمه ماهر يونس من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حيث أمضيا ما يزيد عن الـ30 عاماً بشكلٍ متواصل في سجون الاحتلال، فقد بلغ عدد الأسرى المعتقلين بشكلٍ متواصل منذ ما قبل توقيع إتفاقية أوسلو 26 أسيرأ.
ويحسب تفسير مركز دراسات أسرى فلسطين فإن حكم المؤبد هو حكم بالسجن مدى الحياة ويحدده الاحتلال بـ99 عاماً (مؤبد عسكري)، ويفرضه الاحتلال على الأسرى الأمنيين الذين يتهمهم بقتل إسرائيليين، وكذلك على المسؤولين عن توجيه العمليات الإستشهادية التي أدت إلى قتل يهود سواء كانوا جنود او مستوطنين.